الزبيدي يصدر اعلانا تاريخيا من ابين

اليوم السابع – عدن:

أصدر رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي عيدروس قاسم الزُبيدي، إعلاناً تاريخياً من محافظة أبين، حدد فيه ملامح الفترة المقبلة، موجهاً رسالة إلى جماعة الحوثي.

صدر هذا خلال عقده في مدينة زنجبار اجتماعاً موسعاً بقيادات السلطة المحلية والقيادات العسكرية والأمنية، وقيادات المجلس الانتقالي، والشخصيات الاجتماعية في أبين، استمع خلاله إلى القضايا الملحة والتحديات والمقترحات الكفيلة بحلها وتجاوزها، مؤكداً الحرص لأن تكون تلك القضايا على رأس سلم أولويات البرامج الحكومية الخاصة بالتنمية وإعادة الإعمار، بما يسهم في تحسين الوضع الاقتصادي والمعيشي لأبناء المحافظة.

ووفق موقع المجلس الانتقالي الجنوبي ، قال الزُبيدي: "نعبّر عن سعادتنا بزيارة محافظة أبين الإباء في هذه الليلة المباركة، لنلتقي هذه النخبة من الشخصيات القيادية بالمحافظة، يجمعنا ما جاء به الشهر الفضيل من قيم التلاحم والتراحم والتكافل".

مضيفاً: "نسأل الله أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال، وأن يكون اجتماعنا هذا خيرًا نافعًا لهذه المحافظة الباسلة التي حاول الأشرار النيل منها وتدميرها، لكنها أبين الإباء، خاصرة الجنوب وقلبه النابض بالحياة، ظلت وما زالت وستبقى رمزًا للصمود والمواجهة والتحدي في وجه الإرهاب ومن يقف خلفه".

وتابع: "جئنا الليلة نزور أبين ونتلمس بصدق ومحبة أوجاعها وآلامها وآمالها، ونتطلع عن قرب إلى احتياجاتها وهموم أبنائها وتطلعاتهم. فأبين عانت الكثير، ودفعت نظير مكانتها في الجنوب ودورها وتاريخها ثمنًا باهظًا، وهذا سيظل محفوظًا وخالدًا لها في سجل تاريخنا الوطني التحرري".

مستطرداً: "ما إن تذكر أبين حتى ينصرف الذهن إلى الحرب على الإرهاب وبطولاتها وتضحياتها، لكن أبين هي أيضًا الزراعة والصناعة والفن والثقافة، وهي الإرث القيادي السياسي والعسكري. وبالتالي، فإن النهوض بأبين يتطلب جهودًا مخلصة في كل المجالات سالفة الذكر".

مردفاً: "انطلاقًا من المسؤولية الوطنية الملقاة على عاتقنا، سبق أن كلفنا فرق نزول زارت كل محافظات الجنوب لتقييم الأوضاع وتلمّس هموم مواطنينا في ظل هذه الظروف الصعبة، واليوم، نتواجد ومعنا ممثلون عن السلطات التنفيذية المعنية بالمعالجات وفق الإمكانيات المتاحة، وبما تسمح به الظروف، على أن تبقى أبين أولوية في برامج الحكومة ذات الصلة بتطبيع الأوضاع الخدمية والاقتصادية وإعادة الإعمار".

وزاد: "أن النهوض بأبين واستعادة زخمها ودورها الريادي ومكانتها الاقتصادية والثقافية والسياسية مسؤوليتنا جميعًا، والمسؤولية تبدأ من تفعيل المؤسسات الخدمية والإيرادية، وتشجيع القطاع الزراعي والسمكي، فأبين تكتنز في ذاتها مقومات نهوضها، وما علينا إلا استنهاض هممنا والعمل بإخلاص ومسؤولية وروح الفريق الواحد".

مؤكداً أن "المكانة التي تحتلها أبين، وموقعها الجغرافي في خارطة هذا الوطن، وما تزخر به من إمكانيات اقتصادية وبشرية، جعلها موضع سهام القوى المعادية، بدءًا بتصدير الإرهاب إليها منذ عقود ثلاثة وحتى اليوم، وقد قدمت أبين في مواجهة هذه الآفة قوافل من الشهداء الأبطال، وفي طليعتهم الشهيد القائد البطل عبداللطيف السيد وكثير من زملائه ورفاق دربه من أبطال قواتنا المسلحة من مختلف محافظات الجنوب".

موجهاً القوات المسلحة الجنوبية وقيادات المجلس الانتقالي الجنوبي، وقبائل أبين، بالقول: "واجبنا اليوم جميعًا، قوات مسلحة وقبائل وسلطات محلية ومنظمات مجتمع مدني، أن نواصل هذه المعركة المصيرية التي لا هوادة فيها، وفاءً لأبين ولمن شُرِّدوا من أهلها".

منوهاً بأن "استهداف أبين كان وما زال استهدافًا للجنوب كله، وانطلاقًا من ذلك، فإن اجتثاث الإرهاب المصدَّر إليها معركة وطنية، وكل انتصار تحقق في ميادينها، بدءًا من زنجبار وجعار وصولًا إلى المنطقة الوسطى وجبالها وأوديتها، هو انتصار للحرب الدولية على الإرهاب وإسهام في حفظ أمن واستقرار المنطقة برمتها".

وحول التطورات السياسية قال الزُبيدي: "تتابعون اليوم الحالة الهستيرية التي تعيشها الميليشيات الحوثية والتنظيمات الإرهابية المتحالفة معها، لا سيما بعد تصنيف تلك الميليشيات كمنظمة إرهابية من قبل الإدارة الأمريكية، فقد أصبحت اليوم بهذا التصنيف الذي طالبنا به منذ وقت مبكر جماعة إرهابية كحليفها تنظيم القاعدة الإرهابي".

مختتماً بالقول: "هذه الميليشيات الإرهابية القائمة على الدمار والخراب والدماء، عاودت تحشيدها في مختلف جبهات المواجهة على حدود الجنوب، ظنًا منها أن خيار الحرب سيوفر لها مخرجًا من المأزق الذي تعيشه، لكننا نؤكد، ومن أبين، أن ذلك انتحارٌ لا مخرج، لأن جنوب اليوم ليس جنوب الأمس".