السعودية تعلن رؤية مستفزة لشكل الدولة في اليمن
اليوم السابع - الرياض:
أعلنت المملكة العربية السعودية، رؤية لشكل الدولة في اليمن، استفزت قطاعا واسعا من اليمنيين، وبصورة اكبر الجنوبيين لتضمنها الغاء للقضية الجنوبية واقصاء للمجلس الانتقالي الجنوبي.
جاء هذا على لسان أكاديميين وسياسيين سعوديين، بينهم رئيس مركز ديمومة للدراسات والبحوث تركي القبلان، المقرب من دوائر القرار والديوان الملكي السعودي.
القبلان قال في تغريدة على منصة "تويتر": "من واجبي وأنا أنطلق من منطلق أمن قومي سعودي، وبعد فحص بُنية المجلس الانتقالي وخشية عدم تحقيق استقرار مستقبلي نتيجته صبغته".
واتهم المجلس الانتقالي بأنه يمثل مناطق بعينها في جنوب اليمن وليس كل مناطق واطياف الجنوب، بقوله: إن له "صبغة واحدة ذات نطاق جغرافي محدد دون بقية المكونات والمحافظات الأخرى".
مضيفا: "فقد يكون حالة التململ بين القبول والصمت المكبوت في البدايات ناتج عن تمريره بالاتكاء على رغبة الانفصال وإلهاب النفوس بروح الدولة الموعودة نتيجة إختلال دولة الوحدة في عهد علي عبدالله صالح وما لحق بالجنوبيين من مظلومية".
وتابع: "إلا أن عدم تقديم مشروع جامع واضح ومحدد يضمن مشاركة الجميع دون تهميش البقية، بعيداً عن سلطة السلاح، من شأنه أن يتيح لمشاركة أكبر لتحديد شكل الدولة المرغوبة في ظل الإطار الجامع للدولة اليمنية".
كاشفا بقصد أو دون قصد عن وقوف السعودية وراء مخطط لشق الصف الجنوبي، من خلال دعم كيانات جنوبية تناهض المجلس الانتقالي الجنوبي وتنازعه في تمثيل القضية الجنوبية.
وقال السياسي السعودي البارز والمقرب من الديوان الملكي، تركي القبلان: "هذا ما أدى إلى استفاقة بقية المكونات الجنوبية التي أصدرت مؤخراً بيانها الرافض لحصر القضية الجنوبية في مكونٍ واحد".
مضيفا في كشف نوايا السعودية: "هذا خلاف طموح أبناء حضرموت لتحديد مستقبلهم وبالذات أنهم أخضعوا للدخول في جمهورية اليمن الديموقراطية الشعبية بعد الاستقلال 1967م قسراً وبالقوة".
الأكاديمي والسياسي السعودي زعم في تغريدته أن ما وصفها بـ "الاختلالات" "تحتاج إلى معالجة جادة لكي لا تتكرر مأساة 1986م، وإذا ما أفرزت هكذا وضع فسيكون له انعكاسات سلبية على أمننا القومي وعلى الشعب اليمني بأكمله".
من واجبي وأنا أنطلق من منطلق أمن قومي سعودي ، وبعد فحص بُنية المجلس الانتقالي وخشية عدم تحقيق استقرار مستقبلي نتيجة صبغه بصبغة واحدة ذات نطاق جغرافي محدد دون بقية المكونات والمحافظات الأخرى ، فقد يكون حالة التململ بين القبول والصمت المكبوت في البدايات ناتج عن تمريره بالاتكاء على…
— د تركي القبلان (@TurkiGoblan) March 22, 2023
يترافق هذا، مع حملة شعواء تشنها السعودية منذ اشهر عبر سياسييها واعلامييها وناشطيها، ضد المجلس الانتقالي، بالتزامن مع تدخل السعودية المباشر لاستبدال معسكرات تابعة للانتقالي في حضرموت بقوات مولت انشاءها باسم "درع الوطن".
وعلق سياسيون بارزون في المجلس الانتقالي وناشطون جنوبيون على الحملة السعودية بأنها "مغرضة وغير مبررة"، واتفقوا في ان "السفير السعودي محمد آل جابر يقف وراءها، ردا على تمسك قيادة المجلس بخيار استعادة دولة الجنوب".
يشار إلى أن السعودية صعدت مواقفها ضد المجلس الانتقالي بالتزامن مع رفع وتيرة دعمها تمكين رموز نظام علي عبدالله صالح من العودة إلى الواجهة في مختلف مفاصل الدولة ضمن توجه لاعادة نظام صالح إلى الحكم على حساب اخماد القضية الجنوبية.