تغير مفاجئ في موقف روسيا من الحوثيين

اليوم السابع - نيويورك:

أعلنت روسيا موقفاً مفاجئاً وصادماً بشأن جماعة الحوثي، والهجمات التي تشنها ضد إسرائيل والسفن في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن بدعوى "منع مرور السفن المرتبطة بإسرائيل أو المتجهة إلى موانئها".

صدر هذا خلال كلمة لمندوب روسيا في مجلس الأمن الدولي فاسيلي نيبينزيا، خلال جلسة بشأن اليمن، هاجم فيها الغارات الإسرائيلية على الحديدة، في حين اعتبر هجوم الحوثيين على تل أبيب ضمن تداعيات الحرب بين الجيش الإسرائيلي وحركة "حماس" في غزة.

وقال نيبينزيا خلال الجلسة التي ترأسها في مقر مجلس الأمن بنيويورك: "مما يزيد من تعقيد الشؤون اليمنية الاضطرابات المستمرة في الشرق الأوسط ككل، الذي يشهد اضطرابات مماثلة بسبب الأعمال الوحشية غير المسبوقة التي تقوم بها إسرائيل في غزة".

مضيفاً: "شهدنا الأسبوع الماضي هجوم الحوثيين على تل أبيب والضربة الانتقامية الإسرائيلية على الحديدة. وخلال مناقشة المجلس لهذا الموضوع أمس، انكشفت العمى الانتقائي لزملائنا، الذين حاولوا بكل الطرق الممكنة أن يتجاهلوا بعناد «الفيل في الغرفة»".

وتابع: "دون تبرير بأي حال من الأحوال مثل هذه التصرفات التي تقوم بها أنصار الله، فضلا عن هجماتهم على السفن التجارية في البحر الأحمر، لا يمكن للمرء أن يتجاهل حقيقة أن السبب الأولي والرئيسي لتجاوز الأزمة اليمنية حدود هذه الدولة هو استمرارها. مجزرة في قطاع غزة، والتي بلغ عدد ضحاياها ما يقرب من 40 ألف مدني فلسطيني".

مستطرداً: "إننا ندعو باستمرار وبشكل ثابت إلى وقف فوري وغير مشروط وشامل لإطلاق النار في القطاع وإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين الفلسطينيين".

معتبرا أن "إنهاء العنف في غزة من شأنه أن يسمح للمنطقة بتنفس الصعداء وإرساء الأسس للانتقال إلى السلام والاستقرار على المدى الطويل".

وهاجم المندوب الروسي، أميركا وبريطانيا على خلفية غاراتها الجوية على الحوثيين بقوله : "إن دعم المجتمع الدولي أمر أساسي لليمن واليمنيين في هذه الظروف. لكن بعض الدول، بدلا من العمل على تهدئة الوضع، «تطفئ النار بالبنزين» وتفضل أسلوب القوة. يتعلق هذا أولاً وقبل كل شيء بالوضع في البحر الأحمر حيث ما يسمى بـ (التحالف) الذي تقوده الولايات المتحدة وبريطانيا يشن عدواناً مفتوحاً على اليمن".

وأردف مدافعاً عن الحوثيين: "في الوقت نفسه، على الرغم من أن قصف أراضي هذه الدولة ذات السيادة في الشرق الأوسط مستمر منذ ما يقرب من ستة أشهر، إلا أنه لم يؤثر بأي شكل من الأشكال على الإمكانات العسكرية للحوثيين، كما رأينا بوضوح في مثالهم. الهجوم على تل أبيب".

وزاد: "علاوة على ذلك، حدث التأثير المعاكس: تعززت سلطة الحركة في المنطقة، وازدادت حدة الهجمات على السفن التجارية. فهل هذا هو الهدف الذي حددته الولايات المتحدة وحلفاؤها لأنفسهم؟".

وأعرب نيبينزيا عن "رفض روسيا بحزم الأساليب القوية للتأثير على الأطراف اليمنية". مشدداً على "ضرورة ضمان سلامة الشحن الدولي". مديناً أي "أعمال من شأنها أن تعرض سلامة السفن للخطر".

معتبراً أن "الطريق إلى وقف التصعيد في البحر الأحمر يكمن، من بين أمور أخرى، من خلال إنهاء العنف في غزة وتعزيز التسوية بين اليمنيين". في تبني لسرديات الحوثيين بشأن هجماتهم على السفن.

وختم المندوب الروسي بقوله: "نحث زملاءنا الغربيين على التركيز على تنفيذها، وعدم دفن أنفسهم بشكل أعمق وأعمق في مغامرات عسكرية ميؤوس منها، والتي لن تؤدي إلا إلى إضعاف سلطتكم في المنطقة، والتي تم تقويضها بالفعل بسبب الدعم الأعمى لإسرائيل".


يأتي هذا بعد أن أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية، رسمياً، إحباط هجوم انتقامي واسع شنته جماعة الحوثي، استهدف عدداً من السفن في البحر الأحمر، ضمن تصعيدها المستمر بدعوى "منع مرور السفن المرتبطة بإسرائيل أو المتجهة إلى موانئها".

وكشفت إسرائيل، تفاصيل الضربة القاصمة التي وجهتها لجماعة الحوثي في محافظة الحديدة ردا على مهاجمتها تل أبيب ومواصلة تصعيدها البحري باستهداف السفن بدعوى "منع مرور السفن المرتبطة بإسرائيل أو المتجهة إلى موانئها".

وكانت مصادر كشفت معلومات جديدة بشأن سفينة روسية وصلت إلى محافظة الحديدة، بعد أن خدعت الأمم المتحدة حول حمولتها، عقب أيام من تلويح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتزويد جماعة الحوثي بأسلحة نوعية.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أعلن عزم بلاده تزويد الدول والحركات المناوئة لأمريكا والغرب، بأسلحة متطورة بينها صوايخ بعيدة المدى ردا على المساعدات العسكرية الأمريكية لأوكرانيا.

وطلب مجلس القيادة الرئاسي، من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التوسط لدى جماعة الحوثي من أجل إيقاف هجماتها المستمرة على السفن في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن بدعوى "منع مرور السفن الإسرائيلية أو المتجهة إلى إسرائيل".

يذكر أن "حماس" بدأت في السابع من أكتوبر تصعيداً ضد إسرائيل من خلال شن عملية عسكرية واسعة على الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة أسمتها "طوفان الأقصى" جلبت على الفلسطينيين في القطاع دماراً وآلاف القتلى والجرحى والمفقودين، وقوبلت بإدانة معظم دول العالم بما فيها الامارات، والمجلس الانتقالي الجنوبي.