أمريكا تزود السعودية بسلاح متطور

اليوم السابع – واشنطن:

زودت الولايات المتحدة الأمريكية، المملكة العربية السعودية، بسلاح حديث ومتطور ضمن صفقة عسكرية تسبق زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى واشنطن.

كشفت هذا وكالة الأنباء البريطانية "رويترز" التي أكدت موافقة وزارة الحرب الأمريكية "البنتاغون" على طلب سعودي لشراء سربين من مقاتلات "إف 35".

ونقلت "رويترز" عن مصدرين مطلعين، إن "إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تدرس طلبا سعوديا لشراء ما يصل إلى 48 طائرة مقاتلة من طراز (إف 35)".

وأضافا أن "الصفقة المحتملة بمليارات الدولارات تخطت عقبة رئيسية في البنتاغون قبل زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان".

واعتبرت الوكالة البريطانية أن "من شأن هذه الصفقة أن تشكل تحولا كبيرا في السياسة، مما قد يؤدي إلى تغيير التوازن العسكري في الشرق الأوسط واختبار تعريف واشنطن للحفاظ على التفوق العسكري النوعي لإسرائيل".

مشيرة إلى "توجيه المملكة العربية السعودية نداء مباشرا في وقت سابق من هذا العام إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وكانت مهتمة منذ فترة طويلة بصفقة لوكهيد مارتن، وفقا لأحد المصادر ومسؤول أمريكي".

وأفاد المسؤول الأمريكي والشخص المطلع على المحادثات لـ"رويترز"، بأن "البنتاغون يدرس حاليا إمكانية بيع 48 طائرة متطورة، ولم يعلن عن حجم الطلب أو حالته من قبل".

وأكدا أنه "لم يتم اتخاذ قرار نهائي بعد وهناك حاجة إلى عدة خطوات أخرى قبل الموافقة النهائية، بما في ذلك المزيد من الموافقات على مستوى مجلس الوزراء، وتوقيع ترامب وإخطار الكونغرس".

وتحدث مسؤول أمريكي شريطة عدم الكشف عن هويته، "عمل قسم السياسات في البنتاغون على الصفقة المحتملة لأشهر وقد وصلت القضية الآن إلى مستوى وزير الدفاع".

وحسب "رويترز" لم يستجب البنتاغون والبيت الأبيض ووزارة الخارجية لطلبات التعليق فورا. فيما صرح متحدث باسم شركة "لوكهيد مارتن"، للوكالة بأن "المبيعات العسكرية هي معاملات بين الحكومات وأن واشنطن هي الجهة الأمثل لمعالجة هذه المسألة".

ووفقاً للوكالة البريطانية "تُقيّم واشنطن مبيعات الأسلحة إلى الشرق الأوسط بطريقة تضمن لإسرائيل الحفاظ على تفوق عسكري نوعي، وهذا يعني حصول تل أبيب على أسلحة أمريكية أكثر تطورا من الدول العربية في المنطقة".

وتعتبر طائرة "إف 35" المصممة بتقنية التخفي التي تمكنها من التهرب من رادارات العدو، أكثر الطائرات المقاتلة تطورا في العالم.

وقد شغلت إسرائيل هذه الطائرة لما يقرب من عقد من الزمان، حيث بنت أسرابا متعددة، ولا تزال الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تمتلك نظام الأسلحة هذا.

وسعت المملكة العربية السعودية أكبر مشتر للأسلحة الأمريكية، إلى الحصول على هذه المقاتلة لسنوات، سعيا منها لتحديث سلاحها الجوي ومواجهة التهديدات الإقليمية.

ويأتي سعي المملكة المتجدد للحصول على ما يشكل سربين، في الوقت الذي أبدت فيه إدارة ترامب انفتاحها على تعميق التعاون الدفاعي مع الرياض.

ويشغل سلاح الجو السعودي مزيجا من الطائرات المقاتلة بما في ذلك طائرات بوينغ (BA.N)، وطائرات إف-15، وتورنادو الأوروبية، وتايفون.

وتداخلت قضية "إف 35" مع جهود دبلوماسية أوسع نطاقا، فقد سبق لإدارة بايدن أن بحثت تزويد السعودية بطائرات "إف 35" كجزء من صفقة شاملة كانت ستشمل تطبيع الرياض للعلاقات مع إسرائيل، إلا أن هذه الجهود تعثرت في النهاية.

وجعل ترامب مبيعات الأسلحة إلى السعودية أولوية منذ عودته إلى منصبه، ففي شهر مايو وافقت الولايات المتحدة على بيع المملكة صفقة أسلحة بقيمة تقارب 142 مليار دولار، والتي وصفها البيت الأبيض بأنها "أكبر اتفاقية تعاون دفاعي" أبرمتها واشنطن على الإطلاق.

وتأتي هذه الصفقة المحتملة في الوقت الذي تسعى فيه السعودية إلى خطط تحديث اقتصادي وعسكري طموحة، في إطار رؤية 2030 التي أطلقها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، علما أن الرياض سعت إلى تنويع شراكاتها الدفاعية في السنوات الأخيرة مع الحفاظ على علاقتها الأمنية الممتدة لعقود مع واشنطن. حسب "رويترز".