جدل واسع بعد فتح احد أهم الملفات المثيرة والسرية لنظام الرئيس علي عبدالله صالح

اليوم السابع – متابعة خاصة:
كشف اقتصاديون حقائق مفاجئة وصادمة لجماعة الحوثي، بشأن اموال الزكاة وحجمها ومصارفها، موضحة حقيقة الاتهامات الموجهة للحكومات والسلطات في البلاد قبل انقلابها في سبتمبر 2014م، بشأن تحصيل اموال الزكاة وبنود انفاقها.

وأفاد اقتصاديون بأن "اموال الزكاة لم تكن بهذا القدر الهائل الذي اضحت عليه اليوم في مناطق سيطرة جماعة الحوثي، وظلت على مدار سنوات محدودة لا ترقى إلى عشرات المليارات من الريال، نظرا لاختلالات وتساهلات في تحصيل الزكاة، وعدم استخدام القوة في ذلك".

موضحين أن "تصاعد ايرادات الزكاة في صنعاء والمحافظات التي تسيطر عليها جماعة الحوثي، يرجع إلى رهان الاخيرة عليها، واستخدامها القوة في تحصيلها، وربط معظم المعاملات التجارية الجمركية والضريبية للتجار بشرط سداد الزكاة اولا، واطلاع الجماعة على البيانات المالية لكل تجار".

نافين كل الاتهامات التي تسوقها جماعة الحوثي، للحكومات والسلطات قبل انقلابها في سبتمبر 2014م، في سياق تبرير ارتفاع حجم اموال الزكاة، وزعمها بأن الاخيرة "تعرضت للعبث والنهب وصرفها في غير مصارفها الشرعية، وتجييرها لشراء وصرف السيارات والاموال للمشايخ وتمويل مؤسسة الصالح للتنمية وغير ذلك من المزاعم".

وأكدوا أن "اموال الزكاة المتحصلة على محدوديتها قبل سبتمبر 2014م، ظلت تورد إلى الخزينة العامة لدولة، وكانت نسبة منها توجه لتمويل انشطة القطاعات الخدمية والتنموية، ونسبة للمساهمة في تمويل المانحين لشبكة الضمان الاجتماعي للمعدمين والعاجزين".

إلى ذلك، كشف مراقبون للشأن الداخلي عن حربٌ خفية دارت بين الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح من جهة، والشيخ عبدالله بن حسين الأحمر وحزب الإصلاح من جهة، تصارع فيها الطرفين على كسب ولاءات سياسية وعسكرية وقبلية، باستخدام سلاح غير مسبوق.

وحسب المراقبين، فقد شملت تلك الحرب التنافسية بين الطرفين، "استمالة الشباب واستغلال حاجتهم في منافسات سياسية ومحارق عسكرية". مشيرين إلى "التباري في إقامة أعراس جماعية لعشرات من المنتسبين لقوات كل من صالح ونجله أحمد، وأخرى مماثلة برعاية الأحمر وحزب لإصلاح، لأغراض الاستقطاب والولاء والتجنيد العسكري".

واستدل المراقبون بوقائع تنافسية "اخذت طابع الفعل ورد الفعل"، مذكرين برعاية علي عبدالله صالح، لحفل زفاف جماعي، "استهدف الشباب من منتسبي قوات الحرس الجمهوري في مديرية سنحان، وحفلٌ مماثل أُقيم برعاية نجله أحمد علي في العام 2012م، واستهدف كذلك الشباب من منتسبي قوات الحرس الجمهورية التي تولى قيادتها منذ إنشاءها".

مضيفين: كذلك على الطريقة ذاتها، عمد الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر والذي كان يرأس حزب الإصلاح إلى إقامة زفاف جماعي لعشرات من منتسبي حزب الإصلاح في محافظة عمران، ثم عمد حزب الإصلاح عام 2013م وبتمويل قطري معلن، إلى إقامة حفل زفاف جماعي لقرابة 1900 شاب وشابة من المبرزين في ثورة 11 فبراير 2011".

جاء هذا الكشف، في سياق تعليق المراقبين للشأن اليمني على العرس الجماعي لقرابة 10 آلاف شاب وشابة الذي مولته هيئة الزكاة التابعة لسلطة جماعة الحوثي، الاثنين في العاصمة صنعاء، للعام الثالث على التوالي، من إيرادات الزكاة التي شهدت ارتفاعا لافتا يرجعه اقتصاديون إلى حزم سلطات الجماعة في تحصيلها.

وحسب المراقبين فإن "الأعراس الجماعية التي تبارى في تنظيمها صالح ونجله والشيخ الأحمر وحزب الإصلاح، ظلت سابقة لدورات انتخابية، واستثنت غير الموالين للمؤتمر والإصلاح، ودفعت، جماعة الحوثي إلى استغلالها لصالحها، بإعطاء الاعراس الجماعية طابعا شعبيا عاما".

مشيرين إلى أن "جماعة الحوثي تعمدت في الاعراس الجماعية التي تمولها من أموال الزكاة ان يكون العرسان من مختلف المحافظات، بما فيهم المعاقون وذوو الاحتياجات الخاصة من المعاقين والصم والبكم والكفيفين ومن فاتهم قطار الزواج وتقدم بهم العمر جراء الفقر، بل و150 من العرب المعسرين المقيمين في اليمن".

واعتبروا، أن جماعة الحوثي، عبر تمويل وتنظيم هذه الاعراس الجماعية للشباب، والأنشطة المجتمعية لهيئة الزكاة التابعة لسلطتها والتي تشهد توسعا مجتمعيا لافتا، خلال الأعوام الأخيرة، تسعى إلى الترويج لنفسها بوصفها دولة راعية للمواطنين". منوهين بأن هذا "يحرج سلطات مجلس القيادة والحكومة المعترف بها ويطالبها بتفوق عملي في هذا يشعر به جميع المواطنين".

وعمدت جماعة الحوثي الانقلابية إلى استبدال مكتب الواجبات الزكوية الذي كان تابعا لوزارة المالية، بما سمته "الهيئة العامة للزكاة" عقب تمرير قانون عبر مجلس النواب الخاضع لسلطاتها، ونشرت مندوبيها لتحصيل الزكاة بالقوة من التجار، لتشهد ارتفاعا غير مسبوق.

يشار إلى أن إيرادات الزكاة في العاصمة صنعاء ومحافظات سيطرة جماعة الحوثي، ارتفعت الى عشرات المليارات حسب إعلانات الهيئة لحجم تمويل أنشطة واسعة مجتمعيا تشمل الاعانة المالية والغذائية وكفالة الايتام وتزويج الشباب وسداد ديون سجناء معسرين ومعامل خياطة وكساء وغيرها من الأنشطة التي تسعى جماعة الحوثي بها لتحسين صورتها واستقطاب المواطنين والقبائل.