خالد بن سلمان يصرح بالخلاف مع الانتقالي وخياراته

اليوم السابع – لندن:

صرح خالد بن سلمان، بخلفيات الخلاف بين المملكة العربية السعودية مع المجلس الانتقالي الجنوبي، والخيارات المتاحة أمامه في ظل التطورات السياسية التي تشهدها عدن ومدن الجنوب خاصة ما يتعلق بدعم السعودية تشكيل مجالس سياسية فيها.

وقال السياسي والاعلامي الجنوبي البارز المقيم في لندن، خالد بن سلمان: "حاربت السعودية في اليمن بالدم اليمني، وأستثمرت عبر بوابة اليمن في تخفيض الخطر الإيراني بالتفاهمات معه وتطبيع العلاقة من خلال قناة بكين".

مضيفاً: "الآن تعود السعودية إلى مربعها الأثير تاريخياً لديها، والأقرب لسياستها هو العلاقة مع اليمن ككتلة واحدة، وكيان إتحادي لصنعاء فيه الثقل والقيادة والقول الفصل".

وتابع: "السعودية كانت واضحة منذ البدء وفي كل بياناتها ظلت تؤكد على مرجعيات الحل الثلاث، مخرجات الحوار والمبادرة  الخليجية وقرارات مجلس الأمن، وجميعها تتوزع بين مركزية السلطة في الدولة الواحدة أو الدولة الإتحادية متعددة الأقاليم".

واستطرد متسائلا: "لا نعرف إن كانت السعودية باعت للإنتقالي الوهم، أو أن سوء فهم او خلل في رهانات الإنتقالي على عمق إقليمي لم يكن يوماً الجنوب أقرب إليه من الشمال،  وعلم جمهورية اليمن الديمقراطية أقرب من أحفاد الإمام".

مؤكداً أن "الإنتقالي الآن أمام خيارين؛ أما أن يعيد صياغة خطابه وتكييف مشروعه وفق الرؤية الخليجية للحل، وتأجيل فكرة إستعادة الدولة وإعتبارها هدفاً  إستراتيجياً لم تنضج الظروف لإنجازه بعد. أو التمسك بمشروعه والدخول في صدام مع الإقليم. والخياران كلاهما له فواتيره الباهظة".


والاربعاء كشف السياسي والاعلامي الجنوبي البارز، حقائق وأسرار العلاقة بين السعودية مع الجنوب خلال العقود الماضية، بقوله: "غضب يعم النُخب المؤيدة للإنتقالي تجاه السعودية، حد وصف سفيرها آل جابر ببريمر الحاكم الإمريكي للعراق بعد إسقاط النظام.

مضيفا في تغريدة على منصة "تويتر"": "الواقع أن السعودية لها إرث غير مشرف في اليمن، وتختزن الذاكرة الدور المخرب  لأمنه  والتدخل في شؤونه والعمل على إضعافه وسلب قراره المستقل".

وتابع: "المملكة ظلت تحكم صنعاء من السفارة السعودية، تسقط رئاسات وتعين رئاسات، تغتال زعماء وتنصب زعماء، وتعبث بإستقرار البلاد عبر أدواتها المشيخية وحتى السياسية".

موضحاً أن "الجنوب بقي خط التصدي الأول للهيمنة السعودية تاريخياً، وظلت الرياض والقصور الملكية تحت سطوة ترسانة عدن الضاربة، وضمن صراع الإرادات وموازين القوة".

مردفا: "بقي لزعامات عدن القدرة المطلقة على قول لا للسياسة السعودية ومناهضتها، ورفض تدخلها في الشأن الداخلي جنوباً، بل وحتى مقاومة تغولها شمالاً، يكفي أن ترسيم صنعاء للحدود مع الرياض بقي خط أحمر، ممنوع الإقتراب منه لممانعة سلطة عدن، وإعتبار الإقدام عليه خيانة وطنية عظمى".

وكشف عن خطأ استراتيجي وقع فيه المجلس الانتقالي، بالقول: "الحقيقة أن خطأً ما في مكان ما، حدث والإنتقالي يرسم سياساته، هذا الخطأ المميت يكمن في الإعتقاد بوحدة المصالح مع المملكة دون مساحة للتمايز، وبالتالي وضع كل الأوراق في سلة سياستها، دون أن يمنح نفسه هامشاً للمناورة والرفض، والوقوف بندية سياسية رفضاً وقبولاً لأي من الخطوات والتوجهات السعودية إزاء صراع اليمن".

مستطرداً: "هكذا تتكشف اليوم نقطة الخلل، وتعبر عن نفسها بمواقف النُخب التي تسعى لتصحيح السياسات، وإستعادة ما انفرط من سبحة القرار المستقل، برفض علني صاخب وشديد اللهجة للدور السعودي في الجنوب، من خلال تفريخه للكيانات ودعم أدوات تمزيق لُحمة الجغرافيا والسياسة، وعسكرة المجتمع بالمال السعودي، وصناعة بيئة حاضنة للصراع لا للتوافقات، ناهيك عن إنفتاحه على حوثي صنعاء، وإبرام إتفاقيات معه تخدم أمنه ومصالحه على حساب أمن ومصالح الجميع".

وخلص إلى القول: "نحن لسنا بحاجة لإستحضار بعقلية الثأر البدوي، عدائية السعودية تاريخياً لليمن، بل نحن أحوج مانكون لتصحيح المسارات بلا عواطف زائفة، والكف عن الإعتقاد بأن هناك من سيدافع عن مصالحك على حساب مصالحه".

ونصح السياسي والاعلامي الجنوبي البارز، الانتقالي قائلاً: "إن من حقك أن تستفيد من التناقضات الإقليمية لخدمة مشروعك، لا أن تسلم مشروعك كورقة مضاربة بيد صراعات الإقليم ومقايضاته، وبما يطيح بقوتك يضعف حضورك ينسف إستقلالية إرادتك، ويجعلك على هامش التوافقات والتسويات".


يأتي هذا بعد أن حسم المجلس الانتقالي الجنوبي، موقفه من المجلس التي تعتزم المملكة العربية السعودية إنشاءها في محافظات الجنوب على غرار "مجلس حضرموت".

الانتقالي يحسم موقفه من "مجالس" المحافظات

وأصدرت المملكة العربية السعودية إعلاناً استفز سياسيين جنوبيين اعتبروه "مؤامرة تستهدف تقويض هدف وحلم أبناء الجنوب في استعادة الدولة الجنوبية".

السعودية تصدر اعلانا هاما بشأن الجنوب وإدارته

ودعمت السعودية اشهار ما سمي "مجلس حضرموت الوطني"، وزيارة رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي لمدينة المكلا، واعلانه مباركة المجلس وما سماه "تمكين حضرموت من ادارة شؤونها اداريا وماليا وامنيا"، ووضعه حجر اساس تشييد مقر جديد لقوات المنطقة العسكرية الاولى في المكلا.

يذكر أن السعودية تغير موقفها من المجلس الانتقالي مؤخرا، وصعَّدت سياسيا واعلاميا ضده، بالتزامن مع رفع وتيرة دعمها تمكين رموز نظام علي عبدالله صالح من العودة إلى الواجهة في مختلف مفاصل الدولة ضمن توجه لاعادة نظام صالح إلى الحكم على حساب اخماد القضية الجنوبية.