الزُبيدي يقدم طلبا عاجلا لأمريكا بشأن الحوثيين
اليوم السابع – سويسرا:
قدم رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اللواء عيدروس بن قاسم الزُبيدي، طلباً عاجلاً إلى أمريكا بشأن جماعة الحوثي، والعمليات التي تنفذها ضدها.
صدر هذا خلال مقابلة أجراتها معه صحيفة "الغارديان" البريطانية، أكد فيها أن الحملة الجوية التي تقودها الولايات المتحدة ضد الحوثيين، لن تكون كافية في حد ذاتها لردع التهديد الذي تتعرض له حرية الملاحة على طول البحر الأحمر.
وقال الزُبيدي في المقابلة التي أعاد نشرها موقع المجلس الانتقالي الجنوبي: إن "على التحالف الدولي استكمال الحملة الجوية، من خلال توفير الأسلحة والتدريب وتبادل المعلومات الاستخباراتية مع القوات الحكومية الموجودة على الأرض".
مضيفاً: "لا نريد أن يُكرر التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة نفس الأخطاء التي ارتكبها التحالف العربي في اليمن، عندما ركز الضربات الجوية على مواقع الحوثيين دون وجود قوات برية كافية لاستكمال تلك الضربات".
وتابع: ""إذا نظرنا إلى الوراء، فإن استراتيجية التحالف العربي لتحرير الحديدة كانت هي الاستراتيجية الحالية، وقد كانت القوات على بعد 24 ساعة من تحرير الميناء، وما زالت التكلفة تدفع حتى الآن، وسيظل الحوثيون يشكلون تهديداً دائماً لحرية الملاحة طالما أنهم على الساحل".
كاشفا في المقابل عن "لقاءات بصدد تنظيمها لمطالبة الولايات المتحدة بتوسيع وتنسيق العمليات والضربات للتأكد من فعاليتها وشمولها، وما نحتاج إليه هو المعدات العسكرية، وبناء القدرات، وتدريب القوات البرية، فضلاً عن تبادل المعلومات الاستخباراتية".
مردفا: "إذا كان هناك تبادل معلومات استخباراتية أقوى، فيمكننا إجراء تقييمات مشتركة لمدى فعالية الضربات الجوية الأمريكية". واعتبر أن "ما يفعله الحوثيون لا يدعم الشعب الفلسطيني، بل يؤثر سلباً عليه، ولن يؤدي إلا إلى تشجيع المزيد من الإرهابيين على استغلال القضية الفلسطينية".
وأوضح أن "السبب الآخر لدعم المجلس الانتقالي الجنوبي لعمليات الردع الدولية في البحر الأحمر، هو أن الحوثيين يلحقون الضرر المباشر والسلبي بالشعب اليمني، حيث تأثرت أكثر من 80% من المواد الغذائية والأدوية القادمة إلى اليمن، خاصة في الجنوب، لذا فإن الأمر لا يتعلق بغزة، بل يتعلق بأمننا الغذائي".
مختتما بكشفه أن "المحادثات حول خطة السلام لإنهاء الحرب في البلاد بالمُجمدة". مؤكداً أن "وقف إطلاق النار مع مليشيا الحوثي، الذي تحاول الأمم المتحدة تثبيته بات في حكم المنتهي". واستدرك: "يوجد بعض الهدوء النسبي، لكن الحوثيين يستخدمون الطائرات بدون طيار بشكل مكثف للغاية".
يأتي هذا بعد أن اعلنت جماعة الحوثي، عن استهدافها القوات الأمريكية البحرية المتمركزة في البحر الأحمر بتنفيذ هجوم جديد استهدف سفينة امريكية، وذلك بعد ساعات من هجوم مماثل على إحدى مدمراتها.
وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" ، فجر الاثنين، عن تعرض قواتها إلى هجوم شنته جماعة الحوثي في البحر الأحمر، هو الثاني من نوعه منذ بدء عملياتها، وقالت إن الحوثيين استهدفوا احدى سفنها الحربية بصاروخ كروز.
كما نفذت إسرائيل، أول غارة جوية على مواقع عسكرية تابعة لجماعة الحوثي في اليمن، على نحو مباشر وبمنأى عن عمليات القوات الامريكية البريطانية على اليمن، في رد عملي على استهداف السفن التابعة لها في البحر الأحمر.
وأعلنت جماعة الحوثي الجمعة 12 يناير، عن تعرض مواقع عسكرية تابعة لها إلى سلسلة غارات جوية نفذتها أمريكا وبريطانيا استهدفت صنعاء ومحافظات الحديدة وتعز وصعدة وحجة. وحملت امريكا وبريطانيا "كامل المسؤولية" متوعدة بالرد.
جاء هذا بعد ايام على اعلان إسرائيل عن اندلاع مواجهة متواصلة بين القوات البحرية الأمريكية وجماعة الحوثي في البحر الأحمر، ما ينذر بتصاعد التوتر على خلفية هجمات الأخيرة على السفن .
وكانت واشنطن ولندن، اعلنتا بعد اسابيع من اعتراضات قواتهما صواريخ ومسيرات حوثية باتجاه اسرائيل وسفن متجهة اليها، عن بدء الحرب ضد جماعة الحوثي، ردا على هجماتها ضد السفن في البحر الأحمر، بحجة "منع مرور السفن الاسرائيلية".
من جانبها، أعلنت جماعة الحوثي نهاية ديسمبر الفات، مقتل وفقدان 10 من أفرادها في قصف امريكي لثلاثة زوارق تابعة لها أثناء مهاجمتها "سفينة الحاويات (ميرسك هانغزو) كانت متجهة لموانئ فلسطين المحتلة بصواريخ بحرية مناسبة بعد رفض طاقمها الاستجابة للنداءات التحذيرية" حسب زعمها.
وفي 26 ديسمبر الفائت، أشادت إسرائيل، رسمياً، بدولتين عربيتين على خلفية صدهما هجوماً جديدا شنته جماعة الحوثي الثلاثاء بصواريخ باليستية وطائرات درون (بلا طيار) على أهداف اسرائيلية.
وقدم رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اللواء عيدروس قاسم الزُبيدي، للولايات المتحدة الأمريكية عرضاً عاجلاً تضمن استعداد القوات الجنوبية للمساهمة في حماية وتأمين خطوط الملاحة الدولية من الهجمات التي يشنها الحوثيون.
إلى ذلك، لفت مراقبون للشأن اليمني إلى أن "جماعة الحوثي تتشدق بالواجب الديني والعروبي في دعم الفلسطينيين" بمواجهة القصف الاسرائيلي على غزة "لدغدغة مشاعر المواطنين واستمالة المزيد منهم الى حاضنته الشعبية، وليس للدفاع عن الفلسطينيين وحمايتهم".
منوهين إلى "جماعة الحوثي لا تختلف عن حركة حماس الاخوانية والمصنفة ارهابية في التطرف والعنف لتحقيق مآربها السياسية على حساب دماء وارواح المواطنين المدنيين الابرياء". مدللين بـ "الكارثة التي جلبها التصعيد حماس ضد اسرائيل على الفلسطينيين في غزة".
يذكر أن "حماس" بدأت في السابع من أكتوبر تصعيداً ضد إسرائيل من خلال شن عملية عسكرية واسعة على الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة أسمتها "طوفان الأقصى" جلبت على الفلسطينيين في القطاع دماراً وعشرات الآلاف من القتلى والجرحى والمفقودين، وقوبلت بإدانة معظم دول العالم بما فيها الامارات، والمجلس الانتقالي الجنوبي.