قبائل حضرموت تجهض مجلس حضرموت بمهده (صور)
اليوم السابع – حضرموت:
تفاجأ "مجلس حضرموت الوطني" المُعلن عن تأسيسه من الرياض، بموقف شعبي وقبلي ساحق، تمثل في اشهار حلف قبلي أكد أن "حضرموت جزء لا يتجزأ في الدولة الجنوبية الفيدرالية"، وأن محاولات تغيير البوصلة باتجاهات أخرى ستقابل برد حاسم.
صدر هذا الموقف خلال فعالية إعلان قبيلة نهد، احدى اكبر قبائل حضرموت عن اشهار "ملتقى نهد الانتقالي"، ككيان حضرمي يعبر عن تطلعات أبناء المحافظة في الاسهام بإستعادة الدولة الجنوبية.
وجاء في حفل الاشهار، المقام بمنطقة القطن في حضرموت: إن "الإعلان عن الملتقى يأتي في ظل أوضاع متردية وصعبة ومخاضات عسيرة يعيشها الوطن والشعب الجنوبي في كافة المجالات وخاصة المجال الاقتصادي وتدني مستوى دخل الفرد، في الوقت الذي يسير أبناء الجنوب فوق بحيرات من النفط والغاز وكتل ضخمة من المعادن النفيسة، وشريط ساحلي هائل يكتنز كل أنواع الثروات البحرية".
القائمون على الملتقى اضافوا: "تتعرض هذه الثروات المتعددة للنهب جهارا نهارا وأمام أعين أبناء حضرموت من قبل عصابات غازية قدمت من خلف الحدود منذ العام ١٩٩٤م، بينما الثروة الأهم وهو الإنسان الجنوبي يتجرع كل صنوف الإذلال والتعذيب".
مؤكدين في بيان اشهار الملتقى أن "حضرموت إقليم مستقل في ظل الدولة الجنوبية الفدرالية القادمة تتمتع بكامل حقوقها السياسية والإدارية والسيادية وفي كافة المجالات".
ودعوا قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي وقيادة التحالف العربي إلى "ضرورة إخراج قوات المنطقة العسكرية الأولى من وادي حضرموت وإحلال قوات النخبة الحضرمية وابناء حضرموت المؤهلين لذلك".
كما أوصى الملتقى، قيادة المجلس الانتقالي بـ "الضغط على الحكومة لوضع حل جذري لمعالجة الوضع الاقتصادي المتدهور والذي أثر سلبا على مستوى معيشة شعبنا، وضرورة وضع حل لانهيار العملة وارتفاع أسعار السلع الغذائية والمشتقات النفطية، ووضع حلول جذرية لمنظومة الكهرباء وبناء محطات بقدرات توليدية تسد حاجة حضرموت".
مطالباً أبناء قبائل نهد في الوطن والمهجر إلى "الإنخراط في صفوف الملتقى، وإعلان الدعم والمساندة والتأييد لهذا الكيان الوطني الأصيل، .. الذي لن يتأخر في فتح باب الحوار مع كافة أبناء قبائل نهد ويكون شعارهم من لم يأتي سنذهب إليه".
ودعا الملتقى كافة شرائح المجتمع الحضرمي والجنوبي إلى "الإلتفاف حول المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس القائد عيدروس قاسم الزبيدي". محذراً أبناء قبيلة نهد وحضرموت عموما من "الدعوات المشبوهة التي تتحدث باسم حضرموت بهدف تشتيت كلمة أبناء حضرموت وحرفهم عن قضيتهم الوطنية الجنوبية، فيما هم مجرد أدوات لمناورات سياسية تقودنا لباب اليمن من جديد".
يأتي هذا بعد أن أعلنت مكونات حضرمية في ختام لقاء تشاوري لها برعاية السعودية، إشهار "مجلس حضرموت الوطني"، ووثيقة سياسية وحقوقية حضرمية أكدت على "وحدة حضرموت وحق ابنائها في ادارة شؤونهم الاقتصادية والسياسية والامنية" ومعارضة المجلس الانتقالي الجنوبي في مسعاه لتوحيد الصف الجنوبي باتجاه استعادة الدولة.
لكن "مجلس حضرموت الوطني" المشكل من السعودية، اصطدم بموقف قبلي وشعبي وسياسي، تجاوز توقعات الرياض في تبنيها تشكيل المجلس، واشهاره الثلاثاء.
مجلس حضرموت يصطدم بهذا الموقف الشعبي
وباغت مشايخ محافظة حضرموت، السعودية باجراء حازم وحاسم، لأول مرة، عبر عن رفضهم وصاية السعودية وهيمنتها على حضرموت، ورفض مخرجات اللقاء التشاوري لمكونات حضرمية استضافته الرياض لمدة شهر.
مشايخ حضرموت يباغتون السعودية بهذا الاجراء (وثيقة)
وأثارت حفاوة الاستقبال الحافل للمجلس الانتقالي الجنوبي في مدينة المكلا ونجاحات المجلس في توحيد الصف الجنوبي، حفيظة السعودية، فلجأت إلى نشاط مضاد عبر استقطاب عدد من الشخصيات والمشايخ والمكونات المعارضة للانتقالي.
استقبال حضرموت للانتقالي يدفع السعودية لهذا الرد
وعلق سياسيون جنوبيون على استدعاء السعودية إلى الرياض الشخصيات والقوى الحضرمية المعارضة للانتقالي، بأنها "تأتي ضمن تصعيد السعودية ضد المجلس الانتقالي الجنوبي". لافتين إلى إنشائها قوات ما يسمى درع الوطن لإحلالها بدلاً عن القوات الجنوبية في محافظة حضرموت.
مشيرين إلى أن نجاحات جهود المجلس الانتقالي الجنوبي في توحيد الصف الجنوبي وتتويجها بعقد اللقاء التشاوري للمكونات الجنوبية واقرار ميثاق جنوبي، وغيرها من الوثائق الهامة "ازعج السعودية واثار قلقها من فقدان نفوذها في الجنوب وبخاصة محافظة حضرموت".
ولفتوا إلى أن "المملكة العربية السعودية تعامل محافظة حضرموت معاملة خاصة منذ عقود، "تمثلت بمنح الحضرميين تسهيلات استثنائية لدخول السعودية وفي الاقامة والتجارة والاستثمار. وكذا هويات التابعية، والجنسية ايضا".
منوهين إلى أن "السعودية ظلت تنظر إلى حضرموت بوصفها حديقة خلفية لها تخضع لنفوذها الكامل. منوهين إلى أن "الرياض لا تخفي تطلعاتها الى ضم حضرموت سعيا وراء الحصول على منفذ على البحر العربي وكذا ثروات حضرموت".
يذكر أن السعودية تغير موقفها من المجلس الانتقالي مؤخرا، وصعَّدت سياسيا واعلاميا ضده، بالتزامن مع رفع وتيرة دعمها تمكين رموز نظام علي عبدالله صالح من العودة إلى الواجهة في مختلف مفاصل الدولة ضمن توجه لاعادة نظام صالح إلى الحكم على حساب اخماد القضية الجنوبية.