دعوات لمواجهة تحرك سعودي يستهدف حضرموت
اليوم السابع – عدن:
أطلق سياسيون جنوبيون، دعوات لقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي لإفشال ما وصفوه بـ "مؤامرة جديدة" تحيكها المملكة العربية السعودية، تستهدف السيطرة على محافظة حضرموت.
جاء بين ابرز السياسيين الجنوبيين، السياسي والاعلامي الجنوبي صلاح السقلدي، الذي كشف عن تحرك سعودي يسعى لإزاحة المجلس الانتقالي الجنوبي والمكونات الأخرى في حضرموت واستبدالها بأخرى أنشأتها مؤخراً، بهدف الاستئثار بالمحافظة وثرواتها.
وقال السقلدي في منشور على صفحته في "فيس بوك": "المملكة العربية السعودية تسعى حثيثا لفرض (مجلس حضرموت الوطني) الذي شكلته مؤخرا- هو وتشكيلات قبَلية وعسكرية أخرى- ليكون بديلا عن القوى الأخرى وعن المجلس الانتقالي الجنوبي بالذات، على طريق إبرام اتفاق بين صنعاء والرياض كما تخطط هذه الاخيرة لإنجازه".
مضيفاً: "فهل تنجح السعودية بالتفرد بحضرموت وازاحة الجميع منها والاستئثار بثرواتها وموقعها الجغرافي كما فعلت مع محافظة المهرة التي أضحت عملياً معزولة عن الجسد الجنوبي وباتت- حقا على أرض الواقع - محافظة سعودية بامتياز ؟!!!".
وتابع: "كيف سيتصرف المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يتهيب ويتوجس خيفة من المواجهة مع السعودية ومع اطماعها التاريخية المعروفة بوطننا ويتعامل حيال هذه التحركات الخطيرة؟" حد تعبيره.
واختتم السياسي والاعلامي الجنوبي بالقول: "اسئلة صادمة لكنها تبحث عن اجابات شجاعة وصريحة".
يأتي هذا بعد أن أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي، موقفه من هبة قبائل حضرموت، التي قطعت الطريق على محاولات رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، التصرف في نفط المحافظة، في ظل الأوضاع المعيشية والخدمية المتدهورة بسبب فساد ولا مبالاة الحكومة.
ووجهت حضرموت، صفعة قوية لرئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، بإعلانها تمسكها بتنفيذ مطالبها كاملة وغير منقوصة على أرض الواقع، بعيداً عن "الوعود العرقوبية".
وجاء موقف قبائل حضرموت بعد إعلان العليمي في كلمة له أثناء زيارة لكلية الشرطة في المكلا، "البدء في الإجراءات اللازمة لانشاء محطتين للطاقة الكهربائية في مديريات ساحل ووادي محافظة حضرموت بقدرة 50 ميجاوات لكل منها، تتقاسم تمويلهما الحكومة والسلطة المحلية".
وهو ما اعتبرته المكونات الحضرمية "إلتفافاً على مطالب حلف قبائل حضرموت، ومحاولة للاستيلاء على نفط حضرموت المخزن في الضبة والمسيلة".
والاسبوع الماضي أعلنت قبائل حضرموت، ساعة الصفر لإستعادة مناطق وثروة المحافظة، قاطعةً الطريق على رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، ومخططات التصرف في نفطها، ممهلة إياه 48 ساعة لإعادة الاعتبار لحضرموت ولممثلها مؤتمر حضرموت الجامع.
وأصدرت القوات المسلحة الجنوبية، بياناً كشفت فيه عن سر خطير يقف وراء الزيارة المفاجئة لرئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي إلى محافظة حضرموت.
ووقع رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، في "فضيحة مخزية" أثناء زيارته المفاجئة إلى مدينة المكلا، أكدت له وللجميع أنه غير مرحب به في حضرموت.
وتلقى رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي، صفعة مدوية من نائبه وذلك رداً على تحركاته المفاجئة ومحاولته الاستفراد بالقرار في المجلس.
وأثارت التحركات المفاجئة لرئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، غضب مشايخ وقبائل حضرموت، عبرت عنه بموقف حاسم وحازم، مثّل صدمة له.
وكان رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، قدم مطلع مارس الماضي، عرضاً جديداً خاصاً لحضرموت يتضمن حصول أبنائها على حقوقهم كاملة وإنصافهم خاصة سكان المناطق النفطية، ومنحهم المشاريع الحيوية في مختلف القطاعات.
وصرحت المملكة العربية السعودية، عن نواياها بضم محافظة جنوبية إلى أراضيها، على خلفية تصاعد هجمات جماعة الحوثي في البحر الأحمر.
وكان سياسيون جنوبيون كشفوا ما يحاك لحضرموت من جانب التحالف بقيادة السعودية والولايات المتحدة الامريكية ومكونات "الشرعية" وفي مقدمها حزبي الاصلاح (الاخوان) والمؤتمر الشعبي العام، كاشفين حقيقة ما يسمى "قوات درع الوطن" والهدف من انشائها بتمويل سعودي منذ قرابة عامين.
يذكر أن السعودية تغير موقفها من المجلس الانتقالي مؤخرا، وصعَّدت سياسيا واعلاميا ضده، بالتزامن مع رفع وتيرة دعمها تمكين رموز نظام علي عبدالله صالح من العودة إلى الواجهة في مختلف مفاصل الدولة ضمن توجه لاعادة نظام صالح إلى الحكم على حساب اخماد القضية الجنوبية.