تقرير أممي يكشف كيف استخدم عفاش تنظيم القاعدة الإرهابي لتخريب اليمن صادم

اليوم السابع - متابعات

 

كشف تقرير سابق لبعثة خبراء من الأمم المتحدة عن علاقة الرئيس الاسبق علي صالح عفاش، بجماعات إرهابية كان يستخدمها كأذرع داعمة له من أجل تخريب اليمن والعبث بأمنه وتقويض استقراره وتعطيل أي بادرة بناءة لإرساء قواعد السلم في البلاد.

 

وأكد تقرير لجنة الخبراء في الأمم المتحدة تواطؤ صالح وأفراد عائلته والصلات الوثيقة التي تربطه مع تنظيم القاعدة الإرهابي وزعمائه في اليمن. حيث أشار التقرير، إلى أن وزير دفاع عفاش آنذاك محمد ناصر أحمد، عقد لقاءات عدة جمعت صالح بسامي ديان زعيم تنظيم القاعدة لوقف العمليات العسكرية ضد التنظيم في أبين.

 

وذكر التقرير أن أوامر عسكرية صدرت في مايو 2011 من يحيى صالح، وهو ابن شقيق صالح والمسؤول عن وحدة مكافحة الإرهاب في أبين، بانسحاب القوات العسكرية نحو العاصمة صنعاء، مما سهل لتنظيم القاعدة شن هجوم على المحافظة والسيطرة عليها حتى منتصف عام 2012.

 

وأفادت بعض الروايات عن زعماء في تنظيمات متشددة أن صالح كان يشرف على تلقين السجناء من تنظيم القاعدة في اليمن الأقوال والشهادات التي يتعين عليهم الإدلاء بها أمام المحققين الأميركيين الذين يتناوبون على التحقيق معهم، حسبما أوردت وسائل إعلام محلية يمنية.

 

وبحسب التقرير، حاول عفاش الزج بكل الأوراق سواء على صعيد العمل العسكري أم السياسي في إرباك وتعقيد المشهد اليمني من خلال مناصريه في حزب المؤتمر الشعبي العام. ففي نوفمبر 2014 اتهمت لجنة العقوبات التابعة لمجلس الأمن عفاش بأنه منخرط في أفعال تقوض السلام أو الأمن أو الاستقرار في اليمن وتعطل أي مبادرة سياسية في اليمن.

 

وبحسب تقرير لجنة خبراء الأمم المتحدة الصادر في سبتمبر 2014، فإن المخلوع علي عفاش كان يدعم الأعمال التخريبية وأعمال العنف من خلال تقديم الدعم المالي والسياسي وعبر قنوات مختلفة. كما أشار التقرير إلى أن عفاش استخدم عملاء له في تنظيم القاعدة من أجل تنفيذ عمليات التصفية الجسدية واستهداف المرافق العامة والعسكرية لإضعاف سلطة الرئيس عبدربه هادي الذي خلفه في حكم البلاد عقب اندلاع ثورة 11 فبراير من العام 2011 .

 

وككل الأنظمة الشمولية الدكتاتورية، حاول صالح وزمرته خلق مشهد مربك وحالة من السخط والتذمر داخل شرائح المجتمع اليمني وأطيافه السياسية وترسيخ فكرة "اللابديل" عن سلطته لدى أذهان العامة حيث كانت قادرة، بنهج سياسة التواطؤ، على الادعاء بلجم "البعابع" الإرهابية من تنظيم القاعدة، واتضح لاحقا ان كل ذلك كان مجرد كذب وخداعا وزيفا باطلا.

 

وفي وقت سابق رفعت الولايات المتحدة السرية عن وثائق جديدة خاصة بزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن تعود إلى فترة ما قبل مقتله بأشهر، وتكشف عن خفايا علاقة متينة جمعته بالرئيس الأسبق علي صالح عفاش، ودفاعه عن نظام عفاش إثر اندلاع ثورة الشباب السلمية "11 فبراير"، التي أطاحت بنظامه العائلي.

 

وأظهرت إحدى الوثائق التي أتاحتها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) مؤخراً، بعد أعوام من حصولها عليها عقب مقتل أسامة بن لادن بعملية خاصة أمريكية في باكستان مايو 2011م، ارتباط "بن لادن" بعلاقة مباشرة ووثيقة مع الرئيس الأسبق علي عفاش، امتدت حتى بداية العام 2011م.

 

يشار إلى أن مراكز دراسات غربية واقليمية، اتفقت ابحاثها ذات العلاقة، في التوقف عند توقيت غالبية هجمات تنظيم القاعدة في اليمن، وتزامنها مع اهداف انية لنظام عفاش، كأن تستبق صدور قوانين أو اجراءات امنية قمعية او انتخابات او حدوث عجز كبير في الموازنة وتبريره باستهداف المنشآت النفطية، أو عقد مؤتمرات مانحين أو زيارات خارجية له لطلب المساعدات، بينما تغيب كليا في احداث يرعاها النظام، بينها بطولة "خليجي 20" في عدن وابين.

خالد فارس