العليمي يتجاهل الجنوب ويغازل الحوثيين (تفاصيل)
اليوم السابع - الرياض:
تجاهل رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي، اهم الملفات الشائكة والملتهبة على الساحة، وفي مقدمها القضية الجنوبية ومعاناة المواطنين جنوب البلاد، في مقابل مغازلة جماعة الحوثي ودعوتها إلى الموافقة على اعلان استئناف الهدنة اعتبارا من اول ايام شهر رمضان، بجانب مطالب اخرى وجهها للجماعة، بصيغة الرجاء، لانهاء الحرب واحلال السلام.
جاء هذا في خطاب رسمي مسجل وجهه العليمي عبر التلفاز، من العاصمة السعودية الرياض، بمناسبة حلول شهر رمضان. قال فيه إنه " لمن المحزن، والمؤلم ان يعود هذا الشهر الفضيل، وما يزال شعبنا يعاني ويلات الحرب، وأثارها المدمرة، لكن فضل الله علينا ان يعيده كل عام ونحن اكثر قوة، واصطفافا، وعزما في الدفاع عن نظامنا الجمهوري وهويتنا الوطنية".
مضيفا: "على مدى السنوات الماضية قدمنا واشقاؤنا في تحالف دعم الشرعية التنازلات تلو التنازلات، والمبادرات تلو المبادرات من اجل استعادة مسار السلام، وانهاء معاناة شعبنا، وصولاً الى اعلان الهدنة التي ترفضها المليشيات، وملف المحتجزين الذي كنا نأمل ان تتسع فرحة العائلات باطلاقهم جميعاً في هذا الشهرالكريم، وفقاً لمبدأ الكل مقابل الكل".
وتابع يعلن عن مزيد من التنازلات في مقابل استباب حكمه ورموز نظام الرئيس الأسبق، بقوله: "إننا نجدد الترحيب بكافة الجهود لاستمرار الهدنة الانسانية وتثبيت وقف شامل لاطلاق النار بدءا بشهر رمضان المبارك، وندعو المليشيات الى التخلي عن التربح الفاسد من اقتصاد الحرب، وفوارق تحويلات العملة على حساب لقمة العيش، ومصادر الرزق".
مستطردا في رجاء الحوثيين بقوله: "وليس هناك اصدق تجسيد لهذه المبادئ والقيم الرمضانية من ان تشرع المليشيات بالغاء القيود على تداول الطبعة الجديدة من العملة، وتخليها عن وهم الاستقرار الخادع لاسعار الصرف في مناطق سيطرتها، ودفع رواتب الموظفين، ..". في تنصل جديد عن صرف الرواتب للمدنيين والعسكريين في عدن والمحافظات الجنوبية.
ورحب بمصالحة السعودية مع ايران، مغازلا الاخيرة بسحب جميع الاتهامات اليها، قائلا: "كان بإمكان الجماعة الحوثية منذ البداية العمل كمكون سياسي يحترم القانون والدستور، والتسليم بحق الدولة في احتكارالقوة، وان المشكلة ليست مع الشعب الايراني، وانما مع نظامه، وممارساته، وتدخلاته في شؤوننا الداخلية، ومحاولة فرض معتقدات مليشياته المتطرفة بالقوة".
مضيفا في التودد إلى إيران، وعرض الاستعداد لاقامة علاقات مباشرة معها تبعا لاستئناف السعودية علاقاتها الدبلوماسية والتعاون الكامل معها: "وعلى ذلك فإن مصلحة ايران، تتمثل في الشراكة مع جيرانها، والاسرة الدولية، والتركيز على خدمة ورفاه مواطنيها، وكف نظامها عن تبديد مواردها ومقدراتها فيما يزعزع امن واستقرار، وسيادة شعوب وبلدان المنطقة".
كما اعلن عن توجيه مثير للجدل، قائلا: "وإنني اغتنم هذه الفرصة لتوجيه الجهات المعنية بالإفراج عن السجناء المحكومين الذين امضو ثلاثة أرباع المدة، وكذلك الإفراج بالضمان التجاري لمن امضو فترة العقوبة ومايزالون محبوسين على ذمة الحقوق الخاصة، مع تشكيل لجان في المحافظات من النيابات، والسلطات المحلية والغرف التجارية لمساعدة المعسرين".
وعبَّر عن استقوائه بالتحالف على كل من يعارض استحواذه ورموز نظام صالح، بقوله: "لذلك فإن العالم كله موحد اليوم لدعم قضيتنا والتضامن مع شعبنا وتطلعاته في استعادة مؤسسات الدولة، بينما ينظر الى نهج المليشيات في تمجيد الحروب والموت كانحراف عن القيم الدينية والأخلاقية، والفطرة الانسانية السوية، وكتهديد للسلم الاجتماعي والدولي، ومدخل للتفكك، والتشرذم".
يشار إلى أن السعودية صعدت مواقفها ضد معظم القوى والمكونات السياسية المناهضة للحوثيين بما فيهم حزب الاصلاح، والمجلس الانتقالي الجنوبي بالتزامن مع رفع وتيرة دعمها تمكين رموز نظام علي عبدالله صالح من العودة إلى الواجهة في مختلف مفاصل الدولة ضمن توجه لاعادة نظام صالح إلى الحكم بالشراكة مع الحوثيين على حساب اخماد القضية الجنوبية.