لماذا لم يتحرك مشائخ طوق صنعاء للقتال مع صالح وما دور التحالف في تحديد ساعة الصفر هذا ما حدث في الثاني من ديسمبر

اليوم السابع - متابعات خاصة 

 

 

بالعودة إلى بداية تلك الأحداث الدامية والمعارك التي وصفت بالاعنف التي وقعت وسط العاصمة صنعاء، فقد أطل الرئيس صالح في ذاك التاريخ معلناً فض شراكته مع جماعة الحوثي، والتأكيد على التعاون مع قيادة دول التحالف الذي قدم دعماً بالطيران وبالأسلحة لصالح وأنصاره قبل أن يتمكن الحوثيون من السيطرة على ما اسموه حركة "الانقلاب" التي قادها صالح خلال فترة وجيزة.

 

اعلان الحـرب على الحوثيين

 

وعلى لسان أحد مشائخ طوق صنعاء فضل عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية، قال كانت البداية عندما أصدر الزعيم - يقصد الرئيس صالح - توجيهات إلى القادة العسكريين الموالين له وعبر عناصره المسلحة بقطع خطوط الامدادات اللوجستية الى الجبهات التي كانت تزود بالطعام ومختلف الاحتياجات لمقاتلي الجماعة في مختلف جبهات القتال خاصة تلك الجبهات في المحافظات المجاورة لصنعاء، ما فسرته الجماعة بقرار إعلان الحرب عليها وفك ارتباط للشراكة التي كانت قائمة بينهما، وتأكدها بما لا يدع مجال للشك أن هذا القرار له علاقة ومرتبط بشكل مباشر بأبوظبي والرياض.

 

وبحسب مصادر مطلعة، فقد تعامل الحوثيون مع هذه الخطوة بحزم وأعتبروها خيانة واضحة بعد أن حاولوا ترك مجال للوسطاء الذين عبروا عن موقفهم الرافض لتلك الخطوة والتي تؤكد حقيقة المخطط، وهو ما أكده أحد المشائح من طوق صنعاء. 

 

وذكر أيضاً، بعد تواتر الأنباء حول قيام عناصر مسلحة تابعة لـ " صالح" بقطع خطوط الامدادات في جميع منافذ صنعاء، كان قرار عدد من المشائخ المؤثرين أن يتأكدوا من حقيقة قطع خطوط الإمداد، بالانتقال بأنفسهم الى مناطق خارج صنعاء، وعندما تأكدوا من قطع الإمدادات عن الجبهات، أعلنوا وقوفهم في صف الحوثيون، معتبرين أن الرئيس "صالح" يعمل بهكذا تصرف ضد أبناء الشعب وفي صف من أسموه بالعدوان. "حسب كلامهم"

 

وحسب مراقبون، أن الرئيس "صالح" بعد هذا الحدث الذي وصفوه بالخطير جداً، قد خسر قبائل الطوق، والامر الذي كشف حقيقة مخططه وإرتباطه بالسعودية والإمارات إضافة الى خطابه صبيحة الثاني من ديسمبر.

 

وكان الحوثيون قد نشروا في وقت سابق نسخة إلكترونية قالوا إنها تتضمن وثائق تؤكد مراسلات سابقه لاحداث ديسمبر بين الرئيس السابق علي صالح، مع التحالف - غير المعلنة - ، وتنسيقه مع الإمارات، وكل تفاصيل الاشتباكات بينها ومسلحي صالح في 2 ديسمبر 2017م بالعاصمة صنعاء، والتي انتهت بمصرعه برفقة عارف الزوكا أمين عام حزب المؤتمر الشعبي.

 

 

وبالعودة الى أسباب إختيار هذا الموعد فقد أكد مصدر سياسي موثوق أن صالح لم يحدد الموعد ولا نجل شقيقه الذي قاد المواجهات وقتها بل إن الذي حدد الموعد هو محمد بن زايد حيث يصادف تاريخ 2 ديسمبر اليوم الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة.

 

وبحسب مصادر سياسية مطلعة، فإن مسؤول إماراتي كبير قبل هذا الموعد بأيام أكد أن هناك حدثاً مهماً سيغير وجه المنطقة، وأن هذا الحدث سيأتي بعد الإنتكاسة السعودية الإماراتية في لبنان وذلك بإحتجاز رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري في الرياض وفي تلك المعركة السياسية والإعلامية خرج زعيم حزب الله اللبناني "حسن نصر الله" منتصراً، الأمر الذي أثار غضب القيادة الإماراتية فراحت نحو تكثيف الضغوط على صالح الذي كان يتهرب ويحاول التأجيل تحت عدة مبررات فيما كانت الموافقة من نجل شقيقه طارق صالح الذي أصبح مرتبطاً بالإماراتيين منذ عدة أشهر قبل أحداث ديسمبر.

 

وأشارت المصادر، إلى أن العميد طارق صالح رفض الوساطات مع الحوثيين بعد أن تلقى توجيهات إماراتية بتنفيذ المخطط في الـ 2 ديسمبر، وقيامه بممارسة ضغوط كبيرة على عمه من اجل الخروج على الناس بخطاب يبث عبر التلفزيون.

 

وقالت المصادر إن قيادات بالمؤتمر الشعبي العام حاولت نصح صالح وثنيه عن تسجيل الخطاب إلا ان طارق أدعى أن مختلف المناطق سقطت بالفعل تحت سيطرة أنصاره وأن من أسماهم بالحوثيين يهربون نحو صعده شمال صنعاء المعقل الرئيسي للجماعة.

 

وفي السياق كان قد أوضح العقيد عبدالملك الابيض، المنشق عن طارق، وهو قائد العمليات الحربية المتقدمة ضمن قوات الساحل الغربي، في لقاء سابق مع قناة اللحظة: أن "من اعتدى على الزعيم - الرئيس صالح - هو ضابط من خبرة طارق رتبته رائد، من الجحشي في سنحان وقد قال حينها "صالح" أنا في وجيهكم". متحفظا على ذكر اسم الضابط التابع لطارق... منوها بأنه "لا تربطه أي علاقه مباشرة مع الزعيم "لكنه كان يعرفني عن بعد وأطلق علي اسم (البايز) بمعنى المشاغب".

 

واستطاع العقيد عبدالملك الابيض، الانسحاب سرا من الساحل الغربي عقب احتجاجه على "تجبر وتكبر طارق وعمار عفاش، واعتراضه على ارتباطهما بشكل كلي لأجندة الإمارات الساعية لتمزيق اليمن واحتلال سواحله وموانئه". حسب ما اعلن في مؤتمر صحافي بصنعاء نظمه له الحوثيون، الذين احتفوا به وأمدهم بمعلومات عسكرية قيمة، قبل ان يتوفى متأثرا بوباء كورونا.

 

في السياق، كان بيان أصدرته قيادة المؤتمر الشعبي بصنعاء يوم مقتل صالح، أكد أنه قتل في قرية الجحشي وهو في طريقة الى سنحان، وافصحت قيادات مؤتمرية حينها أن طارق هو من اجبر عمه على الهروب إلى سنحان بزعم ان الخناق اشتد ولا سبيل سوى التحرك لسنحان وقيادة المعركة من حصن عفاش، وأوهمه ان قبائل سنحان وخولان والحدأ قد احتشدت لذلك، وتركه وفر".

 

وجدد الرابع من ديسمبر، فاجعة كثيرين بمقتل زعيمهم، عقب يومين فقط على دعوته عبر قناته "اليمن اليوم" إلى انتفاضة ضد الحوثيين، اثر انفضاض شراكته معهم في الانقلاب على الشرعية (الرئيس هادي والحكومة)، آن ذاك جراء اختلافه معهم على تقاسم السلطة والثروة، بموجب اشهار التحالف بينهما باتفاق خطي على تقاسم السلطة.

 

انتهت مسيرة "الراقص على رؤوس الثعابين” كما كان يلقب صالح، بمصرعه في الرابع من ديسمبر 2017، عقب ثلاثة أيام من الاشتباكات العنيفة بين قواته من منتسبي الحرس الجمهوري والحرس الخاص له ابان توليه رئاسة البلاد، والحوثيين، في حي الثنية، جنوبي العاصمة صنعاء، حيث يقع قصره الذي لم يحصنه من القتل".

 

وبلغ عدد القتلى في المواجهات التي استمرت بين مساء 2 ديسمبر وظهيرة 4 ديسمير 2017 (أي قرابة 48 ساعة من القتال) في مربع صغير يشمل "مركز الكميم، شارع صخر، شارع بغداد" جنوبي العاصمة صنعاء، رفع الصليب الأحمر 284 جثة، من الجانبين حسب بيانات بعثة اللجنة الدولية للصليب الاحمر في صنعاء.

باسم رامي