سخط جنوبي بعد هذه الواقعة الأليمة (صور)
اليوم السابع – عدن:
أثارت واقعة أليمة حالة من السخط بين اوساط المواطنين والسياسيين والناشطين في عدن والجنوب، بعدما وضعت الجميع وجها لوجه مع واقع ما آلت اليه احوال المواطنين من معاناة وبطالة وفقر.
وتداول ناشطون جنوبيون على منصات التواصل الاجتماعي، صوراً لمعلم امضى حياته في سلك التعليم، واجبرته الظروف المعيشية الصعبة والاوضاع الاقتصادية المتدهورة، إلى العمل طاهٍ لدى مطعم شعبي في محافظة أبين.
وفقا للناشطين فقد اضطر المعلم الصمدي المناهز عمره الخمسين، إلى ترك وظيفته في تدريس الطلاب بمدينة زنجبار، والعمل طباخا بأحد مطعم المدينة، لتوفير لقمة عيش أسرته التي لا يغطي الراتب نفقات معيشتهم.
موضحين أن الصمدي يعكف منذ ساعات مبكرة على طهي الحساء وبيعه وسط مدينة زنجبار لتأمين القوت لأسرته التي تعاني الفاقة كآلاف أسر المعلمين ممن دفعتهم ظروف الحرب إلى العمل في مهن وأعمال شاقة وهامشية للبقاء على قيد الحياة.
وحمل الناشطون رئيس الحكومة معين عبدالملك ووزرائه وفسادهم علاوة على فشلهم وعجزهم عن كبح تدهور الاوضاع الاقتصادية والمعيشية والخدمية،، "مسؤولية هذه المعاناة المريرة التي يتجرعها معظم الجنوبيين".
يأتي هذا بعد أن بدأ المجلس الانتقالي الجنوبي، محاكمة وزرائه في حكومة المناصفة التي يرأسها معين عبدالملك، عقب فشلها في كبح تدهور الاوضاع الاقتصادية والخدمية والمعيشية، في عدن والجنوب.
الانتقالي يبدأ محاكمة وزرائه بحكومة المناصفة
يتزامن موقف المجلس الانتقالي الجنوبي مع احتجاجات شعبية مستمرة تشهدها عدن وعدد من مدن الجنوب منذ مطلع العام تنديداً ورفضاً لفساد وعبث حكومة المناصفة برئاسة معين عبدالملك التي فاقمت معاناة سكانها وجعلتهم يكابدون جراء غياب الخدمات الأساسية وخاصة الكهرباء.
عدن تنتفض رفضاً لفساد حكومة معين (صور)
وفجر اعلان جماعة الحوثي عما سمته "التغيير الجذري" واقالة حكومتها مع المؤتمر الشعبي في صنعاء، قنبلة في الشارع الجنوبي، تمثلت في ردود فعل عكسية، على منصات التواصل الاجتماعي بين اوساط سياسيين وناشطين جنوبيين.
"تغيير" صنعاء يفجر قنبلة في الجنوب (تفاصيل)
في المقابل، كان المجلس الانتقالي الجنوبي، أصدر في وقت سابق، بيانا عاجلا بشأن الوضع في عدن وتطورات الاحداث والاحتجاجات الشعبية، على تدهور الخدمات وانقطاع التيار الكهربائي وانهيار العملة وتداعياتها.
بيان عاجل للانتقالي بشأن الوضع في عدن
كما اصدر المجلس الانتقالي الجنوبي، اعلانا حازما، بشأن حكومة معين عبدالملك بما فيها وزراء المجلس. كاشفا ولأول مرة عن ما سماه "هدف حرب الخدمات" التي اتهم الحكومة بشنها ضد سكان عدن.
اعلان حازم للانتقالي بشأن وزرائه بالحكومة (وثيقة)
وكان رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اللواء عيدروس قاسم الزُبيدي، قد منح رئيس حكومة المناصفة معين عبدالملك، فرصة أخيرة مقابل شرط واحد.
الزُبيدي يمنح معين اخر فرصة بهذا الشرط
ويفضل رئيس وأعضاء حكومة المناصفة، الاقامة في فنادق العاصمة السعودية الرياض، على التواجد في عدن مع المواطنين الذين يعانون الصيف اللاهب وارتفاع اسعار السلع والمشتقات النفطية جراء استمرار انهيار قيمة العملة المحلية الى ما دون 1400 ريال مقابل الدولار.
يذكر أن هيئة الرقابة الشعبية التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي ومنظمة مكافحة الفساد، سبق أن سلمت للنائب العام ملفات بفساد رئيس واعضاء حكومة المناصفة وبخاصة في ملف وقود محطات كهرباء عدن، وطالبت بمحاكمة علنية.