صالح يعود إلى السلطة عبر مواقع التواصل الاجتماعي

 

اليوم السابع-خاص

نجحت الآلة الإعلامية للرئيس السابق صالح على مواقع التواصل الاجتماعي في إقناع صناع القرار في المملكة العربية السعودية بوجوب إعادتهم إلى السلطة على حساب الأطراف الأخرى الموالية للرياض في اليمن.

ويرى متابعون أن نظام صالح أولى الإعلام البديل اهتماماً كبيراً عقب خروجه من السلطة، بعد كان لذلك دوراً محورياً في إخراجه من سدة الحكم بعد أن نجح ثوار 11 فبراير في تفعليه لكشف الفساد والظلم القائم خلال 33 عاماً، هي عمر ذلك النظام في الحكم.

ورغم أن صالح حكم اليمن بالدعاية والإعلام، إلا أنه انتهج الأساليب التقليدية وحسب، حيث اكتفى بطابور طويل من مروجي الشائعات في المقايل ووسائل النقل والتجمعات العامة، ولم يتنبه لمواقع التواصل الاجتماعي إلا بعد فوات الفرصة.

ومع سقوط النظام، وانتقال صالح إلى صف المعارضة، خصص مبالغ طائلة للإنفاق على الإعلام البديل، وجند جيشاً إلكترونياً للنيل من الحكومة الجديدة ورئيسها عبدربه منصور هادي، إضافة إلى الترويج لأنصار الله بشكل منقطع النظير نكاية في حزب الإصلاح.

وبالفعل جيش صالح الالكتروني في إضعاف معنويات الإخوان وأجبرهم على التراجع عن المواجهة العسكرية مع أنصار الله في صيف العام 2014، لتبدأ بعدها معركة أخرى مع حلفائه الجدد إلا أنها لم تكن موفقة هذه المرة.

فالإعلام صالح الذي اعتاد على تلميع صورة أنصار الله في مرحلة ما، وجد نفسه أمام موجهات جديدة تقتضي مهاجمتهم، ما أفقدهم الكثير من مصداقيتهم، وتحول موقفهم المتناقض إلى حجر عثرة أمام مشروع استعادة السلطة، المدعوم من الرياض وأبو ظبي.

وبخلاف مواقع التواصل الاجتماعي، كان ثقل صالح هشاً جداً على الأرض، ما أدى إلى خسارته للمعركة بعد ساعات من إعلانه له في 2 ديسمبر 2017، ودفع صالح شخصياً ثمن تضخيمه الإعلامي.

ولأن معركة التحالف في اليمن إعلامية في معظمها، فقد وجدت الرياض في بقايا نظام صالح خير حليف لاستعادة نفوذها ووصايتها في البلاد، سيما عقب فشل حلفائها في حزب الإصلاح على الأرض.

إلا أن هزيمة الإخوان العسكرية لا تعني بالضرورة أن أنصار صالح سينجحون على الأرض، ففقد خسر صالح أول معركة عسكرية يقودها بنفسه، والسبب سوء تقديره للفارق بين قوته المبالغ فيها لدى الإعلام البديل، وحجمه الفعلي في الواقع، فكانت الكارثة.