معلومات حصرية عن تصفية اللواء العبيدي تفاصيل

اليوم السابع – القاهرة: 

تحصل "اليوم السابع" على معلومات حصرية، تكشف تفاصيل خطيرة لعملية وجهة تصفية مدير دائرة التصنيع الحربي في قوات الجيش التابع لحزب "الاصلاح" اللواء حسن بن جلال العبيدي بالعاصمة المصرية القاهرة.

وكشفت مصادر حكومية متطابقة أن "اغتيال اللواء العبيدي جاء عقب تأزم العلاقة بينه وقيادات حزب الإصلاح (الإخوان في اليمن) على خلفية إشهاره "حركة الإنقاذ الوطني"، التي رفعت مطلب إيقاف الحرب التي تصفها بـ "العبثية"، وانهاء الصراعات السياسية والتوزيع العادل للثروات خاصة في مارب".

مضيفة: إن "العبيدي وصل القاهرة قادماً من مارب أواخر يناير الماضي، قبل أن يغادرها إلى اسطنبول ويلتقي قيادات بارزة في الاصلاح ويعرض عليهم أهداف حركة الإنقاذ التي أشهرها في 30 سبتمبر الماضي".

وأفادت المصادر المتطابقة بأن "العبيدي لخص اهداف حركة الانقاذ في اعادة فتح الطرقات عبر وساطات محلية، بما يمهد لاخراج اليمن من الأزمة وانهاء الصراع، بجانب هدف استغلال الموارد والثروات بما يخدم المواطنين".

موضحة أن "لقاءات العبيدي بقيادات الاصلاح خرجت بجملة اشتراطات من بينها الابقاء على قيادة السلطة المحلية في مارب، كما هي لحزب الاصلاح وتثبيت تقاسم النفوذ بين أطراف الصراع خلال الفترة الراهنة مؤقتاً".

وذكرت المصادر أن "العبيدي عاد إلى القاهرة، مطلع فبراير الجاري واستعرض مع قيادات في حزب علي عبدالله صالح (المؤتمر الشعبي العام) بينهم القيادي في الحزب رئيس مجلس النواب المنتهية ولايته سلطان البركاني، نتائج لقاءاته مع قيادات الاصلاح واشتراطاتها".

منوهة إلى أنه "تم في اللقاءات بلورة رؤى شددت عليها قيادات حزب علي عبدالله صالح (المؤتمر الشعبي) ابرزها عدم تجاوز الحزب المنقسم إلى 4 أجنحة موزعة على القاهرة والسعودية والإمارات وصنعاء". في التقاسم.

وأشارت المصادر إلى أن "العبيدي اجرى ايضا لقاءات في القاهرة مع سياسيين وقيادات حكومية وحزبية وناشطين، تمهيداً للتواصل عبر وسطاء مع جماعة الحوثي لطرح ما تم في اللقاءات مع قيادات الإصلاح والمؤتمر، من أجل الخروج برؤية متكاملة لانهاء الحرب". 

المصادر ذاتها ذكرت أن "آخر ظهور للعبيدي كان الخميس الماضي حيث شوهد في أحد مطاعم القاهرة، قبل أن يدخل شقته في منطقة بولاق الدكرور، وينقطع تواصله مع الجميع بما في ذلك الاتصالات الهاتفية، ما دفع شقيقه إلى التوجه فجر اليوم إلى شقته".

وتابعت: "ليتفاجأ بعد كسر مغلقة الباب بأخيه مقتولاً وهو مكتف اليدين بحبل والدماء تسيل من جسده جراء تعرضه إلى طعنات قاتلة في أنحاء متفرقة منه، ليقوم بإبلاغ الأجهزة الأمنية عبر الهاتف والسفارة اليمنية".

مؤكدة أن "الأجهزة الأمنية المصرية نقلت الجثة الى المشرحة لمعاينتها من الطب الشرعي، بالتزامن مع جمع تسجيلات كاميرات المراقبة في العمارة التي يسكنها العبيدي ومحيطها لكشف ملابسات الجريمة ومنفذيها".

ولم تستبعد المصادر "ضلوع حزب الإصلاح في الجريمة خاصة وأن العبيدي كان في الفترة الأخيرة ساخطاً على ممارسات قيادات الحزب في مدينة مارب وعلى وجه الخصوص الجرعة السعرية التي جرى تجميدها مؤخراً بعد اصطدامها برفض قبائل مارب ونصبها مطارح للاعتصام تعرضت لقصف جوي من القوات التابعة للإصلاح خلف قتيلاً وجرحى".

يأتي هذا عقب اسبوع على كشف مصادر امنية لأول مرة، هوية ضابط قطري يدير الاغتيالات في اليمن، ومعلومات خطيرة بشأن جرائم استهداف القادة العسكريين والامنيين، بما فيهم قيادات في قوات الجيش التابع لحزب الإصلاح (الاخوان في اليمن) مشكوك في ولائها للحزب.

وترتبط دولة قطر مع حزب الإصلاح والتنظيمات الإرهابية كالقاعدة وداعش، وحركة حماس، وغيرها من التنظيمات الإخوانية في الدعم المالي والإعلامي والتوجيه السياسي القطري، وهو ما يتجلى في عمليات الدوحة للافراج عن الرهائن الذين تختطفهم تلك التنظيمات بمختلف دول العالم.

جاء هذا عقب ايام على وقوع حزب الإصلاح (الإخوان في اليمن) في فضيحة مجلجلة كشفت حقيقة علاقته مع جماعة الحوثي، ومدى جديته في استعادة العاصمة صنعاء، وتفاصيل تورط الحزب في تصفية قيادات عسكرية بقواته على خلفية رفضها الانصياع لاملاءات الحزب.

وسيطر حزب "الاصلاح" منذ تسليمه الدولة في صنعاء لجماعة الحوثين على حكومة "الشرعية" وسلطاتها الادارية والمالية والعسكرية، بدعم مباشر من التحالف، واستحوذ على مخصصات الدعم الهائل من التحالف، لصالح توسيع استثماراته العقارية والتجارية في قطر وتركيا، وعدد من العواصم.

تمركزت معظم قوات الجيش التابع لحزب "الاصلاح" في منابع الثروات بمحافظات الجنوب وبخاصة في شبوة وحضرموت والمهرة، بجانب مارب، "لنهب مليارات الدولارات من ايرادات النفط والغاز، بجانب صادرات الثروة السمكية، والاستحواذ على دعم التحالف لجبهاتهم الوهمية"، حسب مراقبين.

يذكر أن المملكة العربية السعودية، كانت اعلنت في 2013 تصنيف جماعة الاخوان تنظيما ارهابيا، واضطرت للتعاون مع فرعها في اليمن (حزب الاصلاح) في مواجهة جماعة الحوثي، قبل أن تصل الى قناعة معلنة بأن فساد حزب الاصلاح وقياداته سبب رئيس في انتكاسات حرب التحالف مع الحوثيين.