الانتقالي يجلد نجل الرئيس صالح ويكشف حقيقة الرهان الخاسر

اليوم السابع – متابعة خاصة:
كشف المجلس الانتقالي الجنوبي، على لسان عضو الجمعية العمومية في المجلس، الأكاديمي حسين لقور، السبب وراء تمسك قيادات حزب المؤتمر الشعبي العام، جناح الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح، بمساعيها الرامية لتعيين نجل صالح، أحمد علي رئيسا للحزب والتمهيد لتوليته رئاسة البلاد.

يأتي ذلك وسط مخاوف لدى قيادات الانتقالي وصل مؤخرا حدّ الهجوم ضد التحالف بقيادة السعودية والإمارات، من مساعي الأخير الرامية لإعادة نظام صالح إلى حكم البلاد مجددا، على حساب تهميش الانتقالي وحزب الإصلاح.

وقال لقور، في تغريدة على حسابه بموقع التدوين المصغر "تويتر"، بالإشارة لرموز نظام صالح: "لماذا يصرون على البقاء في جلباب آل عفاش؟، سؤال لا يجد كثيرون الإجابة عليه و هم يرون قيادات ما كان يسمى المؤتمر عاجزة عن إعادة و لو وحدة شكلية للحزب بعد أن رهن كل طرف فيه مواقفه للبيع في سوق النخاسة".

مضيفا إن: "بعضهم يريدون احمد قائدا لهم لأنه ابن عفاش و هم يعرفون أنه فاشل تعليميا و قياديا"، حسب وصفه.
https://twitter.com/Dr_Laqwer/status/1588836648355184640

ووضع لقور، لمتابعيه في تغريدة ثانية، جوابا على أسئلته التي طرحها عليهم، بشأن قيادات حزب المؤتمر وما تُحضر له وسعيها لتنصيب أحمد علي خلفا لوالده، قائلا: "لانهم لا يمتلكون أي شرعية شعبية ولا أخلاقية بعد أن قادوا البلد ثلاثة عقود إلى الخراب أصبحوا مضرب للأمثال في العجز والانقياد لدكتاتور حاولوا أن يصوروه في نظر الناس أنه زعيم لكنه بقي زعيم عصابتهم الذي أذلهم". 

مضيفا: "واليوم يبحثون عن شخصية ضعيفة ليكون زعيم لهم لكن هذه المرة ليقودوه هم"، في إشارة لأحمد علي.

ويجري صراعا وتنافسا محموما، بين كل من قيادات حزب المؤتمر جناح القاهرة وجناح طارق صالح وجناح أحمد علي، وجناح الرياض، على استلام رئاسة المؤتمر، في الوقت الذي يحظى نجل صالح بدعم أمريكي ومن التحالف لتولي رئاسة حزب المؤتمر تمهيدا لتنصيبه رئيسا لليمن، بينما يعمل التحالف، لتحقيق ذلك، على تقويض نفوذ المجلس الانتقالي الجنوبي سياسيا وعسكريا في الجنوب، بعد أن حسم أمر حزب الإصلاح وأنهى تواجده في السلطة بشكل شبه كلّي، إذ كشفت مصادر سياسية في سلطة حزب الإصلاح قبل أشهر قليلة من الإطاحة بعبدربه منصور هادي، عن ترتيبات بدأها التحالف بقيادة السعودية والإمارات، تهدف إلى إعادة نظام الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح إلى الحكم، على حساب إنهاء نفوذ المجلس الانتقالي الجنوبي وحزب الإصلاح.

وكشف القيادي البارز في حزب المؤتمر الشعبي العام، جناح الرياض، عادل الشجاع، أواخر أكتوبر الماضي، عما يدور في مقر إقامة الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي، الشيخ سلطان البركاني، بالعاصمة المصرية القاهرة، موجها هجوما هو الأعنف ضد البركاني، وتحذيرا لكافة قيادات ومنتسبي وقواعد المؤتمر الشعبي العام، من مخطط خطِر قال انه يهدد مستقبل الحزب.

وعبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، وجّه عضو اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي عادل الشجاع، رسالة إلى قيادات المؤتمر، التي قال إنها "اجتمعت في منزل البركاني"، بدائها قائلا: "إلى المجتمعين في منزل الشيخ سلطان البركاني كل باسمه وصفته، فقد وصل إلى مسامعنا أنكم تعقدون اجتماعات لإعادة تدوير أنفسكم على رأس المؤتمر الشعبي العام".

مضيفا: إن تلك "اللقاءات تحوّلت إلى غرف مغلقة بين أشخاص كانوا سببا في اختطاف المؤتمر خلال الفترة الماضية وتعطيل اجتماعاته الرسمية منذ العام ٢٠١٨". محذرا من مخطط تقاسم لقيادة المؤتمر الشعبي العام يستهدف وحدته ووجوده مقابل ما سماه "استجابة للأطماع الشخصية".

الشجاع حذّر قيادات المؤتمر في القاهرة وعلى رأسها البركاني، "من تجاوز اللوائح والأنظمة أو البحث عن مناصب، كما يتبادر إلى أسماعنا من تقاسم استجابة للأطماع الشخصية"، معتبرا في رسالته لهم أن "ما كان جائزا بالأمس لا يجوز اليوم، وما تقدمون عليه يعد خطرا وخطيئة لا يجوز تكرارها".
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=pfbid02kj1NDkfTV8jiAeLhC1ZQfwAqKAMhw1wYTtt5Snfqh39bdcb7FxWrQg5C3nodrdLTl&id=1275937379

وكشفت مصادر مطّلعة، أن لقاءات مكثفة عقدها السفير الأمريكي لدى اليمن، بدأها منذ أواخر سبتمبر الماضي، مع قيادات المؤتمر في كل من مصر والرياض وأبوظبي، لإرغامها على القبول بأحمد علي رئيسا للحزب واليمن ونجل الأمين العام السابق للمؤتمر عوض عارف الزوكا خلفا لوالده، في خطوات تسير -حسب مراقبين- باتجاه "تكرار النموذج المصري في الإطاحة بحكم الإخوان".

أحدثت هذه الضغوط السياسية الأمريكية والسعودية، انقسامات في أوساط الصف الأول لقيادات المؤتمر الشعبي، التي عبر عدد منها عن الاستياء والاستنكار، حد انتقاد توجهات وسياسات التحالف بقيادة السعودية والإمارات لأول مرة، وبصورة اكبر الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي سلطان البركاني، الذي يتزعم تيار رفض تنصيب أحمد علي رئيسا للحزب، وعوض الزوكا أمينا عاما.

وشنّ البركاني، قبل نحو أسبوعين، هجوما يُعد الأول، ضد التحالف بقيادة السعودية والإمارات ومجلس التعاون الخليجي، معبرا عن رفض ضغوط تنصيب احمد علي رئيسا للحزب، عبر تغريدة على حسابه بموقع التدوين المصغر "تويتر"، اعترض فيها على ما تضمّنته بيانات صادرة عن التحالف ومجلس دول الخليج، تُشير إلى توجّهما نحو إنهاء الحرب في اليمن بشروط جماعة الحوثي.
https://twitter.com/AlbarkaniS/status/1584482752933789703

في المقابل، أكدت مصادر مطّلعة، أن هجوم الشيخ سلطان البركاني غير المسبوق على التحالف ودول الخليج، "جاء ردّا على ضغوطات يمارسها التحالف باتجاه تنصيب أحمد علي عبدالله صالح رئيسا للمؤتمر الشعبي، وعوض عارف الزوكا أمينا عاما، ورفض توجهات التحالف لإحلال هيئة المشاورة والمصالحة التابعة لمجلس القيادة، محل مجلس النواب، الذي يرأسه سلطان البركاني.

ونشر وزير خارجية الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح، الأمين العام العام المساعد للمؤتمر الشعبي، الدكتور أبو بكر القربي، ما يعزز في سلسلة تغريدات على "تويتر"، أكدت أنباء عقد البركاني في مقر إقامته بالعاصمة المصرية القاهرة، اجتماعات مع قيادات المؤتمر المقيمة في مصر، لمناقشة تنصيب قيادة جديدة للحزب، واختيار رئيس جديد خلفا لعبد ربه منصور هادي.

القربي تحدث عن "حوار تم بين قيادات المؤتمر في الخارج كان هدفه تفعيل دور المؤتمر وإسهامه في مفاوضات الحل السياسي وحمايته من مخطط التقسيم والهيمنة مع التمسك بمؤتمر الداخل بكوادره وقيادته والالتزام بميثاقه ونظامه الداخلي ليبقى المؤتمر محط ثقة الشعب وصمام الأمان لمستقبل اليمن وبناء السلام". منتقدا في الوقت نفسه عدم إبلاغ جميع قيادات المؤتمر بالاجتماع.
https://twitter.com/AAlqirbi/status/1585230231429750786?t=DHwNhyof4yGDiThpfk7nag&s=19

واعتبر الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي د. أبو بكر القربي، أن الاجتماع تم "دون مراعاة للنظام الداخلي وأثر ذلك على مكانة المؤتمر ووحدته ودوره الوطني"، منتقدا إتمام ذلك "بدلا من توجيه جهدهم لتعزيز موقع المؤتمر في الدولة وفي مفاوضات الحل السياسي الشامل". في إشارة إلى الدور الذي بات يعوله التحالف على المؤتمر الشعبي في التوصل لتسوية سياسية تنهي الحرب.
https://twitter.com/AAlqirbi/status/1582817176095858688?s=19

وألمحت تغريدة القربي، بحسب مراقبين، إلى "تدخل خارجي حال دون تحقيق هدف الحوار الذي تم بين قيادات المؤتمر في الخارج"، وسبق أن كشف القربي عن "تحضيرات تجريها قيادات حزب المؤتمر في القاهرة، لتعيين قيادة جديدة للحزب". مشددا على ضرورة الحفاظ على وحدة المؤتمر الشعبي وقياداته في الداخل والخارج، شرطا لتفعيل دوره الرئيسي في المرحلة المقبلة.

من جانبه، قال عوض عارف الزوكا، الذي قررت قيادة المؤتمر الشعبي في الداخل عقب مقتل علي عبدالله صالح، تصعيده وأحمد علي صالح إلى عضوية اللجنة العامة قبل ان تعين نجل صالح نائبا لرئيس الحزب، إن: "أي مساع تهدف لتوحيد المؤتمر يجب أن تلتزم بلوائح المؤتمر ونظامه الداخلي ومن ثم الالتزام بإشراك كل قيادات المؤتمر وكوادره في الداخل والخارج".

مضيفا في تغريدة على حسابه بموقع التدوين المصغر "تويتر": إن "أي اقصاء للآخرين او حصر هذه المساعي لأسماء معينه دون وضع اعتبار للمناضلين والشرفاء من المؤتمريين سيفشل هذه الدعوة وسيزيد من تشتت المؤتمر"، في إشارة للقاءات التي يرأسها البركاني مع قيادات المؤتمر في القاهرة والتي أشار إليها، القربي، الذي لعب دورا دبلوماسيا في تنحية هادي وتغيير "شكل الشرعية".
https://twitter.com/a_alzwka/status/1584599064309821440

واتّفق البرلماني المؤتمري علي مسعد اللهبي، مع موقف الزوكا، إذ أبدى تأييدا لتوجه التحالف نحو تنصيب أحمد علي رئيسا للحزب، ورفضا لما تحضّر له قيادات الحزب المتواجدة في القاهرة، قائلا في "تويتر": "نكرر المؤتمر الشعبي العام واحد موحد بالداخل والخارج والحفاظ عليه من مسئولية كل شرفاء المؤتمر وقواعده الشرفاء وقياداته الشرفاء من أبنا الشهداء وعلى رأسهم احمد علي عبدالله صالح نائب رئيس المؤتمر والشيخ عوض الزوكا ومعهم كل الشرفاء من اللجنة الدائمة واللجنة العامة وليس غيرهم".
https://twitter.com/Alimosaedalized/status/1585373135553302528

تأتي الضغوط الامريكية والسعودية لتنصيب قيادة جديدة لحزب المؤتمر الشعبي، امتدادا لما كان كشفه مقطع فيديو لاجتماع السفير السعودي لدى اليمن، محمد آل جابر، مع قيادات في المؤتمر عن أن السبيل للحد من نفوذ حزب الإصلاح في الجيش الوطني وفي الحكومة بـ"احتواء" حزب المؤتمر الذي اعتبره "العنصر الفاعل في اليمن سابقا"، مشيرا إلى أن هناك عمل لإعادته إلى المشهد وتمكينه من تسلم الزمام.