حزب الاصلاح يعلن رسميا رفض قضية الجنوب بيان

اليوم السابع - الرياض:

أعلن حزب الاصلاح (الاخوان في اليمن) رسميا، رفضه التعاطي مع القضية الجنوبية واستعادة دولة الجنوب، وتعهد بما سماه "المضي على درب رواد الحركة الوطنية في الانتصار لقضيتنا وهويتنا الوطنية والدفاع عن المكتسبات المتحققة". وفي مقدمها "وحدة اليمن".

جاء هذا في ظهور جديد لرئيس حزب الاصلاح (الاخوان في اليمن) محمد عبدالله اليدومي، بواجهة  "التحالف الوطني للاحزاب والمكونات السياسية اليمنية"، متحدثا عن ذكرى عيد الجلاء (30 نوفمبر 1967م) بوصفه منجزا يمنيا لا جنوبيا وأن أهم اهدافه توحيد اليمن.

وقال اليدومي الضابط السابق بجهاز الامن الوطني، في بيان صادر عن تحالف قوى ومكونات شمال اليمن (التحالف الوطني للأحزاب)، إنه يأتي احتفاء بمناسبة "الذكرى السادسة والخمسين لعيد الاستقلال الثلاثين من نوفمبر ١٩٦٧م، وذكرى توقيع اتفاقية الوحدة اليمنية في العام 1989".

معتبرا أن "عظمة الثلاثين من نوفمبر تأتي من أنه توج انتصار ثورة 14 اكتوبر وانجازاتها الباهرة بتحرير جنوب اليمن ورحيل اخر جندي بريطاني، وكان من محطات نضال شعبنا نحو تحقيق أهم أهداف الثورة اليمنية المجيدة، ضد اهداف الاستعمار التمزيقية،.. بتوحيد اليمن أرضاً وإنساناً".

وأعلن اليدومي الذي يشغل تنظيميا موقع المرشد الاعلى للاخوان في اليمن، تمسك حزبه واحزاب شمال اليمن بالوحدة بزعم أنها "الهدف الاهم للثورة اليمنية 26 سبتمبر و14 أكتوبر،  وتوجهها الوطني المضاد للاستعمار وتوجهاته التمزيقية، والسير نحو الهدف الأسمى بتوحيد اليمن أرضاً وإنساناً".

مصرحا ولأول مرة، باعتراضه وأحزاب شمال اليمن على دعم التحالف إقرار اطار خاص للقضية الجنوبية في مفاوضات السلام. بقوله: إن "التحالف يجدد التأكيد على أن تغييب المكونات الوطنية عن المشاركة في صنع التوافقات لا يمكن ان يفضي الى تحقيق سلام حقيقي ومستدام بقدر ما هو سعي وراء سراب".

مضيفا: إن مسار مفاوضات السلام الجارية في الرياض "تشجيع للمليشيات الحوثية للتنصل من السلام الحقيقي الذي يستعيد الدولة، وشرعنة سيطرة المليشيا الانقلابية على المناطق الخاضعة للانقلاب". في اشارة إلى القوات الجنوبية والمجلس الانتقالي، المنصنف من الاخوان انقلابيا.

وتابع: إن "أي جهود اقليمية أو دولية أو أمميه لا ترتكز على مشاركة القوى الوطنية الحقيقية المعبرة عن الكتلة الشعبية لن تنجح وستهدر المزيد من الفرص التي يجب التنبيه بأن ضياعها سيجلب مزيداً من المآسي على شعبنا وعلى الاقليم وعلى الأمن العالمي". حسب تعبيره.

مشددا على مرجعيات حكم حزبه، بقوله: "إن أي مفاوضات لن يكتب لها النجاح ما لم تكن مستندة إلى أهم مرتكزات الحل السلمي الذي يحفظ المركز القانوني للدولة، وإن أي سلام لن يكون شاملاً وعادلاً ومستداماً ما لم يكن وفق المرجعيات الثلاث، .. من أجل المصلحة الوطنية العليا والجامعة، دون التفريط بالثوابت والمكتسبات الوطنية".

وقوبل البيان بموجة استنكار واسعة بين اوساط السياسيين والناشطين الجنوبيين، الذين تصدروا للرد على مضامين البيان وادعاءاته وفي مقدمها اعتباره عيد الجلاء الثلاثين من نوفمبر انجازا يمنيا لا جنوبيا، ونتاج ثورة جنوبية شعبية مسلحة هي ثورة 14 اكتوبر وتضحيات جنوبية لآلاف الثوار الاحرار الجنوبيين.

كما فند السياسيون الجنوبيون مزاعم رئيس حزب الاخوان في اليمن، برفض ما سماه الاقصاء. وقال السياسي الجنوبي البارز، عامر ثابت العولقي: "اخر من يتكلم عن التجاوز والاقصاء هو حزب الاصلاح، انتم اقصيتوا كل من عمل في معسكر الشرعية بصدق ضد الحوثيين".

مضيفا في مخاطبة اليدومي عن ممارسات حزبه الاقصائية "واختزلتوا كل شي فيكم وكنتم سبب في كل الهزائم التي مني بها معسكر الشرعية على يد الحوثيين بسبب انتهازيتكم واقصائكم للاخرين واقصائكم الان من اي مفاوضات للحل السياسي خبر جيد وخطوة في الاتجاه الصحيح".

يأتي هذا بعد أن كشف عسكريون وسياسيون عن أخطر وأكبر فضيحة لحزب الاصلاح (الاخوان في اليمن)، أكدوا أنها تقضي على مستقبله السياسي وعلاقته مع التحالف العربي، وتدفع باتجاه تصنيفه اقليميا ودوليا، تنظيما ارهابيا.

فضيحة مجلجلة تقضي على مستقبل "الاصلاح" (تفاصيل)

كما يتزامن مع تعالي المطالبات والدعوات بين اوساط السياسيين والعسكريين الجنوبيين لقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي، بسرعة "وضع حدٍ عاجل لأذى تعز" الذي تتعرض له عدن والجنوب عموما، على الصعد السياسية والأمنية والاقتصادية.

جنوبيون يطالبون بوضع حد عاجل لـ "أذى تعز"

وأعلن حزب الإصلاح (الإخوان في اليمن)، رسمياً، مطلع الاسبوع، عن خلافه مع دولة الإمارات العربية المتحدة، والمجلس الانتقالي الجنوبي. زاعما محاولة الحزب استعادة علاقته مع أبوظبي والمجلس الانتقالي لأهميتها السياسية والعسكرية.

الاصلاح يعلن رسميا خلافه مع الامارات والانتقالي

ويسيطر حزب "الاصلاح" على حكومة الشرعية وسلطاتها الادارية والمالية والعسكرية، بدعم مباشر من التحالف، واستحوذ على مخصصات الدعم الهائل من التحالف، لصالح توسيع استثماراته العقارية والتجارية في قطر وتركيا، وعدد من العواصم.

تمركزت معظم قوات الجيش التابع لحزب "الاصلاح" في منابع الثروات بمحافظات الجنوب وبخاصة في شبوة وحضرموت والمهرة، بجانب مارب، "لنهب مليارات الدولارات من ايرادات النفط والغاز، بجانب صادرات الثروة السمكية، والاستحواذ على دعم التحالف لجبهاتهم الوهمية"، حسب مراقبين.

يذكر أن المملكة العربية السعودية، كانت اعلنت في 2013 تصنيف جماعة الاخوان تنظيما ارهابيا، واضطرت للتعاون مع فرعها في اليمن (حزب الاصلاح) في مواجهة جماعة الحوثي، قبل أن تصل الى قناعة معلنة بأن فساد حزب الاصلاح وقياداته سبب رئيس في انتكاسات حرب التحالف مع الحوثيين.