سيناريو جديد للتحالف العربي وهذا ما سيحدث خلال الأيام القادمة في اليمن

اليوم السابع - خاص:

أجرت صحيفة عكاظ السعودية سلسلة حوارات مع عدد من الشخصيات السياسية والعسكرية في حكومة هادي وحزب المؤتمر والمجلس الانتقالي الجنوبي، وركزّت في حواراتها على إبراز العميد طارق محمد صالح قائد "ألوية حراس الجمهورية"، الأمر الذي أثار استغراب العديد من المراقبين.

وخلال أقل من شهر، أجرت "عكاظ" السعودية ثلاثة حوارات، الأول مع العميد طارق صالح، والثاني مع رئيس الانتقالي الجنوبي، وآخرها مع نائب رئيس الجمهورية علي محسن الأحمر.

وفي حين لم يرد اسم الأحمر والزبيدي خلال حوارها مع طارق صالح لاستفساره عن علاقته ورأيه بهما، فقد ركّزت الصحيفة في حواريها الأخيرين مع محسن والزبيدي على سؤالهما عن طبيعة علاقتهما مع طارق ورأيهما فيه، في خطوة اعتبرها محللين سياسيين على أنها تأتي في إطار "حملة تلميع تمهيدية لتعبيد الطريق أمام مخطط بدأت السعودية بتنفيذه لتسليم طارق صالح زمام الأمور في البلاد عسكريا وسياسيا".

وأشار المحللين إلى أن أسلوب محسن والزبيدي عند حديثهما عن طارق، كان بمثابة "تودد يسعى إلى كسب رضا طارق صالح وثقته، مقدمين نفسيهما بمستوى أصغر بكثير من مستواه السياسي والعسكري"، حسب وصفهم. لافتين إلى أن ذلك قد يكون "ناتج عن ضغوط سعودية تمارس ضدهما خدمة للمخطط الذي يتطلب زيادة شعبية طارق على حساب باقي الشخصيات".

كما عمدت الصحيفة السعودية، وفق مراقبين على "إبراز طارق صالح كشخصية متزنة وذات شعبية واسعة وأنجح قائد عسكري وسياسي مقارنة بباقي الشخصيات السياسية والقيادات العسكرية"، حسب تعبيرهم.

وكان المستشار السياسي السابق المستشار الإعلامي للسفارة اليمنية في الرياض سابقا، والناشط السياسي والإعلامي البارز، أنيس منصور، الموالي لحزب الاصلاح، كشف عن ما وصفه بـ"مخطط"، تقوده السعودية والإمارات، يهدف لإسقاط نظام عبدربه منصور هادي، وإعادة نظام الرئيس السابق على عبدالله صالح إلى الواجهة عبر تسليم طارق صالح زمام الأمور سياسيا وعسكريا في اليمن.

وحسب معلومات قال إنه حصل عليها، بيّن منصور، في سلسلة تغريدات على حسابه بتويتر، الإثنين الماضي، أن المخطط يتجه نحو تنفيذ انقلاب ضد سلطة الحوثيين بصنعاء يقوده طارق صالح عبر حزب المؤتمر جناح صنعاء وبقايا قوات الحرس الجمهوري باسم القضاء على الحوثيين، وتنفيذ انقلاب واسع لإسقاط "الشرعية" في المحافظات والواقعة تحت سلطة حكومة هادي لصالح طارق صالح والمجلس الانتقالي الجنوبي "باعتبارهم الشرعية الحقيقية"، لافتاً إلى أن خطاب طارق صالح الأخير عزز هذا التوجه، إذ "راهن فيه على قواعد المؤتمر الشعبي بالداخل وبقايا الحرس الجمهوري، خصوصا ًبالعاصمة صنعاء وتحشيدهم في مواجهة مع الحوثيين، والانقضاض على مؤسسات الدولة، وهي خطة وفق استراتيجية استمرار ثورة ديسمبر 2017م التي دعا لها الزعيم صالح رحمه الله"، حسب قوله.

في المقابل يرى أنصار العميد طارق صالح وأنصار المؤتمر أنه حان الوقت لاستعادة توهج المؤتمر بعد سنوات من التغييب، خصوصا مع وجود توجه دولي وإرادة حقيقية من التحالف العربي -وفقا لما يراه مراقبون مؤيدون لطارق صالح-، أكدوا أن فساد الشرعية جعل من التحالف يبحث عن البديل لقيادة البلاد بعد سبع سنوات حرب، لم تجن سوى الهزائم.

حيث دعا رئيس مركز الدراسات السياسية والقيادي في المؤتمر الشعبي العام الدكتور خالد الشميري، عبر تغريدات على حسابه بتويتر، التحالف لتسليم راية الشرعية لطارق صالح كبديل للإخوان، مشيرا إلى ان "التحالف يستطيع إعلان حرب على الاخوان دون أن يمس شرعية هادي والقوات المسلحة الجنوبية وقوات المقاومة الوطنية بالساحل الغربي قادرتان على تنفيذ المهمة والقضاء على انقلاب الاخوان والحوثي".

وأكد الدكتور الشميري أن "هذا ليس تحليل أو اقتراح بل هذا هو السيناريو الذي سيحدث في الأيام القادمة وما سيعتمده التحالف".

وقال إن "سيطرة الإخوان على جيش الشرعية هو انقلاب آخر شبيه بانقلاب مليشيا الحوثي في صنعاء لكن مع فارق بسيط أن انقلاب الإخوان متستر بشرعية هادي ومازال يستخدمها لتمرير أجندات تركيا وقطر المواليتان لإيران، وانسحابات قوات الجيش الوطني الغير مبررة من خطوط التماس مع مليشيا الحوثي دليل ذلك".

ويبدو من كل هذه التباينات أن اليمن مقبلة على سيناريو جديد، قد تظهر خلاله قوى جديدة مدعومة دوليا وإقليميا، فيما يتخوف الكثير من المراقبين والمهتمين من أثر ذلك التوجه الدولي على وحدة وسلامة الأراضي اليمنية المهددة بالتشظي والتمزق.. وفقا لسيناريو "الأقلمة" ولكن بطابع وصبغة جديدة.