بعد عدن صنعاء تباغت احمد علي وتياره في المؤتمر بهذا الحراك

اليوم السابع - متابعة خاصة:

باغت تكتل يضم قيادات وقطاعا واسعا من قواعد المؤتمر الشعبي العام في الداخل المتحالف مع جماعة الحوثي، نائب رئيس الحزب نجل الرئيس السابق احمد علي عبدالله صالح، بحراك يطالب بفصله وفك ارتباط الحزب بأسرة صالح.

جاء ذلك في بيان أصدرته "اللجنة التحضيرية لأحرار المؤتمر الشعبي العام المطالبين بتصحيح مسار الحزب"، اعتبر إن القرارات ضد قيادات محسوبة على المؤتمر تقف مع التحالف السعودي الاماراتي"كانت وما تزال خجولة" في اشارة لقيادات اجنحة المؤتمر في ابوظبي والرياض ومصر الموالية لدول التحالف، و"على رأسهم احمد علي عبدالله صالح".

وانتقد البيان، الذي تداوله ناشطون وسياسيون مؤتمريون على نطاق واسع بمواقع التواصل الاجتماعي: من سماهم "المتأرجحين في مواقفهم" من قيادات المؤتمر بعد سبع سنوات من الحرب والدمار للبنية التحتية والاعيان المدنية والحصار المطبق البري والبحري والجوي ومنع سفن الوقود والغذاء والدواء الوصول إلى اليمن، والتسبب بأسوأ كارثه إنسانية عرفتها البشرية". حد وصفه. 

وقال: "ما يلفت انتباهنا اليوم بأن تجد في صفوفنا مازالوا متأرجحين في مواقفهم وكأن الأمر لا يعنيهم أو هم في منأى عن كل ما يجري لليمن أرضا وإنسانا، وعلى سبيل الذكر قيادة المؤتمر الشعبي العام التي نعدّهم قيادات وطنيه برئاسة الشيخ المناضل صادق بن أمين أبو راس رئيس المؤتمر الشعبي وهم يقفون جنبا إلى جنب مع القوى الوطنية المناهضة للعدوان الكوني على اليمن".  

مضيفا: "إلا أن المستغرب في الأمر وما دفع بأحرار المؤتمر الشعبي العام إلى رفع أصواتهم لتنبيه قيادتهم الوطنية بأن هناك وضعا غير طبيعي للحزب ولا ينسجم مع ما يشهده الوطن من عدوان ويقابل ذلك مواقف متأرجحه ما بين الخوف والرجاء، بل وصموا آذانهم عن مطالب كان من المفترض أن يبادروا بها من تلقاء أنفسهم". متحدثا إليهم من منطلق ‘ذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين‘"

وتابع: "نقول لهم وباسم أحرار المؤتمر الشعبي العام بأن هناك عدداً من القيادات المحسوبة على المؤتمر الشعبي العام وهم يعملون ومؤيدون للعدوان، بل ويعدوا من أدواته ولم يتخذ ضدهم أي أجراء من قبل قيادة المؤتمر في العاصمة صنعاء، بل ويديرون ظهورهم ويصموا آذانهم عن الأصوات والمطالبات التي انطلقت من صفوف المؤتمر وعبر عدد من وسائل الإعلام". 

مردفا: إن من سماهم "احرار المؤتمر" انبروا "منذ خمسين يوما وهم يطالبون بفصل الخونة والمرتزقة وعلى رأسهم أحمد علي المنتخب من العاصمة صنعاء نائباً لرئيس المؤتمر دون مراعاة لدماء وتضحيات قوافل من الشهداء والجرحى والمفقودين وحصار ومعاناة الشعب اليمني التي تسبب بها العدوان ومرتزقته وأدواته الذين ينعمون بأموال طائله من مقدرات الشعب اليمني".

وانتقد البيان تجاهل المطالب المرفوعة إلى قيادة المؤتمر الشعبي العام في الداخل، قائلا: "وهناك من يدافع عنهم ويتجاهل مطالب المؤتمريين الأحرار الذين يقفون مع وطنهم وشعبهم ويريدون حزبا وطنيا خاليا من أي ارتباطات خارجية تضع الحزب وقيادته في دائرة الاشتباه والمساءلة بسبب مواقف بعض من قيادة المؤتمر الضبابية والتي لا نجد لها تفسيراً واضحاً".

مضيفا: "ولم تكلف نفسها تلك القيادة للصعود على وسائل الإعلام أو عبر اجتماع تنظيمي توضح ذلك وتجيب بصراحه على تساؤلات أحرار المؤتمر الشعبي العام ومطالبهم الواضحة والتي تتلخص بسرعة فصل الخونة والمرتزقة من ثبت تورطهم مع العدوان على بلدهم" حسب تعبيره. معتبرا القرارات المتخذة من قيادة المؤتمر في الداخل بأنها "كانت ولا تزال قرارات خجولة".

وضمنت اللجنة التحضيرية لما سمي "احرار المؤتمر المطالبين بتصحيح مسار الحزب" بيانها الأول، مناشدة "قيادة المؤتمر الشعبي العام برئاسة الشيخ صادق أمين أبو راس الاستجابة لمطالب أحرار المؤتمر وكل شرفاء اليمن والتكرم باتخاذ الإجراءات العاجلة لفصل الخونة المتواجدين خارج الوطن وهم معاول هدم ويؤيدون كل جرائم العدوان بحق الشعب اليمني الصابر والصامد"، على حد تعبيرها.

مضيفة: "يعد هذا البيان الأول ونأمل أن يلقى استجابة بعيدا عن التسويف والوعود التي لم تعد مجدية في ظل وضع البلد الاستثنائي والذي لا يقبل القسمة على اثنين، إما الوطن ومقارعة العدوان وأدواته أو مع العدوان ومرتزقته وحين إذ لله الأمر من قبل ومن بعد". وأردفت ملوحة بتصعيد: "ننوه إلى أن هذا البيان سوف يتبعه خطوات توضح المواقف وملامح مستقبل الحراك التصحيحي".

وتابعت: "في ظل استمرار قيادة المؤتمر في أسلوب اللا مبالاة وتعاملهم مع هذه المطالب كالأمور العابرة التي لا تستحق اهتمامهم والتفاعل معها، نقول بأن الوطن والانتصار للشعب اليمني وتضحياته الجسام تستحق إلى ما هو أبعد من هذه المطالب الوطنية، ونقول لهم سبع سنوات ونحن ندخل السنة الثامنة من العدوان الحاقد على بلادنا كفيله بأن تبين الغث من السمين".

البيان رقم (1) الصادر، ليل الاحد، عمَّا سمي "اللجنة التحضيرية لأحرار المؤتمر الشعبي العام المطالبين بتصحيح مسار الحزب"؛ كشف عن لقاءات عقدت مع امين عام المؤتمر الشعبي في الداخل، بقوله: "نسجل شكرنا للأخ اللواء غازي أحمد علي أمين عام المؤتمر الشعبي العام الذي بادر بالالتقاء بشباب المؤتمر، وذلك اللقاء بداية طيبة، لكننا نتطلع إلى ترجمة عمليه لمخرجاته".

وتتبنى قيادات اجنحة الرئيس السابق علي عبدالله صالح في المؤتمر الشعبي العام، بكل من ابوظبي ومصر والرياض، الترويج لخطة حل سياسي لحرب اليمن في دوائر القرار الدولية بدعم اماراتي، ترتكز على قيام مجلس رئاسي مؤقت برئاسة احمد علي عفاش ويكون نائبه عيدروس الزبيدي، ويضم بعضوية الحوثيين والاحزاب السياسية (مكونات الشرعية)، والقوى الجنوبية (المقاومة، الحراك، ..الخ).

واعتبر مراقبون بيان "احرار المؤتمر"، من شأنه أن "يضاعف مأزق المؤتمر الشعبي جناح الرئيس السابق علي صالح، الموالي للامارات، وتصاعد حدة الرفض التي يواجهها في عدن والمحافظات الجنوبية، حدا دعت رئاسة المجلس الانتقالي للاعلان رسميا عن رفض اي نشاط له في الجنوب واقتحام مقره في عدن ومصادرته وتحويله إلى مقر رئيسي لرئاسة المجلس، نهاية الشهر الفائت".

وتصاعدت مؤخرا الخلافات الحادة بين "المجلس الانتقالي" والمؤتمر الشعبي جناح الرئيس السابق، وطارق صالح قائد قوات ما يسمى "المقاومة الوطنية حراس الجمهورية" في الساحل الغربي، إثر تحديه "الانتقالي" واشهار فرع لمكتب قواته في شبوة بدعم اماراتي، أثار موجة غضب بين اوساط قيادات وسياسيي "الانتقالي" وانصاره، باعتباره "محاولة النظام السابق العودة للحكم على حساب دماء الجنوبيين".

يشار إلى أن التحالف وبضغط اماراتي يسير -بنظر مراقبين للشأن اليمني- باتجاه "تغيير المسرح العسكري في البلاد، على طريق تغيير توازن القوى وفرض تسوية سياسية تُنهي الحرب، بتقسيم اليمن إلى دولتين أو اقليمين اتحاديين مبدئيا، وتسليم الزمام شمالا للمؤتمر الشعبي بقيادة احمد علي، وجنوبا للمجلس الانتقالي بقيادة عيدروس الزبيدي، ضمن مجلس رئاسي مؤقت يستوعب جميع القوى بما فيهم الحوثيين".