توثيق مدهش لمسار الانقلاب على الوحدة (تفاصيل)
اليوم السابع - عدن:
كشف توثيق دقيق وموجز لمسار الانقلاب على اتفاق الوحدة، بين شمال اليمن والجنوب، عن محطات صادمة مثلت في كل منها خيبة أمل لأبناء الجنوب، رغم اندفاعهم الصادق لتحقيقها.
سلط الضوء على هذه المحطات مدير تحرير صحيفة "14 أكتوبر" الرسمية عبدالرحمن أنيس، الذي أكد أن شعار (الوحدة او الموت) كان شعاراً جنوبياً قبل أن يستغله الرئيس علي عبدالله صالح لقتال أبناء الجنوب.
وقال عبدالرحمن أنيس في تغريدة على منصة "تويتر": "لم يستيقظ الجنوبيون ذات صباح ليقرروا فجأة ان عليهم المناداة بفك الارتباط مع الشمال .. لم يحصل الامر فجأة هكذا نتيجة تقلب مزاجي ..".
مضيفاً في الحديث عن اندفاع الرئيس الجنوبي الاسبق علي سالم البيض وقيادة الحزب الاشتراكي الحاكم في الجنوب: "التشدد السياسي الجنوبي تجاه قضية الوحدة ناتج عن صدمة سياسية اشد صعقا من صدمات الكهرباء ..".
وتابع: "شعار (الوحدة او الموت) على كل علاته كان شعارا جنوبيا قبل ان يتشدق به عفاش ، كان البيض يردده في خطاباته وكانت صحيفة الثوري لسان حال الحزب الاشتراكي تضعه مانشيتا لصفحتها الاولى ..".
الاعلامي الجنوبي عبدالرحمن انيس، استطرد في هذا بقوله: "حمل الجنوبيون قضية الوحدة منذ الاستقلال الوطني عام 1967، قال علي عنتر ان عيد ميلاده الحقيقي هو اليوم الذي تتحقق فيه الوحدة، واوصى علي تفاريش في وصيته الصوتية التي سجلها قبل عملية اغتيال الغشمي بتحقيق الوحدة".
منوها إلى ادراج الوحدة ضمن النشيط المعتمد في الجنوب قبل 22 مايو 1990 بسنوات، وأنه: "جرى تعليم طلاب المدارس منذ طفولتهم ترديد الشعار في طابورهم الصباحي الذي ينص على المطالبة بتحقيق الوحدة اليمنية".
وأكد أن الجنوبيين "قدموا دولة تفوق في مساحتها الجغرافية مساحة الشمال وقدموا عاصمة، ووافقوا على نقل ألوية جنوبية للشمال في مناطق ذات عمق ليس فيها خطوط امداد ولا خط للهروب عند الطوارئ، وتقدموا للوحدة بصدق في وثيقة غير معقدة لا تتجاوز نصف صفحة ..".
مبيناً أولى محطات الانقلاب، بقوله: "ماذا جرى لهم بعد ذلك؟ بدأت عمليات الاغتيال للكوادر الجنوبية منذ الاشهر الاولى، كادر تلو كادر يغتاله مجهولون، بدأ شريكهم الشمالي في التنسيق مع الاحزاب السياسية لتبني حملات ضد التفاهمات التي تمت مع الاشتراكي".
وأشار إلى أنه "(وفق اعتراف الشيخ عبدالله الاحمر في مذكراته المطبوعة)، تم الغدر بالألوية الجنوبية في الشمال وابادتها، تم قصف عدن بالطائرات والسيطرة على قاعدة العند واسقاط الضالع قبل ان يكون هناك اي حديث رسمي عن فك الارتباط".
موضحا أنه "حتى بعد ان اعلن البيض فك الارتباط في 21 مايو 1994 وهو الذي واجه لمدة شهر حرب شنت عليه ظلما وهو ينادي بالوحدة، لم يسم الدولة بالجنوبية بل سماها (جمهورية اليمن الديمقراطية) وكان يتحدث باسم الشعب اليمني وليس باسم شعب الجنوب ..".
أنيس أكد أنه "كانت النتيجة المؤسفة : من قدموا دولتهم للوحدة على طبق من ذهب تحولوا الى قادة مطاردين باسم (الشرذمة الانفصالية) ، منهم من مات غرقا كصالح السييلي، ومنهم من خسر جنسيته حتى اللحظة كعلي سالم البيض، ومنهم من فقد اولاده خلال عملية الهروب كشعفل عمر، ومنهم من قتل وهو يدافع عن حلمه كصالح بن حسينون ..".
واختتم بالقول: "جرى نحر الحلم الوحدوي نحرا ، دقوا اخر مسمار في نعشه وهم يتوهمون انهم يدقونه في نعش الانفصال.. لقد جعلوا الانفصال حقيقة واقعة ، بعد ان كانت مجرد تهمة سياسية يرمون بها خصومهم. لقد احالوا الوحدة الى كابوس بعد ان كانت حلما جميلا".
يذكر أن نظام الرئيس الاسبق علي عبدالله صالح وعلي محسن الاحمر والشيخ عبدالله الاحمر وحزبي المؤتمر الشعبي العام والاصلاح (اخوان اليمن) تأمروا على الحزب الاشتراكي وقيادات الجنوب عقب الوحدة، وصولا الى تفجير حرب اجتياح الجنوب في 7 يوليو 1994م وتقاسم ثرواته غنائم بين قيادات عصابة 7/7.لم يستيقظ الجنوبيون ذات صباح ليقرروا فجأة ان عليهم المناداة بفك الارتباط مع الشمال ..
— عبدالرحمن أنيس (@abdulrahmananis) May 28, 2023
لم يحصل الامر فجأة هكذا نتيجة تقلب مزاجي ..
التشدد السياسي الجنوبي تجاه قضية الوحدة ناتج عن صدمة سياسية اشد صعقا من صدمات الكهرباء ..
شعار (الوحدة او الموت) على كل علاته كان شعارا جنوبيا قبل ان… pic.twitter.com/XqA1EAlTmp