الانتقالي يرد رسميا على دعوة جماعة الحوثي

اليوم السابع – عدن:

رد المجلس الانتقالي الجنوبي، رسميا، على دعوة وجهتها جماعة الحوثي، إلى الحوار، معلناً لأول مرة موقفه من الحوار المباشر مع الجماعة، والقوى السياسية اليمنية الاخرى.

صدر هذا في تصريح لنائب رئيس الدائرة الإعلامية بالمجلس الانتقالي الجنوبي منصور صالح، الذي أكد أن دعوة الحوار التي تحدث عنها أحد قيادات الحوثيين، لا تعني الجنوب وقضيته لا من بعيد ولا من قريب.

وقال صالح في تصريح لوكالة "سبوتنيك" الروسية، ليل الخميس، إن "تلك الدعوة في اعتقادنا موجهة للقوى اليمنية المتصارعة على السلطة في صنعاء، ولا تعني الجنوب وقضيته لا من بعيد ولا من قريب، بل أنه حتى في الحالة اليمنية تبدو دعوة جماعة الحوثي مجرد استهلاك إعلامي واستعراض للقوة".

مضيفاً: "لا أظن أن القوى اليمنية المناهضة للحوثي ستقبل به، لأنه من غير المنطقي أن تذهب لتحاور خصمك في منطقة سيطرته ليملي عليك شروطه، فالحوارات بين القوى المتصارعة عادة ما تكون في مناطق محايدة".

وتابع: "بالنسبة للجنوب والمجلس الانتقالي الجنوبي، فالموقف واضح وأي حوار مع أي قوى يمنية لن يكون إلا في بلد محايد وعلى قاعدة فك الارتباط، وليس للبحث عن تقاسم للسلطة أو النفوذ".

مؤكداً أن "الوضع في الجنوب اليوم وفي ظل قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي مختلف عن تلك المراحل التي كانت القوى اليمنية تستطيع فيها تزوير الإرادة الجنوبية، كما حصل في مؤتمر الحوار اليمني في 2013، ومن الوهم أن تعتقد أي قوة يمنية أنه مازال بمقدورها جر الجنوب إلى حوار هزلي يعيد تكريس وضع الاحتلال وتشريعه".

موضحاً أن "الجنوب مع الحوار ويدعم فكرة حل الصراع القائم مع الأشقاء في اليمن سلميا، لكنه لن يقبل الاستخفاف والتذاكي في التعاطي مع هذه الفكرة وجعلها وسيلة للتحايل على مطالب شعب الجنوب".

يأتي هذا بعدما وجه عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثي علي القحوم في تغريدة على "إكس"، دعوة إلى "كل المكونات اليمنية والفرقاء اليمنيين إلى الحوار الداخلي بعيدا عن الوصاية والهيمنة الخارجية والاستعمارية" حد قوله.

زاعماً أن "صنعاء في حوارات مستمرة مع كل الأحزاب والمكونات السياسية الوطنية ومع كل المكونات الجنوبية والانتقالي والإصلاح وأبناء حضرموت والمهرة ومع الجميع".

ودعا الجميع إلى "التقدم في الحوارات الداخلية وتغليب المصلحة الوطنية المطلقة والحفاظ على الوحدة اليمنية والثوابت والمكتسبات الوطنية ورفض مشاريع الاستعمار والتدخلات الخارجية مهما كانت"، حسب زعمه.

يأتي هذا بعد أن غير المجلس الانتقالي الجنوبي، في آخر لحظة، مسار اتفاق السلام بين المملكة العربية السعودية وجماعة الحوثي، بعد محاولة الرياض ترحيل قضية الجنوب إلى أجل غير مسمى.

الانتقالي يغير بأخر لحظة مسار اتفاق السلام بالرياض (تفاصيل)
 

سبق ذلك إفادة مصادر سياسية متعددة، بانجاز المملكة العربية السعودية برعاية الامم المتحدة اتفاق سلام في اليمن، يرحل قضية الجنوب إلى أجل مسمى.

وكانت مصادر كشفت عن توجه الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، لمعالجة قضية شعب الجنوب بطرح لا يلبي طموحاتهم في إستعادة الدولة الجنوبية، بمنحهم صيغة إدارة ذاتية.

يذكر أن السعودية تغير موقفها من المجلس الانتقالي مؤخرا، وصعَّدت سياسيا واعلاميا ضده، بالتزامن مع رفع وتيرة دعمها تمكين رموز نظام علي عبدالله صالح من العودة إلى الواجهة في مختلف مفاصل الدولة ضمن توجه لاعادة نظام صالح إلى الحكم على حساب اخماد القضية الجنوبية.