الب يض يحذر مختلف القوى من هذا المصير تفاصيل

اليوم السابع – الإمارات:

أطلق البِيض، تحذيراً لمختلف القوى السياسية في شمال اليمن وجنوبه، من مصير خطير ينتظرها، ومآل لن يكون الخروج منه يسيراً، حال استمرار تجاهلها الأوضاع الاقتصادية والمعيشية المتدهورة التي تعانيها مختلف المناطق في البلاد. 

جاء هذا في رسالة وجهها، الدبلوماسي والسياسي البارز، هاني البِيض، نجل الرئيس الجنوبي الاسبق علي سالم البيض، إلى مختلف القوى السياسية، أكد فيها أن اي مشروع لكل منها لن يكتب له النجاح في ظل الأوضاع المعيشية الراهنة.

وقال البيض في رسالته المنشورة على حسابه بمنصة "تويتر": "لن يفلح اي مشروع سياسي في اليمن بجنوبه او شماله وشرقه او غربه في ظل هذه الاوضاع الاقتصادية الكارثية والمتدهورة بشدة، ولن ينجح اي مشروع وطني في ظل احوال إجتماعية ومعيشية بائسة وازدياد حالة الفقر المدقع بشكل غير مسبوق !".

مضيفاً: "لذلك على كل القوى السياسية والتيارات الوطنية المحبة للجنوب او لحضرموت او تلك المؤمنة باليمن الكبير .. وبمختلف مشاريعهم الوطنية وتوجهاتهم وامزجتهم السياسية ان يصبوا جهودهم واهتماماتهم اولاً لانتشال هذه الأمة من الاوضاع الكارثية والمدمرة قبل ان ينزلق الجميع لحالة إنهيار تام على كافة الاصعدة ويغرق الكل في مستنقعات لايمكن الخروج منها بسهولة!".

البيض دعا مختلف القوى السياسية، إلى "ان تضع في أولوياتها مرحلياً توحيد الجهود على الصعيد الاقتصادي والإنساني وجوانبه ذات الارتباط، وتسخير كل الموارد للانسان وتنميته وإصلاح الواقع المعيشي والتخفيف من معاناة المواطنين وأهمية الضغط على المجتمع الإقليمي والدولي بالمساهمة الحقيقية والفاعلة في هذه الملفات قبل المسارات السياسية والدبلوماسية". 

مؤكداً أن "توحيد المواقف في الجوانب الإنسانية والاجتماعية او حتى الاقتصادية على مستوى الداخل سيخلق حتمًا حالة تفاهمات متقدمة ووضع قد يساعد في تحقيق تسويات سياسية مناسبة .. بين اطراف المشاريع المتباينة او المتضادة وباعتبارات الضرورة اليوم وليس بحسابات الامس".

وأشار إلى أن "البديل الآخر فهو جاهز ويكمن في مزيد من الاقتتال وتصعيد الحرب والقضاء على ما تبقى وضرب الكل بالكل والذهاب لمرحله لا عودة فيها ولا منتصر!".

محذرا : "من هنا يجب ان يكون واضحا لأصحاب المشاريع السياسية المختلفة اليوم ولكل القوى الوطنية امام هذا المشهد الكارثي اقتصاديًا واجتماعيًا وإنسانيا وما وصلت له الامور وامام الحالة اليمنية المعقدة!".

واعتبر ان "اي طموحات سياسية او مشروع سياسي لا يمكن ان يتحقق او يصبح مشروعا وطنيا ناجحا وقادرًا ان يفرض نفسه في ظل هذه الاوضاع الماساوية وتداعياتها والظروف الاجتماعية المعقدة والاقتصادية المتدهورة التي تحيط بالجميع ولو اتى بالمعجزات وتحالف مع الإنس والجن .. في زمن انتهت فيه المعجزات..". 

مشدداً على "أن الامر الذي يجب استيعابه جيدًا الآن وبعد اكثر من 8 سنوات حرب وإخفاقات ومعاناة شعب ومآسي لا تعد ولا تحصى ان مسار هذه الصراعات أصبح غير محدد بمكان او زمان او شروط موضوعية..".

وتابع: "وأن اطراف النزاعات والصراعات هناك متكئين على اطراف اقليمية وفي اتكالية غير مسبوقة ادت الى إضعافها ومصادرة قرارها الوطني ودخل الجميع في فوضى خلاقة وعشوائيات سياسية لصيقة بامراض الماضي ..".

مردفاً: "بمجرد رفع الدعم او الغطاء الإقليمي قد تجد نفسها عاجزة اكثر مما هي عليه اليوم من عجز وعزلة .. وتآكل لشعبيتها مع عدم القدرة في التاثير والتغيير ومدى إلتفاف الناس حولها في المراحل القادمة".

داعياً جميع الفرقاء أن "ينضجوا ويوصلوا الى قناعة ليجعلوا الصراع لاجل عزة وكرامة شعبهم وخدمته والخروج برؤية وطنية شاملة وواقعية تلامس حياة ومتطلبات الناس جميعًا وقابلة للعيش والقبول بها داخليًا وخارجيًا".

وخلص السياسي والدبلوماسي البيض، إلى القول: "نقول لهم في هذه العجالة تصارعوا لأجل البناء وحياة كريمة للمواطن سيخلدكم التاريخ ! واما تقاتلوا لاجل استمرار الحروب وتكريس إرادة العنف والكراهية وتحولوا الى ادوات صراع اقليمية وعالمية وسيلعنكم التاريخ ! والتاريخ والزمن حتمًا أقوى النقاد ! ..تحياتي للشرفاء والاحرار وكل الطيبين الصابرين".

يأتي هذا في ظل اتهامات لحكومة معين عبدالملك بتوظيف الخدمات الاساسية من كهرباء ومياه وانهيار العملة وارتفاع اسعار السلع في عدن، ورقة سياسية للضغط على المجلس الانتقالي الجنوبي، ما فاقم الوضع المعيشي المتدهور من جراء الحرب.