البيض يتدخل بطرح مبادرة تجنب المواطنين المآسي

اليوم السابع – أبوظبي: 

دخل البيض، على خط الأزمة المتصاعدة في البلاد، بتقديم مبادرة لتجنيب المواطنين في شمال اليمن والجنوب مآسي الصراع الذي يدخل عامه التاسع مثخناً جراح الجنوب والشمال على حد سواء.

جاء هذا في بيان سياسي، للدبلوماسي والسياسي البارز هاني البِيض، نجل الرئيس الجنوبي الاسبق علي سالم البيض، نشره على حسابه الرسمي بمنصة "تويتر"، أكد فيه أن الصراع في اليمن لن ينتهي في ظل عدم قدرة الأطراف على السيطرة عليها.

وقال هاني البِيض: "ان الصراعات السياسية والاجتماعية والخلافات البينية لن تتوقف على مستوى الداخل والمنطقة والعالم بعد ان اصبحت متلازمة وسمة لعصرنا الاكثر تعقيدا ووحشية وأنانية وهذا بفعل الخلل الواضح في النظام العالمي والأزمات المتراكمة في العلاقات الإقليمية والدولية، فالعالم لازال يفتقر للتوازنات الإيجابية والى سلطات أممية عليا قاهرة وعادلة تحسن إدارة الصراعات والازمات الدولية وهو موضوع عميق".

مضيفاً: "على صعيد اليمن بشماله وجنوبه للأسف حتى الخصومات تتجدد ولن تنتهي مادام وجدت من يغذيها ويدفع بها ويعزز أدواتها لتصبح مشاريع سياسية متعارضة ومتناحرة ولو رُحلت الأزمات وتبدلت الادوار فهي بحالة نشطة وتتشكل لتصبح ألغاماً تهدد السلام والحالة الانسانية والاقتصادية المتردية هناك ..".

وتابع: "مايهم قوله في الشان اليمني لو سلمنا بجدلية استمرارية الصراعات السياسية وعدم قدرة الاطراف الحالية كبحها والسيطرة عليها او الحد منها، فأقل ما يمكن فعله هو البحث عن المشتركات الانسانية والآدمية واعتبارها قواسم مشتركه بين الفرقاء والخصوم واصحاب المشاريع المتعارضة".

مردفاً: "من هذا المنطلق كان لابد على الاطراف والقوى السياسية والاجتماعية المتناحرة او المتصالحة مرحلياً ان تقر بإن الإنسان هو الأساس والاهم في كل هذه المشاريع والصراعات وان حياة الناس وحقهم في العيش بسلام وحياة كريمة يقدم على كل الرغبات ونزعات الهيمنة والطموح والنفوذ".

وخلص إلى القول: "لذلك عليهم ان يتفقوا على اهم القضايا والملفات ذات البعد الانساني والاجتماعي التي ممكن تجمعهم ويشتركون في إدارتها بمسؤولية وضمير ودون حماقات وتقديرات خاطئة وعدم توظيف القضايا الانسانية ومتطلبات الناس في صراعات لن تنتهي في المنظور القريب لان السلام هناك وفق مانرى لايعني فقط انتهاء الحرب والاقتتال !".

مشدداً على "أن المسارات المرتبطة بحياة الناس واوضاعهم المعيشية في كل المناطق المحررة يجب ان تكون بعيدة عن الاستغلال والتوظيف السياسي!".

وأكد البِيض أنه "إذا اختلفت الامم الواعية والشعوب الأصيلة في القضايا الوطنية والمشاريع السياسية وان احتربت توحدها جوانب اجتماعية وإنسانية واقتصادية مهما كان حجم الصراع وجوانب الخلاف".

مُذكرا بأن "الخدمات من كهرباء وماء وصحة وتأمين حركة وتنقلات الناس وفتح المطارات والمعابر والمعاشات وتحسينها وغيره من متطلبات الشعب في الجنوب والشمال، مسار إنساني واجتماعي ومن المعيب والمؤسف توظيفه باي شكل !".

وأضاف: "بل يتطلب ميثاق شرف بين كل الاطراف المتصارعة والقوى السياسية والوطنية على الارض وتأييد هذا النهج أممياً وإقليمياً .. بمعزل عن المشاريع والاجندات السياسية التي يستطيع كل حزب ومكون التمسك بها والدفاع عنها، ولكنه لن يستطيع فرضها غدا بجماهير خاوية البطون منهكة او دعوتهم للالتفاف حولها".

ومضى البيض قائلاً: "فليتنافس الخصوم ويتقاتل اعداء اليوم بشرف وضمير دون المساس بانسانية وآدمية الناس".

واختتم السياسي والدبلوماسي البيض بالقول: "لذلك من الأهمية اليوم الفصل بين مسار الحرب والهدنة والمسارات السياسية والدبلوماسية من ناحية والمسار الإنساني، وتقديم كل المساعي والمبادرات التي تحافظ على قدر من الإنسانية وحقوق الناس وعيشهم وكرامتهم على كل المسارات والاعتبارات الاخرى".

يأتي هذا في ظل اتهامات لحكومة معين عبدالملك بتوظيف الخدمات الاساسية من كهرباء ومياه في عدن، ورقة سياسية للضغط على المجلس الانتقالي الجنوبي ما فاقم الوضع المعيشي المتدهور من جراء الحرب.

يذكر أن دائرة الفقر في اليمن اتسعت جراء الحرب المستمرة طوال السنوات الثماني الماضية، لتشمل "ثلثي المواطنين، صاروا يعتمدون على المساعدات الاغاثية للبقاء احياء" حسب تقارير مكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية (اوتشا).