وضع السعودية أمام خيارين إحداهما مغادرة اليمن تفاصيل

اليوم السابع - عدن:
وضع سياسيون جنوبيون، المملكة العربية السعودية، أمام خيارين اثنين لا ثالث لهما إما الالتزام بأهدافها المعلنة عند إطلاقها التحالف العربي الذي تقوده في اليمن، أو المغادرة ورفع يدها عن البلاد.

جاء بين هؤلاء السياسيين، رئيس مؤسسة وصحيفة "اليوم الثامن" صالح أبوعوذل، الذي انتقد الحملة الإعلامية السعودية على المجلس الانتقالي الجنوبي، ومحاولاتها شيطنته، ودعا المملكة إلى إعلان هدفها من تواجدها العسكري في اليمن .

وقال أبوعوذل في تغريدة على منصة "تويتر": "هذا ما هو تحالف، اطلاقاً، تتوعد بإشعال الفوضى والحرب والاقتتال، وتشرعن للإرهاب يضرب الجنوبيين، بدعوى انهم (شيوعيون وماركسيون)، بخطاب إعلامك الذي لم تعد لديه اي قضية إلا الجنوب".

مضيفاً: "أما وتكون (تحالف) وترجع الى اهداف هذا التحالف التي نعرفها جيداً، وأما ترفع يدك من بلادنا، وتنسحب وحين يأتيك أي تهديد على بلادك، من حقك تسوي الذي تريد للدفاع عنها".

وتابع: "أو أعلنها صراحة انك (احتلال عسكري)، وعندها من حقك تسوي الذي تريد برضه، ولكن تحمل مسؤولياتك كاحتلال، وقول أنك امبراطورية تشرق عنها الشمس (أولاً)، من حقك طالما انت دولة احتلال".

مستطرداً: "مش تقول إنك احتلال وتدير ظهرك لأهداف التحالف وتذهب تتحدث عن انك تريد تقرير مصير الأخرين في أرضهم، بعد ان كان لهم الفضل في انك تحقق جزء من اهدافك المعلنة في مواجهة إيران الذي قلت انها (عدو مشترك) فقط عرف الناس بماذا تريد، عشان نكون في الصورة".

واختتم رئيس مؤسسة وصحيفة "اليوم الثامن": "مش معقول تهدد الجنوب بالحرب والفوضى، وتطلق "العسعس"، يشتموا الجنوبيين ويشبوهم ليل نهار، وفي نفس الوقت تقول انا (ماليش دخل)، إلا لك دخل ومليون دخل".

يأتي هذا بعد أن أُعلن عن بدء حصار سعودي خليجي على جنوب اليمن في سياق التوتر المتصاعد بين المملكة العربية السعودية والمجلس الانتقالي الجنوبي، ومحاولات الرياض ثني الانتقالي عن اهدافه، حسب ما أكد سياسيون جنوبيون.

اعلان حصار سعودي خليجي على الجنوب (تفاصيل)

وحسم المجلس الانتقالي الجنوبي، موقفه من المجلس التي تعتزم المملكة العربية السعودية إنشاءها في محافظات الجنوب على غرار "مجلس حضرموت".

الانتقالي يحسم موقفه من "مجالس" المحافظات

جاء هذا بعدما أصدرت المملكة العربية السعودية إعلاناً استفز سياسيين جنوبيين اعتبروه "مؤامرة تستهدف تقويض هدف وحلم أبناء الجنوب في استعادة الدولة الجنوبية".

السعودية تصدر اعلانا هاما بشأن الجنوب وإدارته

ودعمت السعودية اشهار ما سمي "مجلس حضرموت الوطني"، وزيارة رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي لمدينة المكلا، واعلانه مباركة المجلس وما سماه "تمكين حضرموت من ادارة شؤونها اداريا وماليا وامنيا"، ووضعه حجر اساس تشييد مقر جديد لقوات المنطقة العسكرية الاولى في المكلا.

بالمقابل، بدأ المؤتمر الشعبي العام جناح الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح، بالتعاون مع حزب الاصلاح ودعم من السعودية؛ الاستحواذ على محافظة حضرموت علناً، بغطاء منح المحافظة صلاحيات إدارة شؤونها اقتصادياً وأمنياً، مع الابقاء على قوات جيش الاصلاح في المنطقتين الاولى والثانية بحضرموت.

المؤتمر الشعبي يبدأ الاستحواذ على حضرموت علنا

وأثارت حفاوة الاستقبال الحافل للمجلس الانتقالي الجنوبي في مدينة المكلا ونجاحات المجلس في توحيد الصف الجنوبي، حفيظة السعودية، فلجأت إلى نشاط مضاد عبر استقطاب عدد من الشخصيات والمشايخ والمكونات المعارضة للانتقالي، ودعوتها لعقد مشاورات في الرياض، واشهار ما سمي "مجلس حضرموت الوطني".

استقبال حضرموت للانتقالي يدفع السعودية لهذا الرد

وعلق سياسيون جنوبيون على هذه الخطوة السعودية، بأن نجاحات جهود المجلس الانتقالي الجنوبي في توحيد الصف الجنوبي وتتويجها بعقد اللقاء التشاوري للمكونات الجنوبية واقرار ميثاق جنوبي، وغيرها من الوثائق الهامة "ازعج السعودية واثار قلقها من فقدان نفوذها في الجنوب وبخاصة محافظة حضرموت بوصفها حديقة خلفية لها".

يذكر أن السعودية تغير موقفها من المجلس الانتقالي مؤخرا، وصعَّدت سياسيا واعلاميا ضده، بالتزامن مع رفع وتيرة دعمها تمكين رموز نظام علي عبدالله صالح من العودة إلى الواجهة في مختلف مفاصل الدولة ضمن توجه لاعادة نظام صالح إلى الحكم على حساب اخماد القضية الجنوبية