الانتقالي يفتح ملف العليمي ويتهمه بالوقوف وراء مجازر في الجنوب

اليوم السابع – متابعة خاصة:

فتح المجلس الانتقالي الجنوبي، ملف رئيس مجلس القيادة رشاد العليمي، إبان توليه منصب نائب رئيس الوزراء لشؤون الأمن والدفاع في عهد الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح، موجهاً له اتهامات خطيرة بالتورط في سفك دم أبناء المحافظات الجنوبية.

جاء ذلك على لسان عضو الجمعية العمومية للمجلس الانتقالي الجنوبي، الأكاديمي حسين لقور، الذي اتهم العليمي، بالتورط في مجزرة المعجلة التي أدت إلى مقتل 49 مدنياً بينهم 17 امرأة و23 طفلاً بغارة جوية أمريكية على مخيم للبدو الرحل في محافظة أبين العام 2009.

وقال لقور، في تغريدة على موقع التدوين المصغر "تويتر": "حقائق جرائم العليمي هل يعلم من دعم ودفع برشاد العليمي الى عضوية مجلس القيادة ورئاسته أن يديه ملطخة بدماء نساء وأطفال وكبار السن أبرياء من أبناء أبين (باكازم) عندما برر جريمة قتلهم جهارا نهارا في 2009م وهو المسؤول يومذاك عن سلامة حياة كل مواطن عندما كان نائبا لرئيس الوزراء".

وأرفق القيادي في الانتقالي صورة من وثيقة للسفارة الأمريكية سربها موقع "ويكليكس" العالمي، تضمنت الاشارة إلى أن واشنطن تلقت المعلومات من العليمي نائب رئيس الوزراء لشؤون الأمن والدفاع آنذاك، وأن المدنيين الذين سقطوا في المعجلة بالغارة الأمريكية هم بدو رحل يقدمون دعماً لوجستيا لعناصر تنظيم "القاعدة".

https://twitter.com/Dr_Laqwer/status/1529517595937976320

ويأتي اتهام المجلس الانتقالي في وقت تسود حالة من التوتر بين ومجلس القيادة، حيث كشف مسؤول حكومي توجيه رئيس المجلس الانتقالي اللواء عيدروس الزبيدي تهديداً لرئيس مجلس القيادة رشاد العليمي، خلال ترؤس الأخير أول اجتماع لمجلس القيادة عقب تصعيد متبادل بين الطرفين وصل ذروته خلال الايام الماضية على خلفية منع الانتقالي الاحتفال بعيد الوحدة.

وقال المستشار الإعلامي السابق في السفارة اليمنية بالرياض، رئيس تحرير صحيفة ومركز دراسات "هنا عدن"، أنيس منصور، في تغريدة على موقع التدوين المصغر "تويتر": "كان اليوم اجتماع المجلس الرئاسي وحضر عيدروس نصف ساعة فقط".

مضيفاً: "عندما فتحوا قضية دمج القوات العسكرية غادر عيدروس من الاجتماع منزعجاً قال لهم يادودة ايامكم معدودة احترموا الضيافة اقل شيء وبقي ابو زرعة (في اشارة إلى نائب رئيس المجلس عبدالرحمن المحرمي) جالس في الاجتماع".

https://twitter.com/anesmansory/status/1529495549870743555

وجاء الاجتماع في وقت تشهد العلاقة بين المجلس الانتقالي ومجلس القيادة، توتراً كبيراً، بعد توجيه رئيس الانتقالي اللواء عيدروس الزبيدي، خلال لقائه بقائد قوات التحالف في العاصمة المؤقتة عدن، اللواء الركن يوسف خير الله الشهراني، رسالة تحذير شديدة اللهجة إلى رئيس مجلس القيادة رشاد العليمي، من مغبة المساس بقواته، متوعداً بقلب الطاولة على الجميع، بالانسحاب من المجلس الذي يشغل فيه منصب نائب الرئيس.

وقالت مصادر جنوبية إن "الشهراني طلب من الزبيدي ايضاح أسباب مقاطعته لاجتماعات مجلس القيادة في قصر معاشيق وعقد اجتماعات في مكتبه بمقر المجلس الانتقالي، والهدف من اصداره ، يوم الأحد، قراراً بدعوة الجمعية العمومية للانتقالي إلى عقد دورتها الخامسة منتصف يونيو المقبل، مشدداً على ضرورة ايقاف اي تصعيد".

مضيفة: أن "الزبيدي أكد أن محاولات العليمي احراجه بالإعلان ضمن خطابه عن قرار بدمج قوات الانتقالي ضمن وزارتي الدفاع والداخلية لن تمر مهما كلف الأمر، واعتبر المساس بقواته من سابع المستحيلات، محذرا من أن استمرار الاستفزازات سيدفعه إلى الانسحاب من مجلس القيادة وقلب الطاولة على الجميع ".

المصادر الجنوبية ذاتها، أفادت بأن "الزبيدي أشار في اللقاء إلى الضغوط التي يتعرض لها من أنصار الانتقالي بشأن مشاركته في مجلس القيادة وما ترتب على ذلك من عودة رئيس ونواب المجلس إلى عدن واستضافتهم رغم الرفض الشعبي لذلك، علاوة على استفزازات البعض ابتداءً من أداء اليمين الدستورية وانتهاء بالسعي للاحتفال بالوحدة".

يتزامن هذا مع اعلان رئيس مجلس القيادة، رشاد العليمي في خطابه بمناسبة العيد الوطني الـ 32 للجمهورية اليمنية ذكرى اعادة توحيد شطري اليمن ، ليلة السبت، عن مصير القوات التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي في العاصمة المؤقتة عدن والمحافظات الجنوبية، واين ستكون خلال الايام القليلة المقبلة.

وقال العليمي في الخطاب الذي بثته وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" الحكومية: "سنمضي قدماً في جهود توحيد المؤسسة العسكرية والأمنية، كما نص اتفاق الرياض، وإعلان نقل السلطة".

مضيفاً أن "توحيد القوات سيكون من خلال اللجنة العسكرية والأمنية التي سيتم إعلانها خلال الأيام القليلة القادمة".

يشار إلى أن المجلس الانتقالي استنفر قواته لمنع تنظيم أي فعالية احتفالية بالعيد الوطني في عدن والمحافظات التي يسيطر عليها منذ أغسطس 2019، وقمع اي محاولات تسعى لرفع علم الجمهورية اليمنية، في مقابل رعايته فعاليات لإحياء ذكرى إعلان نائب الرئيس الأسبق علي سالم البيض فك الارتباط عن الشمال في 21 مايو 1994.