مع انهيار الإصلاح.. السعودية تلجأ لحليفها القديم في اليمن
اليوم السابع-متابعات
على ايقاع استنزاف الإصلاح بمأرب، تشهد العاصمة الاماراتية، ابوظبي، ونظيرتها السعودية، الرياض، حراك لإنشاء تكتل جديد بدأت ملامحه تتشكل على الارض، فهل يكون التكتل الجديد ذو الوجه الاماراتي بديلا لـ"الشرعية" أم يعكس قلق من مرحلة ما بعد سيطرة قوات صنعاء على مأرب؟
الاصلاح يعيش غمراته الأخيرة ، وفقا لحسابات المعركة في مأرب وتصريحات التحالف، فقواته التي كان يتحصن فيها بمأرب اوشكت على النفاد في ظل الانهيارات المتسارعة في مأرب وشبوة ، وتحالفاته القبلية والعسكرية تدنوا على التفكك في ظل الاتهامات المتبادلة بين ذراع محسن و"الاخوان" والتي قد تكون الاغتيالات الاخيرة في صفوف الاخوان وابرزها استهدف ضياء الحق الاهدل احد نتائجها، ولم يتبقى للحزب من قواعده سوى تلك التي تبقيها الرياض في فنادقها كنوع من الاقامة الجبرية لتحريكها متى شاءت ..
السعودية التي كانت تعتمد على الاصلاح كذراعها الطولى في اليمن، لم تعد تعول عليه وهذا لا يثبته فقط تصريحات السفير السعودي لدى اليمن محمد ال جابر، والمسؤول الاول عن ملف اليمن، والذي ظهر في مقطع فيديو يجاهر فيه ببدء بلاده اعادة تأهيل جناح صالح في المؤتمر، ابرز خصوم الاصلاح، لقيادة المرحلة المقبلة، كما يقول، بل يشمل ايضا المجلس الانتقالي الذي تتحدث التقارير عن اجراء السعودية حوار مع رئيسه بعيدا عن "الشرعية" لاتي كان يفترض ان يكون جزء منها وفقا لما تضمنه اتفاق الرياض الذي صاغته السعودية بالتعاون على الإمارات، وقد اعلن رئيسه عيدروس الزبيدي من على صدر الصفحة الاولى لصحيفة عكاظ الرسمية السعودية ولائه المطلق للرياض واسرائيل وكشف عن ترتيبات لحلف مع العميد طارق صالح المدعوم من الامارات في الساحل الغربي لليمن وابرز خصوم الاصلاح هناك..
وبغض النظر عن الحراك الدبلوماسي والسياسي والذي قد يتجاوز العواصم الخليجية نظرا للحراك البريطاني في مجلس الأمن لإلغاء القرار 2216 الذي يتضمن عقوبات على نجل الرئيس السابق صالح، المقيم في ابوظبي، ضمن ترتيبات لإعادته إلى المشهد، ثمة على الارض تحركات تنبئ بأن الهدف الاول لهذا الحراك هو الاصلاح أو بالأحرى الجناح المعارض لسياسة التحالف من ذوي التوجه المصلحي والذي يقدس مكاسبه فوق كل الاهداف الاخرى، وقد ظهر هذا في تعز خلال الايام الماضية حيث نجحت السعودية من تفكيك منظومة الاصلاح في اهم معاقله بعد اجبار تياره الموالي لها للتقارب مع طارق صالح ما اثار حفيظة التيارات الاخرى الموالية لقطر وقد يقود المدينة إلى ساحة صراع جديدة نظرا لمخاوف تلك التيارات من خسارة تمويلات بملايين الدولارات شهريا نظير الحفاظ على المصالح القطرية التواقة للحصول على موطئ قدم في باب المندب، الممر الدولي الاهم .. السيناريو ذاته يتكرر في شبوة، وهي من المعاقل الهامة والموارد الاساسية بالنسبة للإصلاح وتحديدا تياره "الانتهازي" وقد اشعل سقوط بيحان وعسيلان فتيل صراع بين تيارات الحزب برزت بالاتهامات المتبادلة بين قيادات "الاخوان" – التيار القبلي- وعلي محسن قائد التيار العسكري ولم تتوقف عن تصريحات الكليبي التي اتهم فيها "الاخوان" بالخيانة او حتى الحسن ابكر قائد فصائل الاصلاح بالجوف والتي اتهم فيها محسن بالجشع بل امتدت لانشقاقات في صفوف تلك الاطراف ما ينذر بانهيار ما تبقى من سلطات له في الهضبة النفطية ..
في الوقت الذي يكتفي فيه الاصلاح على صراعاته وعناده في مأرب، تدور خلف الكواليس طبخة للانقضاض عليه في إطار ترتيبات التحالف لإضعاف كافة القوى اليمنية وابقائه اسيرة اطماعه ، وهذه الطبخة بدأت نتائجها تظهر علنا مع حديث الزبيدي في تصريحه لعكاظ عن تحالف قريب وواسع مع العميد طارق صالح ، وابرز خصوم الاصلاح وهذا التحالف لن يقتصر فقط على الامارات بين قطبيها جنوبا وشمالا بل بمباركة سعودية هذه المرة وهو ما يعني فعليا انتهاء حقبة "الاخوان".