البيض يقترح طوق نجاة للعليمي (تفاصيل)
اليوم السابع - الإمارات: الخلافات بين الحكومة والرئاسة اليمنية امر مؤسف في هذه المرحلة وهذا التوقيت تحديدا
اقترح البيِّض، طوق نجاة اعتبره وحيدا، أمام رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، لتلافي ما وصفه "مأزقا سياسيا" ينذر بانهيار المجلس الرئاسي والحكومة، وتداعيات خطيرة على الجميع بلا استثناء.
صدر هذا في تصريح لنجل الرئيس الجنوبي الاسبق علي سالم البيِّض، الدبلوماسي والسياسي البارز، هاني البيِّض، اقترح فيه على العليمي تشكيل حكومة وطنية توافقية، وتجاوز الخلافات التي يشهدها مجلس القيادة الرئاسي.
وقال البيِّض: "الخلافات بين الحكومة والرئاسة اليمنية امر مؤسف في هذه المرحلة وهذا التوقيت تحديدا وهي حالة من تضارب الأدوار غير المبرر .. في ظل غياب روح التوافق بالمجلس القيادي نفسه ! وحالة انعدام الثقة وضعف العلاقة الوظيفية السليمة بين الحكومة والمجلس الرئاسي من ناحية أخرى".
مضيفاً في تغريدة على منصة "إكس": "الواضح انه خلاف بين مستويين هامين في السلطة الشرعية اليمنية كأعلى سلطة سياسية واعلى سلطة تنفيذية وعلى مستوى اتخاذ القرار !".
وتابع: "ولكن الواقع يشير بوضوح إلى خلل كبير على مستوى الشراكة في العملية السياسية القائمة التي كان يعول عليها الأطراف المعنية المتالفة مرحليا ويدعمها المجتمع الدولي والاقليمي دون جدوى ..".
مستطرداً: "كل هذه الخلافات أثرت بشكل مباشر على مستوى التعاون والتنسيق والعلاقة الوظيفية، وشكلت عجزا كبيرا في الاداء الحكومي وتلبية احتياجات الناس".
وأردف: "هي دون شك تعيق اليوم كثير من المهام المرحلية المليئة بالتحديات على أصعدة مختلفة وبعضها أكثر اهمية يتطلب سيادة روح الدولة ومؤسساتها، وضرورة العمل كفريق واحد متجانس قوي ومتكامل إذا كانوا يفكروا بشكل سليم بعيدا عن الحسابات الضيقة والمماحكات السياسية".
مستدركا: "مايهمنا في هذه الظروف ان الصورة السيئة التي اضحت عليها الحكومة !! جعلت الناس في الداخل ساخطين على الجميع ، في ظل كل الاخفاقات وتراكم متاعب المواطنين ومعاناتهم المستمرة دونما استثناء او معرفة الحقيقة ودون معرفة المتسبب والمعرقل".
وحذر من أن "هذه الأزمة تبدو مرشحة للتفاعل والأمل ان لاتخلق مأزقاً سياسياً جديداً". مشيراً إلى "اهمية ان يتحمل الرئيس ونوابه مسؤولية تصحيح الوضع الحالي الذي تعيشه البلد والشعب وذلك بايجاد حكومة وطنية توافقية قادرة على مواجهة التحديات وتلبية متطلبات المرحلة".
معتبرا أن "الاشكاليات القائمة متعددة الأوجه والجوانب والأطراف ولكنها قابلة للحل والتسوية والتغيير وهي ذات أولوية سياسية واقتصادية في الوقت الراهن".
ونوه بأن "مايفاقم الاشكاليات القائمة، الممارسات الخاطئة في كيفية ادارة شؤون الدولة والمجتمع بمفهوم الدولة الحديثة بعيداً عن الإنتقائية الخاطئة من المحاصصة والمحسوبيات والاعتبارات العقيمة الأخرى …عند اختيار رجال الحكومة والدولة معاً".
وهي حالة من تضارب الأدوار الغير مبرر ..
في ظل غياب روح التوافق بالمجلس القيادي نفسه !
وحالة انعدام الثقة وضعف العلاقة الوظيفية السليمة بين الحكومة والمجلس الرئاسي من ناحية أخرى
الواضح انه خلاف…
يتزامن هذا، مع ازاحة مصادر سياسية رفيعة، الستار عن لقاء حاسم ومحوري بين رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي عيدروس بن قاسم الزُبيدي، ورئيس المجلس رشاد العليمي، في العاصمة الإماراتية أبوظبي.
وسحب رئيس الوزراء أحمد عوض بن مبارك، بالتزامن مع انباء التوافق على اقالته، مبلغاً مهولاً من البنك المركزي اليمني بلغ عشرات المليارات بصورة مباشرة ودون إشعار، مثيراً ردود أفعال واسعة على خطوته المفاجئة.
وكشفت مصادر مطلعة منتصف نوفمبر الفائت، عن توافق مجلس القيادة الرئاسي، على اجراء تغييرات واسعة في الحكومة تشمل رئيسها أحمد عوض بن مبارك، و6 من وزرائها.
بالتوازي، انكشف المسؤول المباشر والأول عن انهيار سعر صرف الريال اليمني أمام العملات الأجنبية إلى مستويات غير مسبوقة، وما تسببه ذلك من ارتفاع في أسعار السلع والمواد الأساسية.
في مقابل هذا الاداء الحكومي واتهامات الفشل والفساد، صدر إعلان فاجع عن الحكومة على خلفية الإنهيار الكبير وغير المسبوق للريال اليمني أمام العملات الأجنبية، في العاصمة عدن وعموم مدن الجنوب.
وعلق اقتصاديون وسياسيون على تصريحات رئيس الحكومة بأنها "هروب من مواجهة الازمة ومحاولة لانكار الفشل والتغطية على فساد مالية الحكومة وصرف 110 ملايين دولار رواتب شهرية لكبار موظفيها".
ويواصل الريال اليمني، انهياره غير المسبوق، أمام العملات الأجنبية في عدن وعموم مدن الجنوب، مسجلاً 2070 ريالا مقابل الدولار الامريكي الواحد، فيما تدهور أمام الريال السعودي إلى 541 ريالا بيعاً و539 ريالاً شراء.
وينذر الانهيار غير المسبوق للعملة المحلية في ظل عجز فاضح للحكومة في وضع حد لذلك، بارتفاع مخيف في أسعار السلع الاساسية، من شأنه مفاقمة الأوضاع الإنسانية وتعميق الوضع المعيشي المتدهور للمواطنين في العاصمة عدن وعموم مدن الجنوب.