دعوات تحث "الانتقالي" على هذه الخطوة العاجلة
اليوم السابع – عدن:
أطلق سياسيون وناشطون جنوبيون، دعوات لقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي إلى اتخاذ ما اعتبروه "خطوة لازمة وعاجلة في هذه المرحلة المصيرية والحاسمة"، تتمثل في فتح قنوات تواصل مباشرة مع جماعة الحوثي اسوة بالمملكة العربية السعودية وبقية الأطراف السياسية الأخرى.
جاء بين ابرز السياسيين الجنوبيين اصحاب هذه الدعوة، صلاح السقلدي، معقبا على امتعاض أطراف جنوبية على توجه وفد من مشائخ أبين إلى جماعة الحوثي لإطلاق سراح القائد فيصل رجب بعد أن خذله مجلس القيادة الرئاسي وحكومة معين باستبعاده من صفقة تبادل الأسرى، الاخيرة.
وقال السقلدي في منشور على صفحته في "فيس بوك": "السعودية بنفسها وبعد ثماني سنوات حرب وتمنع ذهبت مؤخرا الى صنعاء لتطلب من الحوثيين طي صفحة الحرب والقبول بتسوية سياسية وإغلاق الملفات العالقة بينهما ومنها ملف الأسرى فلماذا يتبرم بعض الجنوبيين من ذهاب بعض وجهاء أبين الى هناك خصوصا ومهمتهم التفاوض على إطلاق احد ابرز الاسرى اللواء ( فيصل رجب) وليست ذات طابع سياسي- على الاقل هذا ما يبدو ظاهرا وإن كان ثمة جهات ستوظفها سياسيا وجهويا".
مضيفاً: " التواصل مع الحوثيين كان يتفرض ان يكون سياسيا وأمنيا - من قوى جنوبية سياسية وثورية واجتماعية وإعلامية وأمنية وعسكرية وبالذات من جانب المجلس الانتقالي وسائر القوى الأخرى- قبل هذا اليوم بسنوات ليس فقط لتبادل الاسرى بين الطرفين بل لفتح قنوات تواصل سياسية وتفاهمات امنية وعسكرية ونحو ذلك".
وذكر أن "كل الأطراف بالتحالف وداخل أحزاب هذه المسماة جزافا بالشرعية ظلت تتواصل مع الحوثيين سِرا وعلانية وبذلت كل ما بوسعها لإبرام صفقة سياسية معهم لولا أنهم أي (الحوثيون) بالغوا بمطالبهم الى درجة قد يبدو معها للطرف الآخر ابرام صفقة من هذا القبيل بأنه إعلان استسلام صريح".
وأشار السقلدي إلى "أن بعضاً من الجنوبيين الممتعضين من زيارة وجهاء أبين يعتقدون ان هذه الزيارة إذا نجحت بإطلاق سراح الاسير ‘رجب‘ ستمثل ضررا واحراجا للمجلس الانتقالي، وهذا فهم لا اساس له من المنطق والوقائع التي جرت بالفترات السابقة".
موضحا أن "الانتقالي لم يشارك مطلقا بالحوارات في أي ملف مع الحوثيين ومنها ملف الاسرى واستبعد تماما من اية مشاركات بكل الملفات من حين عاد من مشاورات الرياض قبل اكثر من عام"، مشيراً إلى "أنه ظل وما زال يندب حظه العاثر ويجأر بالشكوى جراء تجاهلها".
وأكد السياسي الجنوبي صلاح السقلدي، أن "الانتقالي بالتالي يكون غير مسئول مسئولية مباشرة عن اية تفاهمات لم تنجز وبالذات بملف الاسرى ولا تقع عليه بالتالي أية احراجات سياسية".
لكنه بالمقابل اعتبر أن "هذا لا يعني خلو ساحة الانتقالي تماما من اية مسئولية ولكن ليس عن ملف شائك كملف الاسرى تم استبعاده منه عنوة مثلما تم استبعاده من المشاركة بمرحلة حوارات وقف اطلاق النار والهُدن مع الحوثيين، بل تكمن مسئوليته بحكم وجوده كمظلة سياسية للقضية الجنوبية وقبوله الشراكة السياسية مع قوى مخادعة ماكرة دون ضمانات ودون ان يكون له دورا فاعلا بصنع ما يجري من خطوات لرسم ملامح الخارطة السياسية التي تتشكل اليوم".
وقال: إن "تغييب الانتقالي عن مفاوضات ملف الأسرى هو ما يجعل هؤلاء الأسرى وأبرزهم فيصل رجب في عناءٍ مستمر حتى آخر لحظة وورقة مزايدة وابتزاز سياسي بيد الغير في (صنعاء ومأرب والرياض) وهذا نتاج طبيعي لغياب وتغييب الانتقالي الجنوبي من لعب دور فاعل بالترتيبات التي تتم تباعا".
مضيفا: "نقول ان هذه الاطراف السياسية والحزبية ومعها التحالف والسعودية تحديدا ظلت تعمل على فتح قنوات تواصل مع الحوثيين دون تحرج برغم فشلها المتكرر بالخروج بصفقة كما تم مؤخرا في مسقط وصنعاء وعمّان مستفيدة من التفاهمات الاقليمية والدولية الاخيرة".
ولفت إلى أنه في المقابل "ظل الطرف الجنوبي يتأفف من التواصل مع الحوثيين ولو من بوابة التنسيق ألامني على قاعدة إبقاء الحالة بالجبهات على وضعها الحالي ولو على شكل هُدن غير معلنة كما في سائر الجبهات الخامدة حتى تتم التسوية النهائية الشاملة برغم معرفته اي الطرف الجنوبي ان كل الاطراف بما فيها التحالف تحاور الحوثيين".
معتبرا أن "الغريب بالأمر انه حتى بعد أن حطت السعودية بطائرتها الوثيرة في مطار صنعاء ونزول سفيرها منها والتوجه صوب مجلس المشاط والإفطار على مائدته الصنعانية العامرة ما يزال ثمة جنوبيون يعتبرون مجرد الحديث عن حوار مع الحوثي من كبائر الأمور".
ونوه إلى "ان معظم هؤلاء المتمنعون لا ينفكون عن ترديد عبارة ( التكتيك -التكتكة- سياسة فن الممكن) وبالذات كلما حدث هناك تنازل سياسي جنويي وإنحناءة مجانية للشركاء المحليين والإقليميين تارة باسم المناصفة السياسية للمناصب والوزارات وتارة باسم حوارات ومشاورات الرياض".
الناشط السياسي صلاح السقلدي خلص إلى القول: "بالمجمل كنا نتمنى وما زلنا على النخب الجنوبية وبالذات المجلس الانتقالي الجنوبي -تلك النخب التي تتملكها اليوم الدهشة من زيارة وجهاء أبين الى صنعاء - ان تكون هي السباقة للحوار مع الحوثيين- على الاقل من بعد ان عرفت ان شركاءها يفعلون ذلك- لمناقشة كل الملفات التي تهم القضية الجنوبية ومنها ملف الاسرى".
مضيفا: "وألّا تظل (النخب الجنوبية) تراوح مكانها باصدار البيانات الممجوجة إلى أن تجد نفسها بالتالي مجرد كمالة عدد فوق طاولة الفرقاء والشركاء كما ظلت تستلم نتيجة مفاوضات مسقط وصنعاء عبر رسالة (واتس اب) من سعادة السفير الذي سيُملي عليها ما يجب ان تنفذه من تنازلات تم الاتفاق عليها في مفاوضات لا ناقة لها فيها ولا جمل".
يذكر أن وفدا ضم عددا من مشايخ ووجهاء محافظة ابين، وصل الاربعاء إلى صنعاء، عبر محافظتي البيضاء وذمار، في مهمة وساطة محلية لدى جماعة الحوثي للافراج عن اللواء فيصل رجب، دون انتظار نتائج جولة مفاوضات تبادل الاسرى، المزمع عقدها في جنيف برعاية الامم المتحدة منتصف مايو المقبل.