الامارات تضبط الاخوان متلبسا بهذا الاختراق

اليوم السابع – لندن:

ضبطت دولة الإمارات العربية المتحدة، حزب الإصلاح (تنظيم الإخوان في اليمن) متلبساً بإختراق خطير مستعيناً بقدرات فروع التنظيم الدولي للإخوان، وغطاء العمل التطوعي والخيري ستراً لذلك.

كشفت هذا صحيفة "العرب" اللندنية، التي أكدت خوض حزب الاصلاح إحدى أهم معارك النفوذ في محافظة حضرموت الغنية بالنفط والمنفتحة على البحر والمجاورة لمحافظة مأرب معقله الرئيسي.

وقالت الصحيفة في تقرير لها نشرته بعدد الثلاثاء، إنه "رغم ما يواجهه الحزب من مصاعب في الحفاظ على دوره في الإدارة المحلية للمحافظة، وكذلك دوره العسكري ضمن قوات المنطقة العسكرية الأولى، فإنّ تركيزه على (العمل التطوعي والخيري) لا يزال يضمن له وجودا في قطاعات ذات أهمية في الحياة اليومية للمواطن العادي مثل الصحّة والتعليم".

مضيفة أن "المتابعين للشأن المحلّي في حضرموت يسجلون تكاثف أنشطة جمعية العون المباشر الكويتية في المحافظة من خلال ما تنجزه من مبادرات ومشاريع في القطاع الصحّي مستغلّة النقائص التي يشهدها القطاع هناك وفي أغلب مناطق اليمن".

وتابعت: "تتعامل السلطات المحلية في عدد من محافظات اليمن مع الجمعية الكويتية دون معرفة بخلفياتها وأغراضها وتعرف الجمعية التي أسسها الإخواني الكويتي البارز عبدالرحمن السميط مطلع ثمانينات القرن الماضي، بثرائها الشديد المتأتي أساسا من نشاطها في جمع التبرعات".

موضحة أنه "رغم ما اكتسبته الجمعية من سمعة في العمل الخيري في الكثير من البلدان الفقيرة وخصوصا في القارّة الأفريقية إلاّ أن اتهمامات بالتلاعب بأموال التبرعات وتحويلها لتمويل النشاط الحزبي للتنظيم الدولي في عدّة بلدان، لاحقتها من خلال رصد قامت به السلطات الكويتية قبل ثلاث سنوات وأظهر وجود مخالفات في عمل 88 جمعية خيرية تابعة لجماعة الإخوان في مقدمتها جمعية الإصلاح الاجتماعي وفروعها التي تبلغ قرابة الثمانين فرعا".

وبينت الصحيفة اللندنية أن "تركيز الجمعية يظهر على الساحة اليمنية أنّ حزب الإصلاح الذي يعمل كواجهة لجماعة الإخوان ضمن المستفيدين من أموال التبرعات الكويتية التي تقوم جمعية العون المباشر بتحويلها عن غرضها الأصلي وهو العمل الخيري إلى تشكيل محفظة للتمويل الحزبي، فضلا عن الدعاية الإيجابية للجماعة التي يجنيها الحزب من انخراط الجمعية في إنجاز مشاريع حيوية ذات انعكاس مباشر على حياة السكان".

وذكرت أنه "على غرار ما هو جار في حضرموت، تتعامل السلطات المحلية في عدد من المحافظات اليمنية مع الجمعية الكويتية دون معرفة بخلفياتها الحزبية والأيديولوجية، وذلك بدافع الحاجة إلى تحسين الخدمات الأساسية التي تعرف نقصا فادحا في تلك المحافظات".

مشيرةً إلى "انجاز الجمعية مستوصفاً جديداً يضاف إلى 13 مشروعا صحيا للجمعية في تريم وشبام وسيئون والقطن وغيرها من مناطق وادي حضرموت".

لافتة إلى أن "جمع التبرعات في الكويت من قبل الجمعيات الخيرية يُعتبر أحد أبرز مصادر تمويل التنظيم الدولي لجماعة الإخوان وفروعه المنتشرة في الدول الإسلامية وغيرها".

الصحيفة اللندنية كشفت في تقريرها أن "جانباً من التبرعات يذهب لدعم جماعات جهادية مرتبطة بالمشروع الإخواني أو لتكريس المفاهيم السلفية للدين عبر ما تطلق عليه تلك الجمعيات صفات الدعوة والصحوة واحتضان الناشئة المسلمة أو تقديم المساعدات للمحتاجين للاستفادة من أصواتهم في ترجيح كفة التيارات الإخوانية في الانتخابات التي تجري في هذا البلد أو ذاك".

منوهةً إلى "أنه في سنة 2020 وإثر نشاط غير عادي في عملية جمع التبرعات تحت عنوان (مساعدة المتضرّرين من جائحة كورونا) كشف إمام مسجد في منطقة جابر الأحمد بالعاصمة الكويت أنّ تسعين في المئة من الجمعيات الخيرية تقوم بسرقة أموال التبرعات ولا توصلها إلى الغاية المقصودة منها".

وأشارت إلى "ورود اسم جمعية العون المباشر إلى جانب العشرات من الجمعيات الكويتية المتهمة بالتلاعب بأموال التبرّعات من بينها جمعية الشيخ عبدالله النوري والهيئة الخيرية الإسلامية العالمية وجمعية إحياء التراث الإسلامي وجمعية النجاة الخيرية والعلوم الإسلامية وجمعية السلام للإعمال الإنسانية والخيرية".

مؤكدة "إيلاء الإخوان في اليمن أهمية استثنائية لاختراق محافظة حضرموت والسيطرة عليها لمنع المجلس الانتقالي الجنوبي من ضمّها إلى مشروعه القائم على استعادة دولة الجنوب المستقلّة".

واستدلت الصحيفة بتصريح أدلى به القيادي في حزب الإصلاح صلاح باتيس، مؤخّرا في تغريدة على منصة "إكس"، دعا فيه إلى جعل المحافظة جزءا مما سماه "الإقليم الشرقي"، بالقول إنّ إشهار مجلس حضرموت الوطني "يعتبر ركيزة أساسية من ركائز العدالة ورفض التبعية وانتزاع السيادة والندية والقرار والإجماع الحضرمي، وهذا من وجهة نظري مفتاح الحل، ليس لحضرموت والشرق فقط، بل ولليمن بشكل عام شمالا وجنوبا وشرقا وغربا"، حسب قوله.

يأتي هذا بعد أن وجه المجلس الانتقالي الجنوبي ، رسميا، ولأول مرة، اتهاماً مباشراً وصريحاً للمملكة العربية السعودية، باستهداف النسيج الجنوبي والسعي لتقسيم الجنوب واجتزاء مناطق منه للتمدد فيها، عبر مكونات حزب الاصلاح (الاخوان في اليمن) وحزب علي عبدالله صالح (المؤتمر الشعبي العام).

رسميا .. الانتقالي يوجه للسعودية هذا الاتهام

ودعمت السعودية اشهار ما سمي "مجلس حضرموت الوطني"، وزيارة رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي لمدينة المكلا، واعلانه مباركة المجلس وما سماه "تمكين حضرموت من ادارة شؤونها اداريا وماليا وامنيا"، ووضعه حجر اساس تشييد مقر جديد لقوات المنطقة العسكرية الاولى في المكلا.

بالمقابل، بدأ المؤتمر الشعبي العام جناح الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح، بالتعاون مع حزب الاصلاح ودعم من السعودية؛ الاستحواذ على محافظة حضرموت علناً، بغطاء منح المحافظة صلاحيات إدارة شؤونها اقتصادياً وأمنياً، مع الابقاء على قوات جيش الاصلاح في المنطقتين الاولى والثانية بحضرموت.

المؤتمر الشعبي يبدأ الاستحواذ على حضرموت علنا

وأثارت حفاوة الاستقبال الحافل للمجلس الانتقالي الجنوبي في مدينة المكلا ونجاحات المجلس في توحيد الصف الجنوبي، حفيظة السعودية، فلجأت إلى نشاط مضاد عبر استقطاب عدد من الشخصيات والمشايخ والمكونات المعارضة للانتقالي، ودعوتها لعقد مشاورات في الرياض، واشهار ما سمي "مجلس حضرموت الوطني".

استقبال حضرموت للانتقالي يدفع السعودية لهذا الرد

وعلق سياسيون جنوبيون على هذه الخطوة السعودية، بأن نجاحات جهود المجلس الانتقالي الجنوبي في توحيد الصف الجنوبي وتتويجها بعقد اللقاء التشاوري للمكونات الجنوبية واقرار ميثاق جنوبي، وغيرها من الوثائق الهامة "ازعج السعودية واثار قلقها من فقدان نفوذها في الجنوب وبخاصة محافظة حضرموت بوصفها حديقة خلفية لها".

يذكر أن السعودية تغير موقفها من المجلس الانتقالي مؤخرا، وصعَّدت سياسيا واعلاميا ضده، بالتزامن مع رفع وتيرة دعمها تمكين رموز نظام علي عبدالله صالح من العودة إلى الواجهة في مختلف مفاصل الدولة ضمن توجه لاعادة نظام صالح إلى الحكم على حساب اخماد القضية الجنوبية.