تغيير يلوح في الأفق الرياض تنفذ وصايتها في اليمن بالتخلص من الشرعية


اليوم السابع-خاص

تسبب مقطع مسرب للسفير السعودي في اليمن محمد آل جابر بضجة إعلامية واسعة، وهو يتحدث عن التخلص من قوات هادي وحزب الإصلاح، وتمكين خصومهم في قوات طارق صالح المتمركزة في الساحل الغربي، والتي تأسست بتمويل إماراتي عقب أحداث ديسمبر 2017.

تصريحات آل جابر لم تكشف جديداً بالنسبة لخصوم السعودية في اليمن، فهم يدركون أن الرئيس اليمني الأسبق علي عبدالله صالح وصل إلى سدة الحكم في يوليو 1978 بترتيب السفير السعودي في صنعاء في حينها "مساعد بن أحمد السديري" الذي أشرف بنفسه -إلى جانب الملحق العسكري في السفارة العميد "صالح الهديان" -على إعدام الرئيس إبراهيم الحمدي وشقيقه قبلها بأقل من عام.

وأمضى صالح سنوات حكمه الـ 33 خادماً أميناً للمصالح السعودية في بلاده، وتنازل لها عن أكثر من ثلاثين ألف كم مربع من الأراضي الصحراوية الغنية بالنفط والغاز، كما فرض الرؤية السعودية على كامل مؤسسات الدولة.

إلا أن ذلك لم يحل دون تخلي الرياض عن صالح في يوم من الأيام لصالح طرف آخر، فقد غدرت به الرياض في 2011 لصالح حليفها الآخر في اليمن، والمتمثل في التيار الإخوان.
ولم يأل الأخير جهداً في تقديم المزيد التنازلات السيادية بلغت حد تجزئة البلاد إرضاءً للهيمنة السعودية، ولإثبات أنه البديل الأمثل للنظام صالح، أملاً منه في البقاء لأطول فترة ممكنة في السلطة.
وباستعراض سنوات العقد الأخير، سنجد أن الإصلاح فرط بما هو أكثر من السيادة لصالح الرياض، حيث بادرت قيادته وقواعده إلى تأييد حربها العسكرية على شعبهم، وقدموا عشرات الالاف من القتلى والجرحى لنصرة "عاصفة الحزم" على مدى ست سنوات وأكثر، وكان لذلك أثره الكبيرة في إضعاف قوة الحزب الجماهيرية لدى الكثير من أنصاره.
إلا أن المعايير السعودية تناست كل تلك التضحيات ورمت بها عرض الحائط، وعادت إلى حليفها القديم على أمل أن تستعيد به وصايتها السابقة على اليمن، لكن قبلها على الأخير إثبات حسن نيته بالتخلص من قوات هادي والإصلاح، أما عسكرياً أو بالتصالح واستيعاب ما تبقى منه ضمن تشكيلاته الجديدة.
نشطاء الإصلاح أطلقوا خلال الأسابيع الماضية حملات واسعة تحذر من خطورة المؤامرة الكبرى على حزبهم، وذكروا بحقد نظام صالح القديم عليهم في حال مكنوه من رقابهم مجدداً، خاصة أنهم المتهمون الأوائل في الإطاحة بذلك النظام إبان ثورات الربيع العربي عام 2011.
الحديث عن تصالح بين الطرفين – الإصلاح وقوات طارق- ليس إلا طوق نجاة يبحث عنه البعض من الإخوان حفاظاً على مصالحهم الخاصة ولو على حساب الحزب، وقريبا سيعلنون ندمهم عن مشاركتهم في ثورة 11 فبراير، وسيكون الضحية هم صغار الثوار وتيار الشباب من حزب الإصلاح، وقد يتم التخلص منهم في معارك جانبية مع حراس الجمهورية أو قوات صنعاء، بعد أن نجحت قيادتهم العليا في تأمين مصالحها خارج البلاد.