بن سلمان يكشف مجريات مفاوضات الرياض وإلى أين وصلت تفاصيل

اليوم السابع - لندن:
كشف خالد بن سلمان، لأول مرة مجريات المفاوضات الجارية لليوم الثالث توالياً بين المملكة العربية السعودية وجماعة الحوثي بوساطة عمانية في الرياض.

وقال السياسي والاعلامي الجنوبي البارز المقيم في لندن، خالد بن سلمان، في تغريدة على منصة "إكس": "للمرة الأولى في تاريخ الصراعات يتحول شريك الحرب إلى وسيط، وتصبح الوساطة كما تُفهم من دلالة الكلمة، لا تجمع الأطراف المتصارعة، بل الوسيط وأحد أطراف الحرب". 

مضيفاً: "السعودية تفاوض بالأصالة عن نفسها وبالإنابة عن حلفائها، وبهذا تجمع الصفتين معاً الوسيط المحارب أو بالأصح المتقاعد المسرح من جبهات القتال، بعد أن أهدرت تسع سنوات في صحراء لا تطرح نصراً، ومستنقعاً يمنياً متمرساً أفراده على الفقر والحرب، حتى يكاد يأخذون منها مهنة، ويستدعونها كلما أحتاج أحدهم لمصروف جيب وكيس قمح، وفي السياسة كلما احتاج فريق لتصدير ازمة".

وتابع: "ليس لدى اليمني مايخسره في بلاد بلا بنية تحتية، وشعب يعيش تحت خط الفقر، وبعلاقة تتداخل الكرامة مع السلاح، لن يرمي بندقيته وسيسلمها حين يدنو حتفه، كوصية للأبناء، في اليمن حرب تلد حرب".

مردفاً: "أدركت السعودية إنها تحارب من أجل لاشيء، أي من أجل نصر مستحيل وأهداف عصية على التحقق، لهذا هي تفاوض لضمان أمنها وحصر أضرار الإنسحاب من هذه الرمال اليمنية العاصفة بأقل قدر من الخسائر".

مستطرداً: "راهنت السعودية على جيش مختطف وسياسيون تجار مواقف وقادة تجار حرب، وبنية عسكرية مؤدلجة فكانت النتيجة حصاداً مراً، لم تحقق إختراقاً لم تسقط إنقلاباً وأستبدلت إستعادة صنعاء بالتفاوض معها، ومن حقها أن تحمي مصالحها ، ولكن ليس من حقها أن تلغي طرف القوة الآخر في المناطق الجنوبية المحررة ، وتقدم حقوقه المنتزعة بكثير من التضحيات، هدية مجانية وورقة مساومة تعالج بها هواجس أمنها وتبيع أمن ومصالح وحقوق الآخرين".

موضحاً أنه "مارشح حتى الآن من اروقة الرياض هو كل ماكنا نعرفه ، ولكن ليست هذه كل مسألة التفاوض، الهدنة المستدامة والرواتب والمطار والموانئ وإقتسام الثروات، كل هذه الموضوعات المسربة مراراً، هي رأس جبل الجليد تم إشباعها بحثاً في مسقط وصنعاء".

مؤكداً أن "ما يجري في الرياض هو مفاوضات سياسية، تأخذ من هذه العناوين مدخلاً وتذهب عميقاً بإتجاه الملفات المفتاحية، ذات الصلة بترسيم التسوية النهائية والإتفاق على شكل الدولة، وتوزيع حصص مقاعد الحكم، بتمثيل شكلي للشرعية وبثقل معطل للحوثي، وبتصفية القضية الجنوبية أو حصر مكاسبها في أضيق نطاق".

مشيرا إلى "أن الجميع في صورة الهدف البعيد من مفاوضات الرياض: الولايات المتحدة والأمم المتحدة وبريطانيا وحتى موسكو وبكين، اللذين لم يتخذا في مجلس الأمن أياً من المواقف المعلنة طوال الأزمة اليمنية،  تتصادم مع واشنطن ولندن وعموم الغرب".

لافتاً إلى "أن تأييدين متتاليين لمفاوضات الرياض جاءا تباعاً وفي يوم واحد، مستشار الأمن القومي الإمريكي وبيان لوزارة الخارجية، ما يعني أن البيت الأبيض في صورة المدى الذي ستذهب اليه هذه المباحثات، إن لم يكن عرابها وتحمل بصمته الجينية".

معتبرا أن "الرياض تتحلل مرة أُخرى من مسؤولياتها كطرف أساس في حرب السنوات التسع بكل آثامها وخيباتها، من خلال إرتداء عمامة الوساطة، علها تقلص فواتير التعويضات وإعادة الإعمار، وتستبدلهما برشى اقتصادية، بتمكين الحوثي من نفط الجنوب في خارطة طريق الحل وشكل الدولة المرتقب".

واختتم السياسي والإعلامي بالقول: "بإختصار وحتى لاتصل إرتدادات الخيبة من نتائج المفاوضات حد الصدمة: مايحدث في الرياض تسوية ثنائية حوثية سعودية بأضحىٍ كُثر".

يأتي هذا بعد أن وجهت رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي رسالة غير مسبوقة إلى المملكة العربية السعودية، أكدت فيها أن لا قيمة لأي اتفاق سلام في اليمن، دون احترام تطلعات شعب الجنوب وحقّه في استعادة دولته الجنوبية.

رئاسة الانتقالي توجه هذه الرسالة إلى مفاوضات الرياض

وصدر إعلان عاجل وحاسم من المجلس الانتقالي الجنوبي، حدد فيه موقفه النهائي من المفاوضات الجارية بين المملكة العربية السعودية وجماعة الحوثيين في الرياض، معلناً شرطاً وحيداً لتحقيق السلام في اليمن.

الانتقالي يشدد على أن لا سلام في اليمن إلا بهذا الأمر

وأعلنت المملكة العربية السعودية، الخميس الماضي، دعوة وفد من جماعة الحوثي لاستكمال النقاشات حول المبادرة السعودية المعلن عنها في 2021.

وقالت الخارجية السعودية في بيان، إنه "امتداداً للمبادرة السعودية التي أعلنت عنها في مارس 2021، واستكمالاً للقاءات والنقاشات التي أجراها الفريق السعودي برئاسة سفير خادم الحرمين الشريفين لدى اليمن محمد آل جابر وبمشاركة من الأشقاء في سلطنة عُمان في صنعاء خلال الفترة من 17 إلى 22 رمضان 1444هـ  الموافق 8 إلى 13 أبريل 2023م، واستمراراً لجهود المملكة العربية السعودية وسلطنة عُمان للتوصل لوقف إطلاق نار دائم وشامل في اليمن والتوصل لحل سياسي مستدام ومقبول من كافة الأطراف اليمنية، فقد وجهت المملكة دعوة لوفد من صنعاء لزيارة المملكة لاستكمال هذه اللقاءات والنقاشات".

وأكدت جماعة الحوثي مغادرة وفدها صنعاء رفقة الوسطاء العمانيين، إلى الرياض لعقد جولة جديدة من المفاوضات وصفت بالختامية بين المملكة والحوثيين لايقاف الحرب في اليمن .

وجاءت التطورات في المشهد السياسي بعد أن سربت مصادر سياسية معلومات حصرية عن لقاء لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بجماعة الحوثي في العاصمة العُمانية مسقط لوضع اللمسات الاخيرة على الصفقة بين الجانبين لإنهاء الحرب في اليمن .

بن سلمان يلتقي جماعة الحوثي في عُمان لهذا الأمر (تفاصيل)

وأحرج الوفد العماني الزائر لصنعاء الشهر الماضي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، ووضعه في موقف لا يحسد عليه، حسب مراقبين للشأن اليمني، رصدوا ما اعتبروه "اجراء محرجا" من جانب الوفد.

الوفد العماني يحرج "شرعية" العليمي بهذا الاجراء

وسبق أن كشف سياسيون ومراقبون للشأن اليمني، عن حمل وفد من سلطنة عُمان الذي وصل صنعاء، الشهر الماضي، "طبخة" اتفاق سلام بين المملكة العربية السعودية وجماعة الحوثي لايقاف الحرب في اليمن على حساب الجنوب وأبنائه.

وفد عماني يحمل "طبخة" سعودية حوثية (تفاصيل)

يذكر ان الرياض تشهد مشاورات مستمرة بين اعضاء مجلس القيادة الرئاسي وذلك عقب انعقاد مباحثات بصنعاء بين وفد سعودي بمعية وفد الوساطة العمانية وجماعة الحوثي، بشأن صيغة نهائية لاتفاق "خطة سلامة شاملة في اليمن" كانت السعودية توصلت اليه في مفاوضاتها مع الحوثيين بوساطة عُمانية، وسلمته في ابريل لمجلس القيادة الرئاسي لإبداء ملاحظاته، وحملتها للحوثيين في صنعاء.