اعلان هام لقبائل حضرموت يقلب المعادلة

اليوم السابع - حضرموت:

اصدرت قبائل حضرموت اعلانا هاما، وصفه مراقبون للشأن اليمني بأنه "يقلب المعادلة ويعيد تشكيل موازين القوى"، حيال محاولات اطراف "الشرعية" بدعم مباشر من المملكة العربية السعودية "سلخ حضرموت عن الجنوب"، حسب تأكيدهم. معلنين "تأييدهم للمجلس الانتقالي الجنوبي، والدولة الجنوبية الفيدرالية".

جاء هذا في بيان صادر عن في لقاء تشاوري حاشد، لقبائل نوّح، إحدى اكبر قبائل حضرموت، انعقد السبت بمشاركة جمع غفير من مقادمة ومناصب وأعيان قبائل نوّح بفروعها وفخائذها، المتعددة والمنتشرة في مختلف مناطق حضرموت، كرس لمناقشة المستجدات السياسية والاقتصادية والعسكرية.

وأكدت قبائل نوّح في بيان لقائها: "تمسكها بمؤتمر حضرموت الجامع، الذي توافق عليه معظم أبناء حضرموت، ومطالبتها بهيكلته". واستنكرت "المؤامرات التي تستهدف تفكيكه" معلنة "رفضها بكل حزم لمحاولات تجاوزه، بتفريخ مكونات بديلة أو موازية له". في اشارة لما يسمى "مجلس حضرموت الوطني".

البيان، عبَّر عن "فخر واعتزاز قبائل نوّح بهويتهم الجنوبية ودعمهم وتأييدهم للمجلس الانتقالي الممثل والحامل لقضية شعب الجنوب". وتضمن اعلان قبائل نوّح "تمسكهم بالمشروع الجنوبي، المتمثل في استعادة الدولة الجنوبية بنظامها الفيدرالي، الذي يمنح كل محافظات الجنوب صلاحيات واسعة لادارة شؤونهم".

وأشار البيان إلى أن "قبائل نوح ترى أن هذا النظام الفيدرالي، يحقق تطلعات ومطالب أبناء حضرموت، المتوافق عليها في مخرجات مؤتمر حضرموت الجامع، والتي تبناها المجلس الانتقالي الجنوبي، وكذا "ما أقره الميثاق الوطني الصادر عن اللقاء التشاوري للمكونات السياسية الجنوبية، الذي احتضنته العاصمة عدن". 

مشددا في المقابل على "حق أبناء حضرموت في إقامة إقليمهم الذاتي ضمن الدولة الجنوبية الفيدرالية، الذي تدار جميع موارده من أبنائه". كما استنكر "محاولات إدخال قوات من خارج المحافظة لحماية القصر بالمكلا، حاثين أبناء المحافظة على رفض هذه المحاولات والتصدي لها بكل الوسائل، لأنها تستهدف اضعاف قوات النخبة الحضرمية".

وطالب "دول التحالف العربي مساعدة أبناء المحافظة، في تمكين قوات النخبة من السيطرة على كامل تراب حضرموت، ومواصلة دعم الخدمات ودعم العملة المحلية واستقرار حياة المواطنين المعيشيه.. مثمنين التضحيات الكبيرة التي قدمها الأشقاء في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة من أجل تحرير حضرموت من الإرهاب.

اللقاء حضره رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي في حضرموت، العميد سعيد المحمدي، الذي استهل كلمته في اللقاء، بتلاوة الفاتحة على روح الشهيد البطل عبداللطيف السيد وأرواح رفاقه الذين استشهدوا في العملية الإرهابية الجبانة، عن شكره وتقديره لمبادرة أبناء قبائل نوّح لعقد هذا اللقاء التشاوري المهم. معربا عن سعادته وتشرفه بالمشاركة في اللقاء.

واستعرض المحمدي المستجدات على الساحة السياسية، موضحا أن "قوى النهب والفساد لم تكتفِ بما سببته سياسة حكومتها غير الرشيدة من معاناة للمواطنين في حضرموت، بل ذهبت تتآمر عليهم، بهدف إخضاع المحافظة وجرها من جديد إلى التبعية والهيمنة، من خلال تفريخ المكونات، وإحياء رموز النظام البائد، الفسدة وإعادة تدويرهم في مفاصل السلطة المحلية، وجلب قوات يمنية، تحت مبرر حماية القصر الرئاسي". 

داعيا قبائل ونخب حضرموت ومكوناتها الاجتماعية والسياسية، إلى "التصدي لتلك المؤامرات ورفضها، ومقاومة أجندات تحويل حضرموت إلى وطن بديل للهاربين من مواجهة الحوثي، ومواصلة النضال دون كلل لتحرير الوادي من قوات المنطقة العسكرية الأولى، والتمسك بالمشروع الجنوبي الكبير، مشروع استعادة وبناء الدولة الجنوبية الفيدرالية، كونه المشروع الحقيقي القادر على تحقيق تطلعات أبناء حضرموت في استعادة حقوقهم المنهوبة والسيطرة على ثرواتهم وإدارة شؤونهم بأنفسهم".

والثلاثاء طمأن نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، اللواء الركن فرج البحسني، كلا من رئيس وهيئة رئاسة المجلس، بشأن حضرموت، وحسم زيارته لها ولقاءاته المكثفة قدرا كبيرا من التباينات الفكرية والسياسية، وتقريب وجهات النظر باتجاه توحيد الصف الجنوبي، وتغليب المصلحة العليا لقضية الجنوب العادلة.

اللواء البحسني: أمر حضرموت حُسم (تفاصيل) 

يأتي هذا بعدما دعمت السعودية اشهار ما سمي "مجلس حضرموت الوطني"، وزيارة رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي لمدينة المكلا، واعلانه مباركة المجلس وما سماه "تمكين حضرموت من ادارة شؤونها اداريا وماليا وامنيا"، ووضعه حجر اساس تشييد مقر جديد لقوات المنطقة العسكرية الاولى في المكلا.

وبدأ المؤتمر الشعبي العام جناح الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح، بالتعاون مع حزب الاصلاح ودعم من السعودية؛ الاستحواذ على محافظة حضرموت علناً، بغطاء منح المحافظة صلاحيات إدارة شؤونها اقتصادياً وأمنياً، مع الابقاء على قوات جيش الاصلاح في المنطقتين الاولى والثانية بحضرموت.

المؤتمر الشعبي يبدأ الاستحواذ على حضرموت علنا

وأثارت حفاوة الاستقبال الحافل للمجلس الانتقالي الجنوبي في مدينة المكلا ونجاحات المجلس في توحيد الصف الجنوبي، حفيظة السعودية، فلجأت إلى نشاط مضاد عبر استقطاب عدد من الشخصيات والمشايخ والمكونات المعارضة للانتقالي، ودعوتها لعقد مشاورات في الرياض، واشهار ما سمي "مجلس حضرموت الوطني".

استقبال حضرموت للانتقالي يدفع السعودية لهذا الرد

وعلق سياسيون جنوبيون على هذه الخطوة السعودية، بأن نجاحات جهود المجلس الانتقالي الجنوبي في توحيد الصف الجنوبي وتتويجها بعقد اللقاء التشاوري للمكونات الجنوبية واقرار ميثاق جنوبي، وغيرها من الوثائق الهامة "ازعج السعودية واثار قلقها من فقدان نفوذها في الجنوب وبخاصة محافظة حضرموت بوصفها حديقة خلفية لها".

يذكر أن السعودية تغير موقفها من المجلس الانتقالي الجنوبي، مؤخرا، وصعَّدت سياسيا واعلاميا ضده، بالتزامن مع رفع وتيرة دعمها تمكين رموز نظام علي عبدالله صالح من العودة إلى الواجهة في مختلف مفاصل الدولة ضمن توجه لاعادة نظام صالح إلى الحكم على حساب اخماد القضية الجنوبية.