فضيحة جديدة مجلجلة لحزب الاصلاح وثيقة

اليوم السابع – الإمارات:

وقع حزب الإصلاح (الإخوان في اليمن) في فضيحة مجلجلة كشفت حقيقة علاقته مع جماعة الحوثي، ومدى جديته في استعادة العاصمة صنعاء.

كشف هذا تقرير لـ "العين الإخبارية"، تضمن معلومات خطيرة بشأن تصفية قيادات عسكرية بارزة على خلفية عدم انصياعها لإملاءات حزب الإصلاح.

وفتح التقرير، ملفات اغتيال ثلاثة من أبرز القيادات العسكرية المناوئة للحوثيين والتي حددت موقفها مبكراً من إنقلاب الجماعة، وتمت عرقلة أي تحقيق في ملابسات تصفيتهم.

وقال التقرير الإخباري، إنه "بعد انقلاب مليشيا الحوثي أواخر 2014، واجتياحها المحافظات اليمنية، رفضت مجموعة من القادة العسكريين الانصياع للمتمردين، كان على رأسهم، العميد الركن عدنان الحمادي قائد اللواء 35 مدرع في الجيش اليمني، الذي يعد أول قائد عسكري يعلن ولاءه للشرعية، ويفجر معركة شرسة ضد الحوثي بمحافظة تعز، جنوبي البلاد، ويضع النواة الأولى للجيش اليمني قبل أن يغتاله تنظيم الإخوان في اليمن في 2 ديسمبر 2019".

مضيفاً: "في محافظة مأرب، ظهر اللواء الركن عبدالرب الشدادي الضابط السابق في الحرس الجمهوري، الذي لعب دورا محوريا مع قبائل مأرب، بالتنسيق مع قوات التحالف العربي في هزيمة جماعة الحوثي بمعارك حاسمة، ولاحقا تأسيس النواة الأولى للجيش اليمني في المحافظة النفطية، قبل أن يُقتل في ظروف غامضة في 8 أكتوبر 2016".

وتابع: "في مأرب أيضاً، ظهر اللواء الركن محمد الجرادي، كأحد الضباط الذين وضعوا بصمات لا تنسى خلال تأسيس الجيش اليمني بشهادة وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان، وسجلت له الميادين بطولات تاريخية ضد الانقلاب الحوثي، لكنه كغيره تعرض لعملية اغتيال غادرة في 8 نوفمبر 2022".

التقرير تطرق إلى "الدور الذي اضطلع به عدنان الحمادي، منذ إصدار الرئيس السابق عبدربه منصور هادي، بعد انطلاق عاصفة الحزم، قراراً بتعيينه قائداً للواء 35 مدرع المنتشر في محافظة تعز، وخاض الحمادي انطلاقا من مطار تعز القديم (مقر اللواء 35 مدرع) أكثر من 28 معركة ونشر دباباته في المواقع الاستراتيجية، قبل أن يجتاح المتمردون المطار ويسقط الرجل مصابا ويفلت بأعجوبة من قبضتهم".

موضحاً أنه "بعد شهور قليلة وعقب ولادة المقاومة الشعبية في المدن اليمنية، ظهر الحمادي من بلدة الحجرية بتعز، معلنا عن تشكيل نواة الجيش اليمني، وهو ما غيّر مسار المعركة رأسا على عقب ضد الحوثيين واستطاع تحرير المسراخ 2016، وتقديم فك جزئي لحصار تعز ثم تحرير الصلو 2018".

مشيراً إلى "أن الحمادي بعد الانتصارات الكبيرة التي حققها، اكتسب شعبية كبيرة في تعز وعموم اليمن، وبات بطلا رمزيا لدى الكثيرين، ليشكل عقبة كبيرة في طريق إخوان اليمن خصوصا بعد انتشار قوات اللواء 35 مدرع بمرتفعات الحجرية المطلة على الجنوب ومضيق باب المندب".

وتطرق التقرير إلى "الحملات الإعلامية الشرسة التي شنها الإخوان ضد الحمادي وقواته، من أجل تشويه دوره خصوصا بعد انتقاد الرجل لسياسية الإخوان في تعز، ورفضه بشكل مستمر مخططاتهم العبثية بحرف بوصلة المعركة صوب الجنوب وعدن".

منوهاً بأن "اليمنيين استيقظوا في 2 ديسمبر 2019، على نبأ اغتيال العميد الحمادي في منزله في بني حماد بمديرية المواسط جنوب تعز، على يد عصابة إخوانية مسلحة في عملية اشترك فيها شقيقه الإخواني جلال الحمادي، وبحضور ومساعدة مسؤوله التنظيمي ابن عمه مصطفى عبدالقادر الحمادي رئيس فرع حزب الإصلاح (ذراع الإخوان السياسية) في المنطقة".

مؤكداً بحسب مصادر خاصة لـ "العين الإخبارية" أن "التحقيقات أثبتت تورط كبار قادة الإخوان بتعز في الاغتيال، بعد العثور على مراسلات بين منفذي العملية والقيادي الإخواني البارز ضياء الحق الأهدل".

لافتاً إلى "أنه على الرغم من تشكيل الرئيس هادي، آنذاك، لجنة تحقيق رئاسية، لم تنته عملية اغتيال الحمادي عند مقتله، خصوصا بعد تحولها إلى قضية رأي عام والقبض على المنفذين وعددهم 9 عناصر. ووجد الإخوان أنفسهم في ورطة كبيرة ليعملوا من فورهم على عرقلة مسار القضية أمام القضاء اليمني".

كاشفاً أن "من أبرز تلك العرقلة، وفاة العضو الرئيسي في لجنة التحقيق باغتيال العميد الركن عدنان الحمادي، رئيس النيابة الجزائية المتخصصة في عدن، القاضي محمد الناخبي، بظروف غامضة، وسط تكهنات عن تعرضه للتصفية من قبل الإخوان، وذلك في مطلع مايو 2020".

مشيراً إلى "أن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، حيث توفي وكيل النيابة الجزائية المتخصصة بعدن القاضي علي جميل بامندود، هو الآخر بطريقة غامضة في 12 أغسطس 2020، وذلك بعد أيام من تسلمه القضية، وعقب عمله مع رئيس المحكمة المتخصصة بمكافحة الإرهاب لعقد جلسة مفاجئة بقضية اغتيال الحمادي كأول جلسات المحاكمة".

مؤكداً أن "قضية العميد الحمادي ما تزال واحدة من قضايا الإرهاب المعقدة والمخيفة في دهاليز القضاء اليمني، إذ أطيح أو اغتيل كل اقترب من فتح ملفاتها، ما يثير الكثير من التساؤلات بشأن حجم النفوذ الإخواني في مفاصل الدولة اليمنية".

وفتح التقرير الصحفي، ملف "اغتيال مستشار وزير الدفاع اللواء محمد الجرادي في صبيحة 8 نوفمبر 2022م، الذي كان يعتزم حضور ندوة عسكرية في أحد فنادق مأرب تلبية لدعوة رئيس الأركان السابق طاهر العقيلي".

مبيناً أنه "بعد نحو ساعة، أبلغت الأجهزة الأمنية بعملية الاغتيال، حيث عثر على جثتين ملقاتين في (سائلة عطران) خارج ما يسمى الحزام الأمني لمأرب للعميد الجرادي علي يمين الطريق، والأخرى لمرافقه طارق الوالبي على يساره".

مؤكدا أن "السلطات الأمنية الخاضعة للإخوان في مأرب حاولت تلفيق تهمة مقتله لقطاع طرق، لكن عائلة الجرادي كان لها رأي آخر، إذ تعتقد أن عملية الاغتيال يقف خلفها أطراف عدة خصوصا بعد مواجهتها عراقيل كثيرة في محاكمة القتلة".
وذكر التقرير الصحفي أن "عائلة الجرادي استبعدت ما يتردد عن أسباب الاغتيال ودوافعه وحصره على عصابة نهب سيارات، واعتبرت هذا التفسير جزءا من سيناريو أعد قبل الاغتيال المخطط بغرض التعمية على طبيعة الجريمة ودوافعها والواقفين خلفها".

مضيفاً أن "بيانات عدة للعائلة طالعتها (العين الإخبارية)، طالبت الجهات الأمنية الخاضعة للإخوان بملف القضية والاستدلالات التي استندت إليها جهات الأمن من كاميرات وشهود وغيره، لكنها لم تحصل على شيء".

واعتبرت العائلة أن "المماطلة في القيام بالدور الجاد إزاء القتلة من قبل الجهات المعنية، تحبطها كثيرا، وتجعلها تشك في براءة هذا السلوك الذي يصنع مبررات كافية لاتهامات تطول أطرافا"، في إشارة لتنظيم الإخوان الذي يحكم مأرب.

وحسب التقرير، "يعد الجرادي بمثابة صانع انتصارات الجيش اليمني منذ مشاركته في تأسيسه وخوضه معارك لتحرير مأرب وصنعاء قبل أن يطيح به الإخوان من منصبه".

ولفت التقرير الصحفي إلى "أن مقتل الشدادي ضمن قائمة طويلة من القادة الذين سقطوا بشكل غامض في معارك مأرب، ما حمل الكثير من التساؤلات، خاصة أن قيادات عسكرية آخرى تعرضت للمصير ذاته بينهم مؤسس قوات اليمن السعيد القائد عبدالرزاق البقماء، وأركان حرب اللواء 159 مشاه العميد الركن عبدربه الأحرق، والضابط نصر الدين الخذافي، لم يتم التحقيق في هذه الاغتيالات وتم تمريرها دون أدنى تحرك وقيدت ضد مجهولين".

وتمركزت معظم قوات الجيش التابع لحزب "الاصلاح" في منابع الثروات بمحافظات الجنوب وبخاصة في شبوة وحضرموت والمهرة، بجانب مارب، "لنهب مليارات الدولارات من ايرادات النفط والغاز، بجانب صادرات الثروة السمكية، والاستحواذ على دعم التحالف لجبهاتهم الوهمية"، حسب مراقبين.

يذكر أن المملكة العربية السعودية، كانت اعلنت في 2013 تصنيف جماعة الاخوان تنظيما ارهابيا، واضطرت للتعاون مع فرعها في اليمن (حزب الاصلاح) في مواجهة جماعة الحوثي، قبل أن تصل الى قناعة معلنة بأن فساد حزب الاصلاح وقياداته سبب رئيس في انتكاسات حرب التحالف مع الحوثيين.