البيض يعلن موقفه من خارطة السلام (بيان)
اليوم السابع - أبوظبي:
أعلن البيِض، رسمياً، موقفه من خارطة الطريق المعلنة من الأمم المتحدة لإحلال السلام في اليمن وإنهاء الحرب المتواصلة للسنة التاسعة.
وقال الدبلوماسي والسياسي البارز، هاني البِيض، نجل الرئيس الجنوبي الاسبق علي سالم البيض، في تغريدة له على منصة "إكس": "بعض الضوء على المشهد السياسي العام قبل رحيل 2023 وعامًا جديدًا آخر نأمل ان نرى فيه ايام أفضل مما أنقضت على كآفة الاصعدة".
مضيفاً: "إن تعقيدات المشهد العام في اليمن لازالت حاضرة .. تتزايد ويلفها كثير من المصاعب والعقبات ، وقد لاتبعث على التفاؤل عند الكثير من المتابعين بقدوم عام جديد، وهذا بفعل حالة اليمن السياسية المتشظية ووضعها الاقتصادي المتدهور الذي انتج وضع اجتماعي ومعيشي بائس وحالات مزمنة بكل ابعادها وفي جوانب متعددة".
وتابع: "للاسف تتداخل اليوم مساراتها وتوظف بشكل بشع وغير لائق في جوانبها الإنسانية والمعيشية والخدماتية ، من ربط الإنساني بالسياسي والاقتصادي بالعسكري والداخلي بالأممي والمحلي بالإقليمي".
مستطرداً: "اما عملية السلام في اليمن بشماله وجنوبه فهي تقف أولا امام احتمالات الاستجابة الجادة ومصداقية الأطراف من العملية السلمية".
مردفاً: "على الصعيد الخارجي بالمتغيرات الجيوستراتيجية وتبعاتها الجيوسياسية وحالة تشبيكات بؤر التوتر والصراعات الاقليمية والدولية الحاضر لدى محاور المنطقة".
معتبراً أن "خارطة الطريق المقترحة تمثل ضوء أمل ومصدراً للتفاؤل"، مستدركاً: "لكنها ستكون امام خرائط الصراعات المتراكمة ومأزق التسويات القادمة ومآلاتها".
مؤكداً أن "هذه بعض محددات الصراع الداخلية والاقليمية التي قد تقف امام العملية السلمية في اليمن، وهناك عوامل ومصاعب كثيرة لاحصر لها على الصعيد السياسي والاجتماعي والاقتصادي".
منوهاً إلى "أن اكثرها تأثيرا البعد الإقليمي الذي اصبح مؤثراً وفاعلاً في الشأن اليمني على حساب مساحة القرار الوطني والقرار السياسي السيادي !".
مشدداً أن "على جميع الاطراف المعنية ان تحد من اي شكل للتصعيدات وان يتحلوا بشي من المسؤولية الوطنية لإنقاذ هذا البلد وإخراجه من مستنقعات الحروب وحلقات الصراعات ومتاعبه المزمنة".
داعياً إلى "الابتعاد عن اي شكل للابتزاز او المزايدات السياسية في هذا الظرف الدقيق"، مؤكداً أنه "لابد من خلق بيئة صالحة تخدم الهدف الاستراتيجي المتمثل بالوقف الدائم للحرب، والذهاب الى مارثون طويل لتسوية كل متاعب اليمن بالحكمة اليمانية وثقافة الحوار".
وقال: "هو حتماً مخاض عسير .. فأما مولود اصيل أو مستنسخ مسخ يرهق ويتعب كل الاطراف، ونؤكد في هذه الاجواء على أهمية حوار الشمال والجنوب في المرحلة القادمة وهي ضرورة وحاجة ملحة .. والضابط لمقتضيات المرحلة الاخيرة والمحطة النهائية".
وأضاف: "سيحافظ الناس على السلام ويتمسكون بكل عوامل الاستقرار ولن يذهبوا الى القتال مرة اخرى بعد هذه التجربة المريرة والخسائر الواسعة ولكن هذا مرهون بالقرار الوطني والقناعات الراسخة وبناء عوامل الثقة والإدارة السياسية الصحيحة لمشروع السلام والمعالجات السليمة لمتطلبات العملية السلمية".
وشدد البيض على "اهمية ان تكون القيادات السياسية استثنائية ومؤهلة وعناصرها صلبة واكثر وطنية وتضحية، ولازلت مع حقيقة ومنطق ان السلام لايتحقق الا من الداخل ! وان الحفاظ على السلام اصعب من مجرد الوصول لإتفاق بشأنه".
واختتم البيض بالقول: "وماينبغي قوله لكل الأطراف السياسية المحلية المتآلفة من جهة والمتصارعة من جهة اخرى ونحن نودع عام 2023، انه بقدر اتساع وزيادة حدة الخلافات وانعدام الثقة وتعميق التباينات بين اطراف العملية السياسية من جهة واطراف العملية السلمية الشاملة سيكون تدخل القوى الدولية والاقليمية، حاضراً وبقوة في رسم المشهد لهذا البلد ودورا واضح للنفود الدولي والاقليمي بتشكيل وتفصيل الواقع السياسي والاقتصادي وفق مصالحهما واهتمامهما لا وفق مصالح الشعب وأهداف الاطراف السياسية المحلية او على قاعدة الوطن بمرتكزاته وثوابته ومشاريعه السياسية المنشودة".
بعض الضوء على المشهد السياسي العام قبل رحيل 2023 وعامًا جديدًا اخر نأمل ان نرى فيه ايام أفضل مما أنقضت على كآفة الاصعدة
— هاني علي سالم البيض (@Hani_albeed) December 31, 2023
ان تعقيدات المشهد العام في اليمن لازالت حاضرة .. تتزايد ويلفها كثير من المصاعب والعقبات ، وقد لاتبعث على التفاؤل عند الكثير من المتابعين بقدوم عامًا جديد…
يأتي هذا بعد أن أصدر المجلس الانتقالي الجنوبي، بياناً حاسماً بشأن موقفه وما يعترض عليه في خارطة الطريق لتحقيق السلام في اليمن، التي اعلن عنها المبعوث الاممي.
وكان إعلان عاجل صدر من المملكة العربية السعودية أسعد جميع اليمنيين على اختلاف انتماءاتهم واتجاهاتهم بشأن خارطة الطريق المعلنة من المبعوث الأممي إلى اليمن لإيقاف الحرب في اليمن.
وأعلنت الأمم المتحدة، الصيغة النهائية لاتفاق خارطة السلام في اليمن، كاشفة تفاصيل اتفاق إنهاء الحرب التي جعلت أكثر من ثلثي اليمنيين بحاجة إلى مساعدات إنسانية للبقاء على قيد الحياة.
وأعلنت جماعة الحوثي، رسمياً، توصلها إلى اتفاق مع المملكة العربية السعودية لإيقاف الحرب وفق شروطها المتضمنة صرف المرتبات وإعادة اعمار ما دمر في اليمن.
وغير المجلس الانتقالي الجنوبي، في اخر لحظة، مسار اتفاق السلام بين المملكة العربية السعودية وجماعة الحوثي، بعد محاولة الرياض ترحيل قضية الجنوب إلى أجل غير مسمى.
وأعلنت المملكة العربية السعودية، بنود خارطة طريق لتحقيق السلام في اليمن ووقف الحرب المستمرة منذ اكثر من 8 سنوات، بينها دفع رواتب الموظفين وانتظام صرفها.
وكانت مصادر كشفت عن توجه الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، لمعالجة قضية شعب الجنوب بطرح لا يلبي طموحاتهم في إستعادة الدولة الجنوبية، بمنحهم صيغة إدارة ذاتية.
يذكر أن السعودية تغير موقفها من المجلس الانتقالي مؤخرا، وصعَّدت سياسيا واعلاميا ضده، بالتزامن مع رفع وتيرة دعمها تمكين رموز نظام علي عبدالله صالح من العودة إلى الواجهة في مختلف مفاصل الدولة ضمن توجه لاعادة نظام صالح إلى الحكم على حساب اخماد القضية الجنوبية.