غروندبرغ يكشف اجماعا دوليا بشأن اليمن

اليوم السابع – نيويورك: 

كشف المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ، عن إجماع دولي بشأن آلية إنهاء الحرب التي أتت على الأخضر واليابس في اليمن طوال 10 أعوام، وتسببت في أحد أكبر الكوارث الإنسانية على مستوى العالم.

صدر هذا خلال إحاطة قدمها لجلسة عقدها مجلس الأمن الدولي لمناقشة التطورات في اليمن، أكد فيها أن هناك إجماعاً عاماً على إنهاء الحرب عبر تسوية تفاوضية بين الأطراف.

وقال غروندبرغ: "عقب مناقشات جرت خلال الشهر الماضي مع ممثلين عن مصر وإيران وعُمان والمملكة العربية السعودية و الإمارات العربية المتحدة، هناك إجماع عام على أن التسوية التفاوضية وحدها هي القادرة على حل النزاع في اليمن وتوفير الضمانات التي تحتاجها المنطقة بما في ذلك البحر الأحمر".

مضيفاً حسب نص الإحاطة التي نشرها الموقع الإلكتروني لموقعه: "لطالما لعبت الديناميكيات الإقليمية دوراً محورياً في تاريخ اليمن، وكذلك في مساره الحالي. وسيكون دعم المنطقة ، الى جانب المجتمع الدولي، حاسماً في التوصل إلى حل مستدام لليمن".

وتابع: "مع ذلك، أؤكد مجدداً أن الوقت ليس في صالحنا.  فالظروف قابلة للتغير بسرعة وبشكل لا يمكن التنبؤ به. ولا تزال الجبهات المتعددة في جميع أنحاء اليمن هشة، وتنذر بخطر الانزلاق نحو تجدد الاشتباكات".

مستطرداً: "تُعد مأرب، على وجه الخصوص، مصدر قلق في الوقت الحالي، مع ورود تقارير عن تحركات للقوات واندلاع اشتباكات بين الحين والآخر، إلى جانب أنشطة متفرقة في الجبهات الأخرى في محافظات الضالع والحديدة ولحج وتعز".

مردفاً: "يواصل مكتبي متابعة التطورات في الجبهات، والتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من جميع الأطراف، وتقديم بدائل تحول دون العودة إلى نزاع واسع النطاق. وفي مناقشات فريقي مع أعضاء لجنة التنسيق العسكري، أود التأكيد على أن المسؤولية المشتركة الملقاة على عاتق جميع الأطراف لتفادي التصعيد واستئناف مناقشات وقف إطلاق النار". 

وحول فتح الطريق الرئيسي في الضالع، قال غروندبرغ: "شهدنا خلال الشهر الماضي بوادر أملٍ في إعادة فتح طريق الضالع، وهو طريق رئيسي يربط بين عدن وصنعاء. وأشيد مجدداً بالميسّرين المحليين في الجبهات الذين عملوا جاهدين لتحقيق ذلك".

وأضاف: "أحثّ الأطراف على حماية هذا الإنجاز. وآمل أن يُفضي ذلك إلى فتح المزيد من الطرقات. إن اقتصاد اليمن في أمسّ الحاجة إلى خطوات إيجابية وبناءة للثقة كهذه". 

وتطرق المبعوث الأممي إلى الأوضاع الاقتصادية المتدهورة، داعياً الحكومة إلى بذل المزيد من الجهود للتخفيف من معاناة المواطنين.

وقال: "لا يزال اليمنيون يتحملون تداعيات التدهور الاقتصادي. ويمكن، بل ينبغي، بذل المزيد من الجهود لتخفيف المعاناة الإنسانية والاقتصادية التي يواجهها الشعب اليمني. يشمل ذلك السماح للحكومة اليمنية بتصدير النفط والغاز، وتسهيل تدفق السلع دون عوائق داخل البلاد".

منوهاً بأنه "لكي يتمكن اليمن من الخروج من أزمته الاقتصادية الحالية، يتعين على الأطراف التخلي عن التوجهات ذات المحصلة الصفرية، والاتجاه نحو البراغماتية والتسوية". 

مؤكداً أن "هناك مجالا حقيقيا لإحراز تقدم في المجال الاقتصادي". مشدداً على "أن الدعوة إلى ذلك لا تقتصر على هذا المجلس. وأن هذه المخاوف لا تُطرح فقط في الاجتماعات الدبلوماسية رفيعة المستوى".  

واعترف المبعوث الأممي بفشل جهوده في إطلاق سراح المعتقلين على خلفية النزاع، بقوله: "رغم المحاولات المستمرة لجمع الطرفين، تباطأ التقدم في هذا الملف حتى وصل إلى حالة جمود شبه تام. هناك آلاف المعتقلين، بعضهم يقبع في السجون منذ عشر سنوات. وهذا أمر غير مقبول".

داعياً الحكومة والحوثيين إلى "إعادة ترتيب أولويات هذا الملف الإنساني والمضي قدماً على أساس مبدأ (الكل مقابل الكل) المتفق عليه". 

وشدد غروندبرغ على "ضرورة البناء على التوقف الأخير للأعمال العدائية في البحر الأحمر، وتقديم ضمانات مستدامة للمنطقة والمجتمع الدولي ككل، وضمان سلامة جميع مستخدمي
هذا الممر المائي الحيوي".

وأكد أن "هذا الجهد يتكامل مع العمل المستمر على وضع خارطة طريق تساعد اليمن على تجاوز انقساماته الحالية، وتؤدي إلى وقف شامل لإطلاق النار، وتدابير اقتصادية حاسمة، وعملية سياسية جامعة". 

وتعهد بـ " العمل مع الأطراف اليمنية والمنطقة والمجتمع الدولي الأوسع لتحقيق هذا الهدف، وتحديد خطوات عملية وقابلة للتحقيق للمضي قدماً". 

معتبرا أن "ثمن التقاعس باهظ. فاليمن لا يستطيع تحمل سنوات أخرى من الانقسام والانهيار الاقتصادي والمعاناة الإنسانية". 

وختم المبعوث الأممي إحاطته بالقول: "السلام في اليمن أكبر بكثير من مجرد احتواء لخطر. إن السلام، في المقام الأول، يتعلق باليمنيين. اليمن بلدٌ يزخر بفرصٍ هائلة، وتاريخٍ عريقٍ وغني، وحياةٍ واعدة".