الانتقالي يكشف عن ضغوط ومساومات لتمرير هذا الأمر

اليوم السابع – عدن:

كشف المجلس الانتقالي الجنوبي، رسمياً عن تعرضه لضغوط كبيرة من المملكة العربية السعودية، من أجل ثنيه عن هدفه الأسمى المتمثل في استعادة الدولة الجنوبية.

جاء هذا في تصريح للأمين العام للمجلس الانتقالي الجنوبي فضل الجعدي، أكد فيه أن السلام الشامل في اليمن لن يتحقق إلا بحل عادل لقضية شعب الجنوب والمتمثل في استعادة دولته المستقلة، مشدداً على أن لا تفريط في القضية مهما كان حجم الضغوط.

وقال الجعدي في تغريدة على منصة "إكس": "مهما كانت الضغوط والتحديات فلن نفرط بقضية شعبنا ولن نساوم بدماء الشهداء وكل التضحيات الغالية التي رسمت على الارض تاريخ من الكفاح والفداء والثبات".

مضيفاً: "ان السلام الذي ننشده هو السلام الشامل والدائم المرهون نجاحه بحل قضيتنا العادلة وفق ما يرتضيه شعبنا".

يأتي هذا بعد أن وجهت رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي رسالة غير مسبوقة إلى المملكة العربية السعودية، أكدت فيها أن لا قيمة لأي اتفاق سلام في اليمن، دون احترام تطلعات شعب الجنوب وحقّه في استعادة دولته الجنوبية.

رئاسة الانتقالي توجه هذه الرسالة إلى مفاوضات الرياض

وصدر إعلان عاجل وحاسم من المجلس الانتقالي الجنوبي، حدد فيه موقفه النهائي من المفاوضات الجارية بين المملكة العربية السعودية وجماعة الحوثيين في الرياض، معلناً شرطاً وحيداً لتحقيق السلام في اليمن.

الانتقالي يشدد على أن لا سلام في اليمن إلا بهذا الأمر

وأعلنت المملكة العربية السعودية، الخميس الماضي، دعوة وفد من جماعة الحوثي لاستكمال النقاشات حول المبادرة السعودية المعلن عنها في 2021.

وقالت الخارجية السعودية في بيان، إنه "امتداداً للمبادرة السعودية التي أعلنت عنها في مارس 2021، واستكمالاً للقاءات والنقاشات التي أجراها الفريق السعودي برئاسة سفير خادم الحرمين الشريفين لدى اليمن محمد آل جابر وبمشاركة من الأشقاء في سلطنة عُمان في صنعاء خلال الفترة من 17 إلى 22 رمضان 1444هـ  الموافق 8 إلى 13 أبريل 2023م، واستمراراً لجهود المملكة العربية السعودية وسلطنة عُمان للتوصل لوقف إطلاق نار دائم وشامل في اليمن والتوصل لحل سياسي مستدام ومقبول من كافة الأطراف اليمنية، فقد وجهت المملكة دعوة لوفد من صنعاء لزيارة المملكة لاستكمال هذه اللقاءات والنقاشات".

وأكدت جماعة الحوثي مغادرة وفدها صنعاء رفقة الوسطاء العمانيين، إلى الرياض لعقد جولة جديدة من المفاوضات وصفت بالختامية بين المملكة والحوثيين لايقاف الحرب في اليمن .

وجاءت التطورات في المشهد السياسي بعد أن سربت مصادر سياسية معلومات حصرية عن لقاء لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بجماعة الحوثي في العاصمة العُمانية مسقط لوضع اللمسات الاخيرة على الصفقة بين الجانبين لإنهاء الحرب في اليمن .

بن سلمان يلتقي جماعة الحوثي في عُمان لهذا الأمر (تفاصيل)

وأحرج الوفد العماني الزائر لصنعاء الشهر الماضي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، ووضعه في موقف لا يحسد عليه، حسب مراقبين للشأن اليمني، رصدوا ما اعتبروه "اجراء محرجا" من جانب الوفد.

الوفد العماني يحرج "شرعية" العليمي بهذا الاجراء

وسبق أن كشف سياسيون ومراقبون للشأن اليمني، عن حمل وفد من سلطنة عُمان الذي وصل صنعاء، الشهر الماضي، "طبخة" اتفاق سلام بين المملكة العربية السعودية وجماعة الحوثي لايقاف الحرب في اليمن على حساب الجنوب وأبنائه.

وفد عماني يحمل "طبخة" سعودية حوثية (تفاصيل)

يذكر ان الرياض تشهد مشاورات مستمرة بين اعضاء مجلس القيادة الرئاسي وذلك عقب انعقاد مباحثات بصنعاء بين وفد سعودي بمعية وفد الوساطة العمانية وجماعة الحوثي، بشأن صيغة نهائية لاتفاق "خطة سلامة شاملة في اليمن" كانت السعودية توصلت اليه في مفاوضاتها مع الحوثيين بوساطة عُمانية، وسلمته في ابريل لمجلس القيادة الرئاسي لإبداء ملاحظاته، وحملتها للحوثيين في صنعاء.