اشتعال جبهة كرش يكشف المستور تفاصيل

اليوم السابع – عدن:

كشف اشتعال جبهة كرش بين القوات الجنوبية وجماعة الحوثي، المستور بشأن الدور الحقيقي لقوات ما يسمى "درع الوطن" وقوات جيش حزب الاصلاح (الاخوان في اليمن)، في الجبهات الجنوبية.

أكد هذا سياسيون ومراقبون، تصدرهم رئيس مركز اليمن للدراسات السياسية الدكتور خالد الشميري، الذي أكد أن خوض القوات الجنوبية منفردة مواجهات التصدي للحوثيين يثير تساؤلات بشأن الدور الحقيقي لقوات ما يسمى "درع الوطن". 

وقال الشميري في تغريدة على "إكس": "ما يحدث في كرش والضالع من بطولات تسطرها القوات الجنوبية منفردة ضد مليشيا الحوثية يبعث التساؤل عن بقية الجبهات وكذلك عن الدور الحقيقي لقوات درع الوطن".

مضيفاً أن "دور قوات درع الوطن اقتصر على التوغل في حضرموت وأبين وفي استلام المناطق التي حررتها القوات الجنوبية بتضحيات من أجل مستقبل الجنوب والقضية الجنوبية!".


اتفق معه في ذلك، الناشط السياسي الجنوبي البارز، علي ناصر العولقي، الذي تساءل عن سبب تخلي "درع الوطن" عن تعزيز القوات الجنوبية في مواجهات كرش والضالع وبيحان.

وقال العولقي: "اين اختفت قوات درع الوطن، ولماذا لا تعزز جبهات حدود الجنوب في كرش لحج والضالع وبيحان شبوه لمساندة القوات المسلحة الجنوبية في ظل تصعيد المليشيات الحوثية الارهابية...!".

مؤكداً في ختام تغريدة على منصة "إكس" أن "من لم يدافع عن الجنوب في الحرب لا حاجة له في السلم بعد انتهى المعركة".


يأتي هذا بعد أن اشتعلت المواجهات العسكرية بين القوات الجنوبية والحوثيين في جبهات كرش محافظة لحج والضالع، وتقديم القوات الجنوبية خلال المعارك المستمرة تضحيات غالية بكوكبة من المقاتلين.

وعلى الرغم من المواجهات العنيفة، زعمت جماعة الحوثي إنها لا تسعى للتصعيد، واصفة المعارك في الضالع وكرش بأنها استجابة لضغوط أمريكية. محذرة التحالف وداعية السعودية إلى تلبية اشتراطات الجماعة للسلام.

صدر هذا على لسان عضو المكتب السياسي للحوثيين محمد البخيتي، الذي قال: "نؤكد للجميع أننا لا نسعى للتصعيد مع السعودية والإمارات أو مرتزقتها في الداخل خلال هذه المرحلة التي نخوض فيها مواجهة مباشرة مع أمريكا وبريطانيا لنجدة اخواننا في غزة" وفق تعبيره .

مضيفاً: "ما حصل في الضالع وفي كرش يأتي في سياق الاستجابة للضغوط الامريكية لجس نبض ردة فعلنا وردة فعل الشعب اليمني" حد زعمه .

وتابع في تغريدة ثانية: "نكرر نصيحتنا لدول العدوان وبالذات الامارات بعدم الانسياق وراء المساعي الامريكية الحثيثة للتصعيد لان هذا لن يكون في صالحها وستجد نفسها هذه المرة في مواجهة الشعب اليمني كله والمتسلح بقدرات عسكرية متطورة".

لكن القيادي في جماعة الحوثي محمد البخيتي رغم هذا التهديد، اختتم تغريدته بالقول: "نأمل ان تسارع السعودية لتلبية استحقاقات السلام قبل وصول ترامب للسلطة".

وكانت مصادر جنوبية كشفت عن مخطط خطير ترعى تنفيذه المملكة العربية السعودية، لإسقاط المحافظات الجنوبية الشرقية بقبضة حزب الإصلاح (الإخوان في اليمن) والمؤتمر الشعبي العام.

وبدأت المملكة العربية السعودية، إختراقاً جديدا في حضرموت، مستخدمةً واجهة جديدة "ضمن تحركاتها لتمزيق النسيج الجنوبي وسعيها إلى فرض نفوذها على حضرموت وإجتزائها عن الجنوب". حسب تأكيد سياسيين جنوبيين.

ومطلع مارس المنصرم، سدد قيادي جنوبي طعنة غادرة جديدة وغير متوقعة للمجلس الانتقالي، بإعلان ارتداده عن تطلعات وخيارات استعادة دولة الجنوب، وانحيازه للمشاريع المدعومة من المملكة العربية السعودية الرامية لتمزيق النسيج الجنوبي.

جاء هذا رغم تقديم رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، مطلع مارس، عرضاً جديداً خاصاً لحضرموت يتضمن حصول أبنائها على حقوقهم كاملة وإنصافهم خاصة سكان المناطق النفطية، ومنحهم المشاريع الحيوية في مختلف القطاعات.

ومطلع فبراير 2024م، أعطى رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اللواء عيدروس قاسم الزُبيدي، الضوء الأخضر للنخبة الحضرمية للبدء في توسيع مهامها لتشمل مديريات وادي وصحراء حضرموت، والتصدي لما وصفه "قوى الغزو والارهاب".

وصرحت المملكة العربية السعودية، عن نواياها بضم محافظة جنوبية إلى أراضيها، على خلفية تصاعد هجمات جماعة الحوثي في البحر الأحمر.

وأحبطت القوات الجنوبية، اجتياحاً عسكرياً واسعاً استهدف إسقاط محافظة حضرموت، في تصعيد خطير ينبئ بانفجار الوضع.

وكان سياسيون جنوبيون كشفوا ما يحاك لحضرموت من جانب التحالف بقيادة السعودية والولايات المتحدة الامريكية ومكونات "الشرعية" وفي مقدمها حزبي الاصلاح (الاخوان) والمؤتمر الشعبي العام، كاشفين حقيقة ما يسمى "قوات درع الوطن" والهدف من انشائها بتمويل سعودي منذ قرابة عامين.

يذكر أن السعودية تغير موقفها من المجلس الانتقالي مؤخرا، وصعَّدت سياسيا واعلاميا ضده، بالتزامن مع رفع وتيرة دعمها تمكين رموز نظام علي عبدالله صالح من العودة إلى الواجهة في مختلف مفاصل الدولة ضمن توجه لاعادة نظام صالح إلى الحكم على حساب اخماد القضية الجنوبية.