الانتقالي يحسم موقفه من مجالس المحافظات

اليوم السابع - ألمانيا:

حسم المجلس الانتقالي الجنوبي، موقفه من المجلس التي تعتزم المملكة العربية السعودية إنشاءها في محافظات الجنوب على غرار "مجلس حضرموت".

صدر هذا في تصريح لرئيس مجلس الحراك الجنوبي، عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، وزير العدل السابق، علي هيثم الغريب، أكد فيه أن شعب الجنوب سيواصل النضال ولن يوقفه إنشاء "المجالس السياسية البديلة".  

وقال الغريب: "التشكيلات الاخيرة لـ ‘المجالس السياسية البديلة‘ لن توقف مطالب الشعب الجنوبي، ولن تؤلب السكان ضد قضيتهم العادلة، بل جاءت بنتائج عكسية تماما".

مضيفاً: "لقد حشدت الرأي العام الجنوبي بأسره خلف المجلس الانتقالي، وخلقت حالة من الوحدة الوطنية، لم تكن قوى الردة والوحدة المشئومة تتوقعها على الاطلاق".

من جانبه، أكد نائب رئيس فريق الحوار الجنوبي احمد عمر بن فريد، رفض مجالس "الهويات المحلية" في الجنوب، مذكرا بأن شهداء الجنوب لم يخرجوا من أجل "هويات محلية".

وقال بن فريد في مداخلة مع قناة "عدن المستقلة" متسائلاً: "على ماذا خرج الشهيد في الجنوب، الذي لا يعلم أحد كيف حال أسرته وكيف تعيش، هل خرج من أجل الجنوب من المهرة إلى باب المندب، أم من أجل مشاريع هويات محلية".

مضيفاً: "هل الشهيد الذي سقط من يافع خرج من أجل يافع، هل الشهيد الذي سقط في حضرموت خرج من أجلها، هل الشهيد الذي سقط في شبوة خرج من أجل شبوة أم من أجل الجنوب".

وتابع: "هؤلاء الشهداء لو حصل في الخيال وجمعوا في مكان وقيل لهم إن هذا الهدف النبيل الذي خرجتم من أجله لن يتحقق وسوف تنشأ هويات محلية، هل كانوا سيخرجون يناضلون من أجل هذه الهويات المحلية بكل تأكيد لا".

يأتي هذا بعدما أصدرت المملكة العربية السعودية إعلاناً هاماً بشأن الجنوب وإدارته، استفز سياسيين جنوبيين اعتبروه "مؤامرة تستهدف تقويض هدف وحلم أبناء الجنوب في استعادة الدولة الجنوبية".

السعودية تصدر اعلانا هاما بشأن الجنوب وإدارته

ودعمت السعودية اشهار ما سمي "مجلس حضرموت الوطني"، وزيارة رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي لمدينة المكلا، واعلانه مباركة المجلس وما سماه "تمكين حضرموت من ادارة شؤونها اداريا وماليا وامنيا"، ووضعه حجر اساس تشييد مقر جديد لقوات المنطقة العسكرية الاولى في المكلا.

وبدأ المؤتمر الشعبي العام جناح الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح، بالتعاون مع حزب الاصلاح ودعم من السعودية؛ الاستحواذ على محافظة حضرموت علناً، بغطاء منح المحافظة صلاحيات إدارة شؤونها اقتصادياً وأمنياً، مع الابقاء على قوات جيش الاصلاح في المنطقتين الاولى والثانية بحضرموت.

المؤتمر الشعبي يبدأ الاستحواذ على حضرموت علنا

وأثارت حفاوة الاستقبال الحافل للمجلس الانتقالي الجنوبي في مدينة المكلا ونجاحات المجلس في توحيد الصف الجنوبي، حفيظة السعودية، فلجأت إلى نشاط مضاد عبر استقطاب عدد من الشخصيات والمشايخ والمكونات المعارضة للانتقالي، ودعوتها لعقد مشاورات في الرياض، واشهار ما سمي "مجلس حضرموت الوطني".

استقبال حضرموت للانتقالي يدفع السعودية لهذا الرد

وعلق سياسيون جنوبيون على هذه الخطوة السعودية، بأن نجاحات جهود المجلس الانتقالي الجنوبي في توحيد الصف الجنوبي وتتويجها بعقد اللقاء التشاوري للمكونات الجنوبية واقرار ميثاق جنوبي، وغيرها من الوثائق الهامة "ازعج السعودية واثار قلقها من فقدان نفوذها في الجنوب وبخاصة محافظة حضرموت بوصفها حديقة خلفية لها".

يذكر أن السعودية تغير موقفها من المجلس الانتقالي مؤخرا، وصعَّدت سياسيا واعلاميا ضده، بالتزامن مع رفع وتيرة دعمها تمكين رموز نظام علي عبدالله صالح من العودة إلى الواجهة في مختلف مفاصل الدولة ضمن توجه لاعادة نظام صالح إلى الحكم على حساب اخماد القضية الجنوبية.