دبلوماسية تفجر قنبلة بشأن تعيين حسين محب وسر إحتجاج مصر
اليوم السابع - القاهرة:
فجرت دبلوماسية جنوبية تحمل شهادة دكتوراة، قنبلة مدوية بكشفها تفاصيل إقالتها من منصبها لتعيين الفنان حسين محب بدلاً عنها رغم عدم حمله حتى الإبتدائية، مشيرة إلى الفساد والعبث المالي والإداري الذي ينخر السلك الدبلوماسي.
صدر هذا في تصريح للمستشارة الثقافية المديرة السابقة للمركز الثقافي في السفارة اليمنية بالقاهرة الدكتورة عائشة العولقي، أكدت فيه إهدار ملايين الدولارات في مرتبات وحوافز ونثريات، كاشفةً كواليس تعيين الفنان حسين محب الذي لا يحمل مؤهلاً ولا حتى الإعدادية، في منصبها.
وقالت اليافعي في حوار أجرته "الأمناء": "كنت مستشارة ومديرة للمركز الثقافي في السفارة، فأنا حاصلة على شهادات عليا في الإعلام ودرست كلية الإعلام في جامعة صنعاء الدفعة الأولى وأكملت الدراسات العليا في مصر في معهد العلوم والدراسات العربية، بالإضافة إلى أني كاتبة وروائية ومؤلفة وألفت الكثير من القصص والروايات وأعطيت الكثير من المجهودات الثقافية".
مضيفة: "للأسف جاء اليّ حسين محب ذات مرة حين وجدني في السفارة بمكتب مدير مكتب السفير طالبا مني منحه مقعداً في أكاديمية الفنون، بحكم علاقاتي الشخصية وخارج البرتوكول كونه توقف حين اندلعت الحرب في اليمن، استخرجت من وزير الثقافة المصري وبتوجيهات من رئاسة الوزراء، ثلاثة مقاعد في كلية الفنون كل سنة ووصلت مؤخراً إلى عشرة مقاعد لعشرة طلاب سنويا اكثر في الدراسات في اكاديمية الفنون".
وتابعت: "طلب مني حسين محب ان اسجله في اكاديمية الفنون في معهد الموسيقى وسألته حينها عن دراسته الجامعية في أي مرحلة وأي تخصص.. فأجابني أنه ليس لديه أي مؤهل ولا ثانوية عامة، ودعاني أن أسجله بحكم أن المصريين أصحابي".
مستطردة: "قلت له كيف لي انا اسجلك ولا يوجد لديك لا شهادة جامعية ولا ثانوية عامة ولا حتى اعدادية؟.. أكاديمية الفنون قوية وخرجت الكثير من الفنانين وعمالقة الفن منهم أحمد زكي وفنانين آخرين، فلو يأتي أكبر كبير هنا لا يستطيع ان يدخل ويسجل ابنه بدون شهائد صعب جدا".
مردفة: "يومها حلف لي محب انه سيقلعني من الكرسي وسيحل بدالي في السفارة، وحينها لم أصدق هذا الكلام ولم أعره أي اهتمام بتغييري واستبدالي وفوجئت بعد فترة قصيرة بأنه بالفعل استطاع انتزاع قرار تعيين خلفا لي في المركز الثقافي بالسفارة اليمنية بمصر".
وأشارت اليافعي إلى "وجود حوالي 70 دبلوماسياً في السفارة أغلبيتهم شماليين ومعظمهم أبناء وزراء ومسؤولين رغم أنهم غير مؤهلين ولايمارسون أي أعمال، في مقابل 5 جنوبيين مؤهلين إلا أنهم مهمشون".
موضحةً أن "العاملين في السفارة من أقارب المسؤولين والوزراء من المحافظات الشمالية يأتون الصباح ثم يغادرون، وآخر النهار يعودوا للتوقيع على حافظة الدوام، وأقل واحد منهم يستلم مرتباً قدره 5 آلاف دولار، في حين أن أبناء المحافظات الجنوبية التي تصرف على السفارة من نفطها وغازها وثرواتها عليهم مهضومون".
معتبرة "تعيين حسين محب من صنعاء مديراً للمركز الثقافي في السفارة ، ونبيل سبيع من تعز مستشاراً ثقافياً في السفارة بدلاً عنها، وهم لا يفقهون شيئاً في العمل الدبلوماسي ولا الثقافي، ضمن الحرب على الكوادر الجنوبية".
كاشفةً عن "احتجاج مصر على العدد الكبير للسلك الدبلوماسي اليمني كون هناك دول كبيرة وغنية لا يتجاوز طاقم بعثتها 15 دبلوماسياً".
لافتةً إلى "أن أبناء الشمال داخلين فقط من أجل المرتبات العالية بالدولار والتي افقرت البلد، والحصول على الجوازات الدبلوماسية يلفوا بها العالم مثل حسين محب يتنقل حاملا العود معه من بلد إلى آخر بالجواز الدبلوماسي ، بينما البلد بحاجة ماسة لمثل هذه المرتبات العالية التي يستلمها العدد الكبير من الدبلوماسيين".
مشيرة إلى "أن المركز الثقافي ميت ولا توجد له أي نشاطات منذ فترة طويلة والكل يشهد على ذلك، بينما الفنانون اليمنيون مرميون في الشوارع دون ان يحصلوا على وظيفة".
يذكر أن وزارة الخارجية تشهد فساداً وعبثاً بالمال العام، حيث استحدثت عشرات البعثات الدبلوماسية غالبيتها في دول ليس لها تمثيل لدى اليمن، ما يكلف الخزينة ملايين الدولارات شهرياً، علاوة على غياب أي جدوى لمعظم إن لم يكن كل السفارات اليمنية في خدمة اليمنيين وايصال رسالة الحكومة إلى العالم. حسب مراقبين.