تسريب مكالمة للسفير السعودي عن فصل حضرموت
اليوم السابع - الرياض:
كشفت مكالمة مسربة للسفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر، عن تحركات للسعودية لاجتزاء حضرموت من النسيج الجنوبي.
وتظهر المكالمة المسربة بين آل جابر ورئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، كيف سعت المملكة عبر اللجنة الخاصة بقيادة "أبو نايف" إلى تفتيت النسيج الحضرمي من خلال إثارة الخلافات وشراء الولاءات من أجل تأسيس "مجلس حضرموت الوطني" بهدف اجتزاء المحافظة عن الجنوب، تمهيداً لضمها للأراضي السعودية.
وتبين المكالمة كيف اجبرت المملكة عبر سفيرها، محافظ حضرموت مبخوت بن ماضي على الخضوع لضغوطها بجعل الكيان الوليد الذي أنشأته "مجلس حضرموت" نداً للمجلس الانتقالي الجنوبي.
وتضمن حديث السفير السعودي في المكالمة، شكواه من شخصيات حضرمية رفضت ضغوطه للتوقيع على "بياض"، وهو ما قوبل بهجوم من آل جابر عليها وتوجيه اتهامات لها بمواجهة السعودية والعمل على اعاقة رؤيتها في اليمن.
يأتي هذا بعد أن دفعت المملكة العربية السعودية، بقبائل حضرموت للإساءة لدولة الإمارات العربية المتحدة وتضحياتها التي بذلتها منذ انطلاق التحالف العربي .
السعودية تدفع قبائل حضرموت ضد الامارات (بيان)
وكان المجلس الانتقالي الجنوبي وجه رسميا، ولأول مرة، اتهاماً مباشرا وصريحا للمملكة العربية السعودية، باستهداف النسيج الجنوبي والسعي لتقسيم الجنوب واجتزاء مناطق منه للتمدد فيها، عبر مكونات حزب الاصلاح (الاخوان في اليمن) وحزب علي عبدالله صالح (المؤتمر الشعبي العام).
رسميا .. الانتقالي يوجه للسعودية هذا الاتهام
ودعمت السعودية اشهار ما سمي "مجلس حضرموت الوطني"، وزيارة رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي لمدينة المكلا، واعلانه مباركة المجلس وما سماه "تمكين حضرموت من ادارة شؤونها اداريا وماليا وامنيا"، ووضعه حجر اساس تشييد مقر جديد لقوات المنطقة العسكرية الاولى في المكلا.
بالمقابل، بدأ المؤتمر الشعبي العام جناح الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح، بالتعاون مع حزب الاصلاح ودعم من السعودية؛ الاستحواذ على محافظة حضرموت علناً، بغطاء منح المحافظة صلاحيات إدارة شؤونها اقتصادياً وأمنياً، مع الابقاء على قوات جيش الاصلاح في المنطقتين الاولى والثانية بحضرموت.
المؤتمر الشعبي يبدأ الاستحواذ على حضرموت علنا
وأثارت حفاوة الاستقبال الحافل للمجلس الانتقالي الجنوبي في مدينة المكلا ونجاحات المجلس في توحيد الصف الجنوبي، حفيظة السعودية، فلجأت إلى نشاط مضاد عبر استقطاب عدد من الشخصيات والمشايخ والمكونات المعارضة للانتقالي، ودعوتها لعقد مشاورات في الرياض، واشهار ما سمي "مجلس حضرموت الوطني".
استقبال حضرموت للانتقالي يدفع السعودية لهذا الرد
وعلق سياسيون جنوبيون على هذه الخطوة السعودية، بأن نجاحات جهود المجلس الانتقالي الجنوبي في توحيد الصف الجنوبي وتتويجها بعقد اللقاء التشاوري للمكونات الجنوبية واقرار ميثاق جنوبي، وغيرها من الوثائق الهامة "ازعج السعودية واثار قلقها من فقدان نفوذها في الجنوب وبخاصة محافظة حضرموت بوصفها حديقة خلفية لها".
يذكر أن السعودية تغير موقفها من المجلس الانتقالي مؤخرا، وصعَّدت سياسيا واعلاميا ضده، بالتزامن مع رفع وتيرة دعمها تمكين رموز نظام علي عبدالله صالح من العودة إلى الواجهة في مختلف مفاصل الدولة ضمن توجه لاعادة نظام صالح إلى الحكم على حساب اخماد القضية الجنوبية.