السعودية تصدر تحذيرا غير مسبوق لابناء حضرموت وثيقة

اليوم السابع - الرياض: 

أصدرت المملكة العربية السعودية، تحذيراً مباشرا وغير مسبوق لأبناء حضرموت، قبيل زيارة رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي إلى مدينة المكلا بمحافظة حضرموت، التي وصلها مساء اليوم السبت.

جاء هذا التحذير السعودي، على قناة "الحدث" السعودية، التي حذرت أبناء حضرموت من اي مظاهر احتجاج على زيارة رشاد العليمي، واصفة ذلك بالفوضى. ردا على بيانات فعاليات حضرمية رافضة للزيارة.

ونقلت القناة السعودية التحذير منسوبا إلى اللجنة الأمنية في حضرموت، وإنها "تحذر من أي أعمال فوضى قبيل زيارة مرتقبة لرئيس مجلس القيادة الرئاسي برفقة وفد سعودي رفيع إلى المحافظة".

بالتزامن أفادت مصادر محلية متطابقة بأن مدينة المكلا تشهد غلياناً احتجاجا على زيارة العليمي، حيث أقدم مئات المواطنين على قطع الطرقات بالأحجار، ومزقوا صورا لرشاد العليمي جرى تعليقها في شوارع المدينة، ضمن ردود الافعال المنددة بالزيارة.

يأتي هذا بعد أن استبق حلف وجامع حضرموت زيارة مرتقبة لرئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، إلى مدينة المكلا في محافظة حضرموت، بتحذير تضمن اعلانه عدم ترحيبه بالزيارة واعتباره شخصاً غير مرغوب به.

حلف حضرموت يستبق زيارة العليمي المكلا بهذا التحذير

وأعلنت مكونات حضرمية في ختام لقاء تشاوري لها برعاية السعودية، إشهار "مجلس حضرموت الوطني"، ووثيقة سياسية وحقوقية حضرمية أكدت على "وحدة حضرموت وحق ابنائها في ادارة شؤونهم الاقتصادية والسياسية والامنية" ومعارضة المجلس الانتقالي الجنوبي في مسعاه لتوحيد الصف الجنوبي باتجاه استعادة الدولة.

لكن "مجلس حضرموت الوطني" المشكل من السعودية، اصطدم بموقف قبلي وشعبي وسياسي، تجاوز توقعات الرياض في تبنيها تشكيل المجلس، واشهاره الثلاثاء.

مجلس حضرموت يصطدم بهذا الموقف الشعبي

وباغت مشايخ محافظة حضرموت، السعودية باجراء حازم وحاسم، لأول مرة، عبر عن رفضهم وصاية السعودية وهيمنتها على حضرموت، ورفض مخرجات اللقاء التشاوري لمكونات حضرمية استضافته الرياض لمدة شهر.

مشايخ حضرموت يباغتون السعودية بهذا الاجراء (وثيقة)

وأثارت حفاوة الاستقبال الحافل للمجلس الانتقالي الجنوبي في مدينة المكلا ونجاحات المجلس في توحيد الصف الجنوبي، حفيظة السعودية، فلجأت إلى نشاط مضاد عبر استقطاب عدد من الشخصيات والمشايخ والمكونات المعارضة للانتقالي.

استقبال حضرموت للانتقالي يدفع السعودية لهذا الرد

وعلق سياسيون جنوبيون على استدعاء السعودية إلى الرياض الشخصيات والقوى الحضرمية المعارضة للانتقالي، بأنها "تأتي ضمن تصعيد السعودية ضد المجلس الانتقالي الجنوبي". لافتين إلى إنشائها قوات ما يسمى درع الوطن لإحلالها بدلاً عن القوات الجنوبية في محافظة حضرموت.

مشيرين إلى أن نجاحات جهود المجلس الانتقالي الجنوبي في توحيد الصف الجنوبي وتتويجها بعقد اللقاء التشاوري للمكونات الجنوبية واقرار ميثاق جنوبي، وغيرها من الوثائق الهامة "ازعج السعودية واثار قلقها من فقدان نفوذها في الجنوب وبخاصة محافظة حضرموت".

ولفتوا إلى أن "المملكة العربية السعودية تعامل محافظة حضرموت معاملة خاصة منذ عقود، "تمثلت بمنح الحضرميين تسهيلات استثنائية لدخول السعودية وفي الاقامة والتجارة والاستثمار. وكذا هويات التابعية، والجنسية ايضا".

منوهين إلى أن "السعودية ظلت تنظر إلى حضرموت بوصفها حديقة خلفية لها تخضع لنفوذها الكامل. منوهين إلى أن "الرياض لا تخفي تطلعاتها الى ضم حضرموت سعيا وراء الحصول على منفذ على البحر العربي وكذا ثروات حضرموت".

يذكر أن السعودية تغير موقفها من المجلس الانتقالي مؤخرا، وصعَّدت سياسيا واعلاميا ضده، بالتزامن مع رفع وتيرة دعمها تمكين رموز نظام علي عبدالله صالح من العودة إلى الواجهة في مختلف مفاصل الدولة ضمن توجه لاعادة نظام صالح إلى الحكم على حساب اخماد القضية الجنوبية.