الإصلاح ومعركته الأخيرة في محافظة تعز .. ضبابية الموقف ودور التحالف المجهول..!!
اليوم السابع-خاص
شهدت مدينة تعز -صباح السبت- عملية اغتيال جديدة، طالت قيادياً في حزب الإصلاح (ضياء الحق الأهدل)، كان يشغل إدارة ملف الأسرى الخاص بالحزب، في تصعيد آخر في المدينة الخاضعة لسيطرة الشرعية التابعة لحزب الاصلاح (اخوان اليمن) منذ سنوات. رغم أن الحادثة ليست الأولى من نوعها، فتعز تحولت إلى ساحة إعدام على يد الجماعات المسلحة الموالية للإصلاح، إلا أنها تأتي هذه المرة في ظل توقيت حرج واحتقان مشدود بين الحزب من جهة، وحلفاء الإمارات من جهة أخرى. فالمراقب للوضع في الساحة اليمنية يدرك أن التحالف بقيادة السعودية يقوم بتصفية جماعية لقيادات وكوادر حزب الإصلاح في جبهات متعددة، ولن تكون تعز بعيدة عن الوضع في مأرب وشبوة. حيث تتطلع أبو ظبي إلى انتزاع المدينة من سيطرة الإخوان، وتمكين حلفائها في قوات طارق صالح للسيطرة على المحافظة، بهدف إنشاء منطقة عازلة بين الشمال والجنوب، لتبقي الطرفين في صراع دائم يؤمن مصالحها في السواحل اليمنية، لأطول فترة ممكنة، على غرار ما كانت تفعل القوات البريطانية إبان احتلاله لعدن والمحافظات الجنوبية. فللمرة الأولى منذ العام 2015 يخرج نشطاء موالون لنظام صالح في العلن، ويهاجمون الإصلاح في وضح النهار، وينظمون فعاليات داخل المدينة من شأنها أن تضعف قبضة الإصلاح العسكرية على تعز، ما قد يمهد لتدخل عسكري وشيك خلال فترة لاحقة. التوقيت ليس صدفة، فالمراقب للوضع في تعز يدرك أن الإصلاح قد استنزف كل طاقاته في حرب طويلة الأمد مع قوات الحوثيين (أنصار الله) حيث حولته الرياض وأبو ظبي إلى وقود لمعركتهما في اليمن مستغلتين التأييد المبكر لعاصفة الحزم من قبل الحزب. فيما احتفظ خصومه في المحافظة بقوتهم ولم ينخرطوا في القتال، ما يعطيهم اليوم عصا السبق في حسم أي معركة مستقبلية، خاصة وأن حلفاء الإصلاح قد انقلبوا عليه وبدأوا بتصفيته على أكثر جبهة، سيما في مأرب وشبوة، وقبلهما في البيضاء. وفي حال خسر الإصلاح معركته في تعز، فإن تلك الهزيمة ستشكل ضربة قاصمة له في بقية المحافظات، فقاعدة الحزب الأكبر هي في تعز، ومنها تنحدر معظم كوادره، وهو المعلومة التي تدركها الإمارات جيداً وتسعى إلى ضربه في عقر داره عبر خصوم وأدوات محلية. فمناطق نفوذ الإصلاح محاصرة من قبل حلفاء أبو ظبي في الجنوب والشمال، ومن السهل حسم المعركة معه إذا تعرضت تعز لزحوفات واسعة مسنودة بالطيران الإماراتي. ويساعد في تعجيل هزيمة الإصلاح النموذج الفاشل الذي قدمه خلال إدارته لمدينة تعز، بعد أن أحال الوضع فيها إلى كابوس جراء الانفلات الأمني وجرائم القتل المنظمة، إضافة إلى تدهور الوضع المعيشي في المنطقة. كما أن الحرب الإعلامية والنفسية التي يتعرض لها إخوان اليمن في تعز من قبل الإمارات وحلفائها تكشف أن صراعاً مسلحاً – قد يكون وشيكاً- لضرب الإصلاح في آخر معاقله، سيما أن هناك من يحظى اليوم بمكانة أكبر لدى السعودية، ويسعى لتقديم نفسه بديلاً عن حلفائها القدامى. ولأن السعودية اعتادت أن تتخلى عن حلفائها كما فعلت مع بعض الأنظمة العربية خلال أحداث الربيع العربي، فإن الإصلاح لن يكون استثناءً في سياسة الرياض، حتى لو ظل أنصاره يرددون عبارة "شكراً سلمان" حتى آخر رمق. والأمثلة على ذلك كثيرة، كما هو الحال مع نظام صالح، إضافة إلى تخليها عن نظام الرئيس الإخواني في مصر بقيادة محمد مرسي، والذي دعمت المملكة الإطاحة به رغم ما قدمه لها من عرابين صداقة خلال فترة حكمه التي لم تدم أكثر من عام.