السعودية تدعم هذا المخطط في الجنوب تفاصيل

اليوم السابع – محافظات:

وجه سياسيون وإعلاميون جنوبيون، اتهاماً للمملكة العربية السعودية، بدعم ما سموه "فوضى خلاقة" في الجنوب ضمن توجهها لدعم القوى التقليدية ممثلة بحزب الإصلاح "الإخوان في اليمن" والمؤتمر الشعبي العام جناح الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح لشن حرب جديدة على الجنوب.

واتهم الناشط ‌‌‏السياسي أحمد علي مقرم، السعودية بإغراق الجنوب في الفوضى. قائلا في منشور على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "المملكة العربية السعودية تدعم الفوضى الخلاقة داخل المناطق المحررة ( محافظات الجنوب) ومنها حضرموت".

أيده في هذا، الناشط الجنوبي سليم عوض، الذي أشار إلى ماضي رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، وما ارتكبه بحق الجنوب وأبنائه ابان اشتعال جذوة الحراك الجنوبي وكان حينها وزيرا للداخلية في نظام علي عبدالله صالح، 

واتهم عوض في منشور بصفحته على "فيس بوك" رشاد العليمي بالسعي لإثارة فتنة بين أبناء حضرموت، بقوله: "العليمي سيء التاريخ والسيرة ، يهدف إلى إحداث فتنة بين الحضارم".

بدوره اعتبر الناشط الجنوبي يحيى أبو قاسم، في منشور على "فيس بوك"، أن "تحرير وادي حضرموت من براثين القوى اليمنية المحتلة أصبح أمرا حتميا لا مفر منه وعلى أبناء وادي حضرموت توحيد الكلمة ورص الصفوف في إطار الجهود التي تصب في تمكين ابنائها من إدارة شؤونهم عسكرياً وأمنيا".

ومن جانبه، قال رئيس الدائرة الإعلامية‏ لدى ‏اتحاد أدباء وكتاب الجنوب - فرع عدن،‏ علاء عادل حنش، إنه "عندما يُعلن الحضارم أن #حضرموت_ترفض_العليمي وترفض زيارته، فهذا تأكيد صريح بأن حضرموت كانت، وما زالت جنوبية الهوى والهوية، وأن أي محاولات لحرف مسارها الوطني الجنوبي سيُكتب لها الفشل لا محال".

مضيفاً في منشور على صفحته في "فيس بوك": "على المدعو رشاد العليمي إدراك أن العبث في أي محافظة جنوبية ستكون نتائجه غير سارة، وستكون العواقب وخيمة".

وتابع: إن "الجنوب اليوم حسم أمره، ولم يعد بمقدور أي أحد إيهام أي جنوبي بمكونات كرتونية، أو خطابات رنانة هدفها دغدغة مشاعر أبناء الجنوب في أي محافظة جنوبية؛ فقد تعلم الجنوبيون طيلة (30) سنة، ويعرفون مكر مثل هكذا مخططات، وأدركوا كل مخططات، ومؤامرات الأعداء مهما غُلفت بالورود!".

يأتي هذا بعد أن قوبلت زيارة رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي إلى محافظة حضرموت، برفض شعبي واسع تجلى بمظاهر مخزية له بالطريقة التي استقباله بها أبناء مدينة المكلا احتجاجاً على زيارته، وتدهور الأوضاع المعيشية والخدمية في المحافظة.

شاهد .. مظاهر مخزية للعليمي لدى وصوله المكلا (فيديو)

وأصدرت المملكة العربية السعودية، تحذيراً مباشرا وغير مسبوق لأبناء حضرموت، قبيل زيارة رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي إلى مدينة المكلا بمحافظة حضرموت، التي وصلها مساء اليوم السبت.

السعودية تصدر تحذيرا غير مسبوق لابناء حضرموت (وثيقة)

وأعلنت مكونات حضرمية في ختام لقاء تشاوري لها برعاية السعودية، إشهار "مجلس حضرموت الوطني"، ووثيقة سياسية وحقوقية حضرمية أكدت على "وحدة حضرموت وحق ابنائها في ادارة شؤونهم الاقتصادية والسياسية والامنية" ومعارضة المجلس الانتقالي الجنوبي في مسعاه لتوحيد الصف الجنوبي باتجاه استعادة الدولة.

وأثارت حفاوة الاستقبال الحافل للمجلس الانتقالي الجنوبي في مدينة المكلا ونجاحات المجلس في توحيد الصف الجنوبي، حفيظة السعودية، فلجأت إلى نشاط مضاد عبر استقطاب عدد من الشخصيات والمشايخ والمكونات المعارضة للانتقالي.

استقبال حضرموت للانتقالي يدفع السعودية لهذا الرد

وعلق سياسيون جنوبيون على استدعاء السعودية إلى الرياض الشخصيات والقوى الحضرمية المعارضة للانتقالي، بأنها "تأتي ضمن تصعيد السعودية ضد المجلس الانتقالي الجنوبي". لافتين إلى إنشائها قوات ما يسمى درع الوطن لإحلالها بدلاً عن القوات الجنوبية في محافظة حضرموت.

مشيرين إلى أن نجاحات جهود المجلس الانتقالي الجنوبي في توحيد الصف الجنوبي وتتويجها بعقد اللقاء التشاوري للمكونات الجنوبية واقرار ميثاق جنوبي، وغيرها من الوثائق الهامة "ازعج السعودية واثار قلقها من فقدان نفوذها في الجنوب وبخاصة محافظة حضرموت".

ولفتوا إلى أن "المملكة العربية السعودية تعامل محافظة حضرموت معاملة خاصة منذ عقود، "تمثلت بمنح الحضرميين تسهيلات استثنائية لدخول السعودية وفي الاقامة والتجارة والاستثمار. وكذا هويات التابعية، والجنسية ايضا".

منوهين إلى أن "السعودية ظلت تنظر إلى حضرموت بوصفها حديقة خلفية لها تخضع لنفوذها الكامل. منوهين إلى أن "الرياض لا تخفي تطلعاتها الى ضم حضرموت سعيا وراء الحصول على منفذ على البحر العربي وكذا ثروات حضرموت".

يذكر أن السعودية تغير موقفها من المجلس الانتقالي مؤخرا، وصعَّدت سياسيا واعلاميا ضده، بالتزامن مع رفع وتيرة دعمها تمكين رموز نظام علي عبدالله صالح من العودة إلى الواجهة في مختلف مفاصل الدولة ضمن توجه لاعادة نظام صالح إلى الحكم على حساب اخماد القضية الجنوبية.