الكشف عن محرك اتفاق الهدنة المؤقتة في غزة

اليوم السابع - الدوحة: 

كشف سياسيون وعسكريون في اسرائيل وغزة، عن المحرك الرئيسي وراء توصل إسرائيل وحركة "حماس" التي تقود تصعيداً ضدها منذ أكثر من شهر ونصف، إلى اتفاق هدنة مؤقتة في قطاع غزة.

ويتضمن الاتفاق الذي توسطت فيه قطر ومصر وأمريكا، سريان هدنةً إنسانية في غزة تستمر 4 أيام قابلة للتمديد، ستدخل حيز التنفيذ عند العاشرة من صباح الخميس بالتوقيت المحلي (08,00 بتوقيت غرينتش).

يشمل الاتفاق بمرحلته الاولى "تبادل 50 من الأسرى من النساء المدنيات والأطفال في قطاع غزة مقابل إطلاق سراح عدد من النساء والأطفال الفلسطينيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية"، حسب وزارة الخارجية القطرية.

كما يشمل الاتفاق الذي تداولت بنوده وسائل اعلام اسرائيلية "دخول عدد أكبر من القوافل الإنسانية والمساعدات الإغاثية، بما فيها الوقود المخصص للاحتياجات الإنسانية".

وتباينت التصريحات المتداولة بشأن المحرك الرئيسي للمفاوضات بين الجانبين. وفي حين قالت اسرائيل ان ضرباتها الحازمة اركعت حركة حماس، ردت الاخيرة بأن مقاومة كتائبها وخسائر الكيان اجبرته على طلب التفاوض".

في المقابل ذهب سياسيون، ومنهم السياسي الفلسطيني عبدالباري عطوان، إلى القول أن "احتجاز جماعة الحوثي لسفينة اسرائيلية واعلانها اغلاق باب المندب امام سفن اسرائيل، اجبر الاخيرة على طلب المفاوضات مع حماس".

يأتي هذا بعد أن أعلنت بريطانيا، رسميا، هروب سفن وتجنبها العبور من البحر الأحمر، بينها سفن اسرائيلية تابعة لشركة رجل الاعمال الاسرائيلي ابراهام اونغر، بعد اختطاف جماعة الحوثي سفينته "جلاكسي ليدر".

بريطانيا تعلن هروب سفن من البحر الاحمر (اسماء)

وأصدرت كل من إسرائيل وأمريكا إعلاناً حازماً من اختطاف جماعة الحوثي، سفينة شحن اسرائيلية، تضمن تأكيد ملكية السفينة لرجل أعمال إسرائيلي خلال عبورها في البحر الاحمر.

اعلان اسرائيلي وامريكي حازم من الحوثيين

وأعلن المتحدث باسم المتحدث العسكري للحوثيين يحيى سريع، "الاستيلاء على سفينة إسرائيلية واقتيادها إلى الساحل اليمني خلال عملية للقوات البحرية"، زاعماً "التعامل مع طاقم السفينة وفقاً لتعاليم وقيم الدين الإسلامي".

وقال في بيان إن "السفن التابعة للعدو الإسرائيلي أو التي تتعامل معه بأنها سوف تصبح هدفاً مشروعاً"، داعيا "الدول التي يعمل رعاياها في البحر الأحمر بالابتعاد عن أي عمل أو نشاط مع السفن الإسرائيلية أو السفن المملوكة لإسرائيليين".

متوعداً بـ "الاستمرار في تنفيذ العمليات العسكرية ضد العدو الإسرائيلي حتى يتوقف العدوان على قطاع غزة وتتوقف الجرائم البشعة المستمرة حتى هذه اللحظة على الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية" حسب قوله .

واعتبر أن "من يهدد أمن واستقرار المنطقة والممراتِ الدولية هو الكيان الصهيوني"، زاعماً أن "عمليات القوات المسلحة لا تهددُ إلا سفن الكيان الإسرائيلي والمملوكة لإسرائيليين كما أشرنا إلى ذلك في بيان سابق".

وكشف زعيم جماعة الحوثي عبدالملك الحوثي، الثلاثاء، لأول مرة ، أخطر أوراقه. مهدداً بتوسيع نطاق هجمات جماعته على إسرائيل لتشمل دولاً أخرى، في خطوة وصفها مراقبون بـ "المتهورة وذات العواقب الكارثية على اليمن والمنطقة والعالم".

الحوثي يكشف أخطر أوراقه ويفجر مفاجأة (فيديو)

والخميس، أعلنت اسرائيل، رسمياً، بدء تنفيذ ضربات جوية ضد جماعة الحوثي في اليمن ردا على الهجمات المتكررة بالصواريخ والطائرات المسيرة التي تشنها عليها.

إسرائيل تعلن تنفيذ ضربات جوية ضد جماعة الحوثي (بيان)

جاء هذا الاعلان عقب يومين على اعلان الجيش الاسرائيلي، الثلاثاء، تصديه لهجوم صاروخي شنته جماعة الحوثي، على إيلات، هو الثامن منذ بدء حركة "حماس" تصعيدها في قطاع غزة ضد تل أبيب في السابع من الشهر الماضي بما سمته "عملية طوفان الاقصى".

إسرائيل تعلن تصديها لهجوم حوثي (تفاصيل)

وأعلنت اسرائيل، الاسبوع الفائت عن تعرض مدينة إيلات، جنوبي فلسطين، لهجوم صاروخي جديد من جانب اليمن نفذته جماعة الحوثي خلال اقل من 48 ساعة على هجوم مماثل أكدت اعتراضه.

إسرائيل تعلن عن هجوم صاروخي حوثي جديد

كما أعلن الجيش الإسرائيلي، تنفيذ خطوة عسكرية هي الأولى من نوعها ردا على الهجمات الصاروخية التي تبنتها جماعة الحوثي، والفصائل الموالية إلى ايران في المنطقة.

إسرائيل تعلن تنفيذ رد عسكري على هجمات الحوثيين

في المقابل، لفت مراقبون للشأن اليمني إلى أن "جماعة الحوثي تتشدق بالواجب الديني والعروبي في دعم الفلسطينيين" بمواجهة القصف الاسرائيلي على غزة "لدغدغة مشاعر المواطنين واستمالة المزيد منهم الى حاضنته الشعبية، وليس للدفاع عن الفلسطينيين وحمايتهم".

منوهين إلى "جماعة الحوثي لا تختلف عن حركة حماس الاخوانية والمصنفة ارهابية في التطرف والعنف لتحقيق مآربها السياسية على حساب دماء وارواح المواطنين المدنيين الابرياء". مدللين بـ "الكارثة التي جلبها التصعيد حماس ضد اسرائيل على الفلسطينيين في غزة".

يذكر أن "حماس" بدأت في السابع من أكتوبر تصعيداً ضد إسرائيل من خلال شن عملية عسكرية واسعة على الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة أسمتها "طوفان الأقصى" جلبت على الفلسطينيين في القطاع دماراً وآلاف القتلى والجرحى والمفقودين، وقوبلت بإدانة معظم دول العالم بما فيها الامارات، والمجلس الانتقالي الجنوبي.