بن سلمان يكشف عن خارطة جديدة لليمن وثيقة

اليوم السابع – لندن:

كشف خالد بن سلمان، عن تشكيل تطورات الأحداث الراهنة في اليمن والمتغيرات التي شهدتها، خارطة سياسية جديدة، منتقداً حديث نجل الرئيس الأسبق أحمد علي عبدالله صالح، عن الوحدة التي انتهت باجتياح الشمال للجنوب في حرب صيف 1994م.

صدر هذا في تغريدة نشرها السياسي والاعلامي الجنوبي البارز المقيم في لندن، خالد بن سلمان، على منصة "إكس"، أكد فيها أن حديث أحمد علي عن الوحدة تمثل دعوة للحرب، داعيا إياه إلى استيعاب متغيرات المشهد الراهن.

وقال بن سلمان: "عاد نجل الرئيس الأسبق صالح بعد غياب طويل، للحديث عن الوحدة ، لم يدرك السفير إحمد علي عبدالله إن الكثير من المتغيرات قد جرت طوال عقد من حرب ضروس، تشكلت خارطة سياسية جديدة قذفت بكل شعار النصر التسعيني الزائف، حول الوحدة والردة إلى خلف تطورات الأحداث الراهنة".

مضيفاً: "اللغة الأحادية التي تقصي المكونات السياسية والإجتماعية وحتى المشاريع السياسية المختلفة، لم تعد منتجة أو تفضي لحل في الحالة اليمنية المشبعة بالإنقسامات والتشظيات ، وبغياب واحدية المرجعية وجاذبية الشعار".

وتابع: "الدولة المركزية غير قابلة لإعادة الإحياء، وسلطة القبيلة الحاكمة دُفِنت إلى غير رجعة ليحل محلها أو مدمجاً بها شمالاً، رديفها الأسوأ وهو السلالة، وفي الجنوب تم إسقاطهما جيوش غزو 94 هي والحوثي معاً، في إنتصارات حرب 2015".

مردفاً: "بمعنى آخر كان أفضل أن يغادر الشاب القادم إلى معمعة السياسة إرث الماضي، يقدم قراءة تستوعب متغيرات المشهد الراهن، باحثاً عن مشتركات توحد هذه الفسيفساء والموزاييك السياسي الإجتماعي، وليس من الحكمة تقديم الوحدة بسنوات حكمها المدججة بالآثام والغزو وتكسير المواطنة، نموذجاً جامعاً وراية يلتف الناس حولها".

مستطرداً: "إحترام التنوع والتباينات والحقوق التي عطلتها سنوات مابعد 94، هو الخطاب الأكثر نضجاً ومقبولية في مجتمع لم يعد هو ذاك الذي غادره أحمد علي ، وبات الحديث اليوم عن إستعادة الوحدة بما أفرزته تعني ضم الجغرافية ثانية بالقوة القهرية، وإعتبار الجنوب مازال غنيمة حرب ، وهو قطعاً لم يعد كذلك".

مؤكداً أن "لا أحد يعرف طريقاً آخر سيفضي إليه هذا الشعار التسعيني المحمل بتركة مثقلة بالثأر السياسي، سوى إعادة نفخ جمر الحرب وإشعال الحرائق".

منوهاً  بأن "توقيت رفع راية الوحدة ليس بقيمها الإنسانية النبيلة، بل بما تم تقديمها من وجه مشوه وفكرة مغتالة، قد تزامن مع إيماءات وردت من الإقليم، وحديثه عن خارطة طريق يرى الجنوب إنها لا تعنيه، وإنه لن يوقع عليها بالإكراه، وإن قاد الأمر إلى صراع مفتوح وغير مقيد بزمن".

معتبراً أن "عودة أحمد علي بشعار الوحدة، يثير قلق الشارع السياسي وتحديداً جنوباً، من أن تفضي هذه العودة إلى رسم خارطة قوى ليست جديدة بل هي خارطة قوى حرب 94، مضاف لها الحوثي، ومدعومة من الإقليم".

مبيناً أن سبب قلق الشارع "من أن تحمل خارطة القوى تلك ذات الذهنية الاقصائية الماضوية: عودة الجنوب لبيت طاعة مراكز القوى القبلية المذهبية المحافظة، وطي فكرة الحل التوافقي الجامع، ليحل مكانه تسوية بلا جنوب أكان بمشروع الانتقالي أو من دونه، أي لا دولة مستعادة ولا إقليم مستقل ، ولا جغرافيا متصلة بل مقتطعة منها مناطق الثروات ، ومقسمة متداخلة مع محافظات  الشمال المجاورة".

مختتماً بالقول: " عودة أحمد علي صالح مبشراً حد التحدي بإستعادة وحدة والده المخضبة بالدم الغزير، لا تعني سوى الدعوة إلى الحرب، إذ لا حل مستدام لا يؤشر سهمه جنوباً".


يأتي هذا بعد أن
 استفز السفير السابق أحمد علي عبدالله صالح، الجنوبيين، بإعلانه موقفاً معادياً من تطلعاتهم في استعادة دولتهم الفيدرالية المستقلة، من خلال رفعه شعار والده "الوحدة أو الموت" إبان شنه حرب صيف 1994م على الجنوب ونهب ثرواته وتقاسمه.
 


وكانت مصادر سياسية مطلعة كشفت عن تحركات تجريها الولايات المتحدة ومجلس القيادة الرئاسي لإسناد دور رسمي للسفير السابق أحمد علي عبدالله صالح وإعادته إلى العاصمة عدن عبر بوابة الشراكة بين المجلس الانتقالي الجنوبي و"الشرعية". 
 


وشطبت لجنة العقوبات التابعة لمجلس الأمن الدولي، الأسبوع الماضي (31 يوليو الماضي)، اسم الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح ونجله أحمد من قائمة الشخصيات المشمولة بالعقوبات وذلك بعد أكثر من 9 أعوام من فرضها على خلفية دورهما في تهديد التسوية السياسية في اليمن.

ويواجه احمد علي ، اتهامات من منظمات حقوقية محلية ودولية، بينها منظمة هيومن رايتس ووتش" الامريكية، بالتورط في انتهاكات جسيمة للقانون الدولي الانساني والقانون الدولي الجنائي، إبان مواجهة قواته (الحرس الجمهوري) لثورة الشباب في 11 فبراير 2011م، إضافة إلى جرائم ارتكبتها قواته أثناء اجتياحها إلى جانب الحوثيين العاصمة عدن وعموم مدن الجنوب في 2015م.


وتآمر نظام الرئيس الاسبق علي عبدالله صالح وعلي محسن الاحمر والشيخ عبدالله الاحمر وحزبي المؤتمر الشعبي العام والاصلاح (اخوان اليمن)، على الحزب الاشتراكي وقيادات الجنوب عقب الوحدة، وصولا الى تفجير حرب اجتياح الجنوب في 27 ابريل 1994م وتقاسم ثرواته غنائم بين قيادات عصابة 7/7.

يذكر أن السعودية تغير موقفها من المجلس الانتقالي مؤخرا، وصعَّدت سياسيا واعلاميا ضده، بالتزامن مع رفع وتيرة دعمها تمكين رموز نظام علي عبدالله صالح من العودة إلى الواجهة في مختلف مفاصل الدولة ضمن توجه لاعادة نظام صالح إلى الحكم على حساب اخماد القضية الجنوبية.