اعصار "تيج" يمتد الى محافظة رابعة (صور + محصلة)
اليوم السابع - محافظات:
امتد اعصار "تيج" القادم من بحر العرب، إلى محافظة جنوبية جديدة بعد أن ضرب محافظات سقطرى والمهرة وحضرموت، مخلفاً ضحايا وخسائر بالغة في الممتلكات الخاصة والعامة.
وشهدت مناطق في عدن بينها مديرية خور مكسر خلال الساعة الماضية، بدء هطول امطار وصفت بالخفيفة وسط اجواء غائمة شهدتها عموم المدينة، في ظل توقعات هيئة الارصاد الجوية بهطول أمطار متوسطة الى كثيفة على 18 محافظة، معظمها على امتداد الشريط الساحلي الجنوبي بالكامل، والساحل الغربي.
في السياق، كشفت الأمم المتحدة، امس الأربعاء، أن إعصار "تيج" ، تسبب بمقتل وإصابة 42 شخصاً، ونزوح 13300 مدنيا بينهم 6916 طفلا، وتضرر مئات المنازل، في عدد من المحافظات جنوبي شرق البلاد.
وأعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (UNICEF) في تحديث مقتضب على حسابها بمنصة "إكس"، إن "المهرة كانت أشد المحافظات تضرراً جراء الإعصار، إذ قتل شخصان وأصيب 40 آخرون، ونزح أكثر من 11,900 شخص، بينهم 6,188 طفلاً".
موضحة أن "الإعصار تسبب بنزوح 1400 شخص؛ بينهم 728 طفلاً في محافظة حضرموت، فيما أحدث أضراراً بـ500 منزل في أرخبيل سقطرى". مشيرة إلى أنها "جهزت الإمدادات الطبية والتغذوية الأساسية لضمان استمرارية الخدمة والاستجابة لاحتياجات المتضررين جراء الإعصار في المحافظات الثلاث".
على صعيد متصل، شهدت المحافظات الشرقية المنكوبة مبادرات لاغاثة المتضررين جراء إعصار "تيج"، ابرزها حملة اطلقتها مؤسسة البادية للتنمية والأعمال الإنسانية في مديريات محافظة المهرة.
وشملت تدخلات الحملة توفير مياه الشرب للسكان النازحين، والمواد الغذائية الطارئة من وجبات غذائية وخبز وسلات غذائية، في حين تسعى إلى توفير متطلبات المأوى الرئيسة من مراتب اسفنجية (الفرش) وبطانيات.
وفقا لمدير ادارة الاعلام والعلاقات في المؤسسة محمد دهلوس، فإن "الحاجة الماسة تحتم تدخلا كبيرا لإغاثة 2133 أسرة نازحة من الإعصار الذي تسبب في تهدم أكثر من 200 منزل جزئياً وغرق كثير من السيارات ونفوق العديد من الحيوانات".
وانتقد سياسيون وعاملون في النشاط الانساني والاغاثي "تجاهل حكومة معين عبدالملك معاناة المواطنين المنكوبين جراء الاعصار وما تعرضوا له من خسائر في الأرواح والممتلكات، واستمراره في اطلاق التصريحات المفرغة من اي تحرك عملي".
منوهين إلى أن المنكوبين من الإعصار المداري في المحافظات الثلاث ينتظرون إغاثة عاجلة من الحكومة ومجلس القيادة الرئاسي، لكنهما اكتفيا بعقد اجتماع مع محافظ المهرة محمد علي ياسر وقيادات المحافظة ولجنة الطوارئ المحلية للوقوف على آثار الاعصار بالمحافظة.
وحسب وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" الرسمية، "اكد العليمي اولوية تسريع التدخلات الاغاثية، وامدادات الخدمات الاساسية، بما في ذلك فتح الطرق لتدفق المساعدات الانسانية، والتقييم الشامل للكارثة، وسبل تحسين الاستجابة، والقدرات الوطنية في ادارة الازمات وتداعيات المتغيرات المناخية".
إلا أن عمليات إغاثة المتضررين وخصوصاً في مديريتي الغيضة، وحصوين الاشد تضررا، لم تبرح مكانها رغم ضرورة اتخاذ اجراءات عاجلة لاستئناف تقديم الخدمات الاساسية خلال الساعات المقبلة، وفي المقدمة قطاعات الكهرباء والمياه، وفتح الطرق.
إلى ذلك دعت قيادة القوات الخاصة في محافظة أبين المسافرين على الخط الدولي الرابط بين عدن وحضرموت، إلى توخي الحذر والحيطة والتوقف عن المرور خلال 24 ساعة، كونه مقطوع بسبب تدفق السيول على الأودية في منطقة أحور.
بدورهم اعتبر ناشطون جنوبيون أن حكومة معين عبدالملك، فشلت مجدداً في إنقاذ السكان في المناطق المتضررة من إعصار تيج، مضيفةً بتهربها عن تحمل مسؤولياتها أزمة جديدة على كاهل الجنوبيين".
وأكدوا أن "الحكومة تجاهلت التحذيرات من خطورة الإعصار، وتخلت عن دورها في اتخاذ إجراءات وقائية للتخفيف من حجم الكارثة، مؤكدين أن الحكومة بذلك أكملت مهامها في تصدير الأزمات للجنوب".
مشددين على أن الفشل الجديد لحكومة معين تأكيد جديد على أنها جزء من المشكلة، كما أنه يؤكد حتمية إدارة الجنوب لذاته، على الرغم من أن تشكيل الحكومة جاء وفقاً لتوافقات اتفاق الرياض، واستناداً لضرورة إيلاء أولوية قصوى لتحسين الوضع المعيشي.
وتشهد عدن وعدد من مدن الجنوب منذ مطلع العام احتجاجات شعبية مستمرة تنديداً ورفضاً لفساد وعبث حكومة المناصفة برئاسة معين عبدالملك التي فاقمت معاناة سكانها وجعلتهم يكابدون جراء غياب الخدمات الأساسية وخاصة الكهرباء.
عدن تنتفض رفضاً لفساد حكومة معين (صور)
وفجر اعلان جماعة الحوثي عما سمته "التغيير الجذري" واقالة حكومتها مع المؤتمر الشعبي في صنعاء، قنبلة في الشارع الجنوبي، تمثلت في ردود فعل عكسية، على منصات التواصل الاجتماعي بين اوساط سياسيين وناشطين جنوبيين.
"تغيير" صنعاء يفجر قنبلة في الجنوب (تفاصيل)
في المقابل، كان المجلس الانتقالي الجنوبي، أصدر في وقت سابق، بيانا عاجلا بشأن الوضع في عدن وتطورات الاحداث والاحتجاجات الشعبية، على تدهور الخدمات وانقطاع التيار الكهربائي وانهيار العملة وتداعياتها.
بيان عاجل للانتقالي بشأن الوضع في عدن
كما اصدر المجلس الانتقالي الجنوبي، اعلانا حازما، بشأن حكومة معين عبدالملك بما فيها وزراء المجلس. كاشفا ولأول مرة عن ما سماه "هدف حرب الخدمات" التي اتهم الحكومة بشنها ضد سكان عدن.
اعلان حازم للانتقالي بشأن وزرائه بالحكومة (وثيقة)
وكان رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اللواء عيدروس قاسم الزُبيدي، قد منح رئيس حكومة المناصفة معين عبدالملك، فرصة أخيرة مقابل شرط واحد.
الزُبيدي يمنح معين اخر فرصة بهذا الشرط
ويفضل رئيس وأعضاء حكومة المناصفة، الاقامة في فنادق العاصمة السعودية الرياض، على التواجد في عدن مع المواطنين الذين يعانون الصيف اللاهب وارتفاع اسعار السلع والمشتقات النفطية جراء استمرار انهيار قيمة العملة المحلية الى ما دون 1400 ريال مقابل الدولار.
يذكر أن هيئة الرقابة الشعبية التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي ومنظمة مكافحة الفساد، سبق أن سلمت للنائب العام ملفات بفساد رئيس واعضاء حكومة المناصفة وبخاصة في ملف وقود محطات كهرباء عدن، وطالبت بمحاكمة علنية.