مشايخ حضرموت يباغتون السعودية بهذا الاجراء وثيقة

اليوم السابع - حضرموت:

باغت مشايخ محافظة حضرموت، المملكة العربية السعودية باجراء حازم وحاسم، لأول مرة، عبر عن رفضهم وصاية السعودية وهيمنتها على حضرموت، ورفض مخرجات اللقاء التشاوري لمكونات حضرمية استضافته الرياض لمدة شهر.

صدر هذا الموقف في رسالة وجهها مشائخ ووجهاء وأعيان حضرموت إلى الحكومة السعودية ومجلس القيادة الرئاسي وسفراء الدول وسفراء دول الإتحاد الأوروبي، أكدوا فيها رفضهم إختزال حضرموت في طيف سياسي ومكون إجتماعي واحد.

وقال مشايخ ووجهاء محافظة حضرموت في الرسالة التي نشرها موقع "الجريدة بوست": "نبعث إليكم رسالتنا هذه تعبيراً عن رفضنا الشديد للإقصاء والتهميش وإختزال الرؤية السياسية والاقتصادية والإجتماعية والأمنية لأبناء حضرموت في طيف سياسي ومكون إجتماعي واحد".

مضيفين: "لا ندري كيف يتم ذلك في الوقت الذي أكد فيه محافظ حضرموت بأنه قد تم تسجيل جميع المكونات ووافقت المملكة على حضورهم جميعاً وتمنينا أن تخرج النقاشات برؤية ووفاق تام لما فيه مصلحة حضرموت وأبنائها".

وتابع: "يأتي تأكيد رئيس المحور السياسي أن الوفد يضم قيادات القوى السياسية والشخصيات والنخب وتمثيل المغتربين، وهنا يتضح للجميع بأن هناك من يريد الإستمرار في الإقصاء والتهميش لأبناء حضرموت والتحدث كممثلا عنهم".

محذرين أن "السكوت والإستمرار في هذا النهج يترتب عليه خلاف واختلاف في النسيخ الإجتماعي والموافقة بين أبناء حضرموت".

مؤكدين "رفض الإقصاء والتهميش وإختزال رؤية حضرموت في مكون وطيف سياسي واجتماعي واحد تمت دعوته للتشاور".

واختتم مشايخ ووجهاء محافظة حضرموت بالقول: "إننا غير ملزمين بما يترتب على هذه اللقاءات المنفردة من مخرجات لم تجمع أو تتوافق عليها كافة القوى في حضرموت".

في السياق، أكد المجلس الانتقالي الجنوبي على موقف مشايخ ووجهاء محافظة حضرموت برفض أي مخرجات عن اللقاء التشاوري في الرياض.

عبر عن هذا الموقف عضو الجمعية العمومية للمجلس الانتقالي الجنوبي الإعلامي وضاح بن عطية الذي أكد مخاطبة مشايخ حضرموت، الحكومة السعودية وإبلاغها بأن مخرجات اللقاء التشاوري في الرياض غير ملزمة لهم.

وقال بن عطية في تغريدة على منصة "تويتر": "مشائخ وقبائل ومقادمة أبناء حضرموت يوجهون رسالة للقيادة في مجلس القيادة الرئاسي والتحالف العربي يرفضون فيها اختزال قرار أبناء حضرموت في مكون هش".

مضيفاً: "أي مخرجات ناتجة عن ذلك اللقاء مرفوضة ولا يعبر عن رأي أبناء حضرموت".

يأتي هذا بعد أن أعلنت مكونات حضرمية في ختام لقاء تشاوري في الرياض برعاية السعودية، إشهار "مجلس حضرموت الوطني"، ووثيقة سياسية وحقوقية حضرمية أكدت على "وحدة حضرموت وحق ابنائها في ادارة شؤونهم الاقتصادية والسياسية والامنية، مع الإقرار بالتعددية السياسية والاجتماعية في حضرموت والمحافظات الجنوبية، والتأكيد على الالتزام بالأهداف المشتركة مع تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية  السعودية".

كما أكدت الوثيقة على "حق الشعب في حضرموت عبر مكوناته المختلفة بالمشاركة العادلة في صناعة القرار السيادي والتمثيل في الغرف البرلمانية والهيئات الحكومية والاستشارية والتفاوضيه بما يضمن حماية المصالح الحيوية لأبناء حضرموت بشكل مستقل، والتعهد بتحييد المؤسسات الخدمية والامنية والعسكرية عن اي اختلافات بينية".

وأثارت حفاوة الاستقبال الحافل للمجلس الانتقالي الجنوبي في مدينة المكلا بمحافظة حضرموت، ونجاحات المجلس في توحيد الصف الجنوبي، حفيظة السعودية، فلجأت إلى نشاط مضاد عبر استقطاب عدد من الشخصيات والمشايخ والمكونات المعارضة للانتقالي.

استقبال حضرموت للانتقالي يدفع السعودية لهذا الرد

وعلق سياسيون جنوبيون على استدعاء السعودية إلى الرياض الشخصيات والقوى الحضرمية المعارضة للانتقالي، بأنها "تأتي ضمن تصعيد السعودية ضد المجلس الانتقالي الجنوبي". لافتين إلى إنشائها قوات ما يسمى درع الوطن لإحلالها بدلاً عن القوات الجنوبية في محافظة حضرموت.

مشيرين إلى أن نجاحات جهود المجلس الانتقالي الجنوبي في توحيد الصف الجنوبي وتتويجها بعقد اللقاء التشاوري للمكونات الجنوبية واقرار ميثاق جنوبي، وغيرها من الوثائق الهامة "ازعج السعودية واثار قلقها من فقدان نفوذها في الجنوب وبخاصة محافظة حضرموت".

ولفتوا إلى أن "المملكة العربية السعودية تعامل محافظة حضرموت معاملة خاصة منذ عقود، "تمثلت بمنح الحضرميين تسهيلات استثنائية لدخول السعودية وفي الاقامة والتجارة والاستثمار. وكذا هويات التابعية، والجنسية ايضا".

منوهين إلى أن "السعودية ظلت تنظر إلى حضرموت بوصفها حديقة خلفية لها تخضع لنفوذها الكامل. منوهين إلى أن "الرياض لا تخفي تطلعاتها الى ضم حضرموت سعيا وراء الحصول على منفذ على البحر العربي وكذا ثروات حضرموت".