قيادي مؤتمري بارز يكشف ما يدور في منزل البركاني ويوجه هذا التحذير للمؤتمريين

اليوم السابع – متابعة خاصة:
كشف القيادي البارز في حزب المؤتمر الشعبي العام، جناح الرياض، عادل الشجاع، عما يدور في مقر اقامة الامين العام المساعد للمؤتمر الشعبي، الشيخ سلطان البركاني، بالعاصمة المصرية القاهرة، موجها هجوما هو الاعنف ضد البركاني، وتحذيرا لكافة قيادات ومنتسبي وقواعد المؤتمر الشعبي العام، من مخطط خطر قال انه يهدد مستقبل الحزب.

وعبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، وجّه عضو اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي عادل الشجاع، رسالة إلى قيادات المؤتمر، التي قال إنها "اجتمعت في منزل البركاني"، بدائها قائلا: "إلى المجتمعين في منزل الشيخ سلطان البركاني كل باسمه وصفته، فقد وصل إلى مسامعنا أنكم تعقدون اجتماعات لإعادة تدوير أنفسكم على رأس المؤتمر الشعبي العام".

مضيفا: إن تلك "اللقاءات تحوّلت إلى غرف مغلقة بين أشخاص كانوا سببا في اختطاف المؤتمر خلال الفترة الماضية وتعطيل اجتماعاته الرسمية منذ العام ٢٠١٨". محذرا من مخطط تقاسم لقيادة المؤتمر الشعبي العام يستهدف وحدته ووجوده مقابل ما سماه "استجابة للأطماع الشخصية".

الشجاع حذّر قيادات المؤتمر في القاهرة وعلى رأسها البركاني، "من تجاوز اللوائح والأنظمة أو البحث عن مناصب، كما يتبادر إلى أسماعنا من تقاسم استجابة للأطماع الشخصية"، معتبرا في رسالته لهم أن "ما كان جائزا بالأمس لا يجوز اليوم، وما تقدمون عليه يعد خطرا وخطيئة لا يجوز تكرارها".

وأردف قائلا: "تعلمون بأن الانتماء إلى المؤتمر لا يأتي بقرار من أي شخص، ولا يزول الانتماء بمزاج فرد أو أفراد، وعلى هذا الأساس فإنني أكرر مجددا ما تعرفونه جميعا وما سبق أن تقدمنا به في كل الاجتماعات واللقاءات بأن تكون هناك قيادة جماعية وقد تنازلنا عن كثير من حقوقنا الشخصية، لكننا لن نتنازل عن انتمائنا للمؤتمر ولن نساوم فيه أو عليه، وبالرغم من التجاوزات التي ترتكبونها في كل مرة، إلا أن أيدينا مازالت ممدودة لمناقشة وضع المؤتمر ووحدته وعلاقته بالشرعية، حتى وإن تركت أيدينا معلقة في الهواء، برغبة المنتفعين بالمؤتمر".

وتابع: "واستمرارا لنهجنا الوحدوي، منذ أن بدأ البعض يقفز من سفينة المؤتمر في ٢٠١١، والذين لحقوا بهم في ٢٠١٤، ثم أولئك الذين رهنوا الحزب لدى جهات داخلية أو خارجية مقابل مصالحهم الشخصية وتفصيل المؤتمر على مقاسهم والعمل ليومهم وعيالهم والخصم من سمعة المؤتمر ومستقبله، فإننا سنظل على ذلك النهج مدافعين عن المؤتمر ومصححين لأي انحراف".

وجاء في رسالته "التحذيرية": "يجلس اليوم على رأس السلطة التنفيذية والتشريعية قيادات مؤتمرية وهذا جعل الداخل والخارج يعتقد بأن المؤتمر يقود المرحلة ويعتقد أن مؤسسات الدولة تحت هيمنة الحزب الذي لا يجني سوى تحمله فاتورة الفساد والحقد من الآخرين ، بينما في الحقيقة كان العجز عنوانا واضحا والصمت عن نمو المشاريع المناطقية والهويات المحلية بارزا ، وهنا لابد من التذكير بأن المؤتمر علمنا بألا نكون يوما عبيدا أو رعاعا بلا قيمة ، ويجب ألا نكون كذلك".

وختم: "أصدقكم القول من منطلق صديقك من صدقك لا من صدقك، لقد تخبطتم كثيرا والمؤتمر دفع الثمن، وصمتم في مواقف ما كان لكم بحكم تربيتكم المؤتمرية أن تصمتوا، ونأيتم بأنفسكم عن المصالحة الوطنية وتهربتم من خارطة الطريق التي قدمناها سواء في لقاء أبو ظبي أو في لقاءات القاهرة والتي كانت تقدم مقترحات عملية لإنقاذ العمل الوطني من الانهيار والتفيتم على مقترحات الحوار مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية بلقاءات جدة واخترتم أشخاصا لحضور هذه اللقاءات هدفتم من اختيارهم تعطيل أي تقارب بين قيادات المؤتمر أولا وبين المؤتمر والأشقاء في المملكة ثانيا".

https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=pfbid02kj1NDkfTV8jiAeLhC1ZQfwAqKAMhw1wYTtt5Snfqh39bdcb7FxWrQg5C3nodrdLTl&id=1275937379

وكشفت مصادر مطّلعة، أن لقاءات مكثفة عقدها السفير الامريكي لدى اليمن، بدأها منذ أواخر سبتمبر الماضي، مع قيادات المؤتمر في كل من مصر والرياض وابوظبي، لإرغامها على القبول بأحمد علي رئيسا للحزب واليمن ونجل الأمين العام السابق للمؤتمر عوض عارف الزوكا خلفا لوالده، في خطوات تسير -حسب مراقبين- باتجاه "تكرار النموذج المصري في الاطاحة بحكم الاخوان".

احدثت هذه الضغوط السياسية الامريكية والسعودية، انقسامات في اوساط الصف الاول لقيادات المؤتمر الشعبي، التي عبر عدد منها عن الاستياء والاستنكار، حد انتقاد توجهات وسياسات التحالف بقيادة السعودية والامارات لأول مرة، وبصورة اكبر الامين العام المساعد للمؤتمر الشعبي سلطان البركاني، الذي يتزعم تيار رفض تنصيب أحمد علي رئيسا للحزب، وعوض الزوكا أمينا عاما.

وشنّ البركاني، الإثنين الماضي، هجوما يُعد الأول، ضد التحالف بقيادة السعودية والإمارات ومجلس التعاون الخليجي، معبرا عن رفض ضغوط تنصيب احمد علي رئيسا للحزب، عبر تغريدة على حسابه بموقع التدوين المصغر "تويتر"، اعترض فيها على ما تضمّنته بيانات صادرة عن التحالف ومجلس دول الخليج، تُشير إلى توجّهما نحو إنهاء الحرب في اليمن بشروط جماعة الحوثي.
https://twitter.com/AlbarkaniS/status/1584482752933789703

في المقابل، أكدت مصادر مطّلعة، أن هجوم الشيخ سلطان البركاني غير المسبوق على التحالف ودول الخليج، "جاء ردّا على ضغوطات يمارسها التحالف باتجاه تنصيب أحمد علي عبدالله صالح رئيسا للمؤتمر الشعبي، وعوض عارف الزوكا أمينا عاما، ورفض توجهات التحالف لاحلال هيئة المشاورة والمصالحة التابعة لمجلس القيادة، محل مجلس النواب، الذي يرأسه سلطان البركاني.

ونشر وزير خارجية الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح، الامين العام العام المساعد للمؤتمر الشعبي، الدكتور أبو بكر القربي، ما يعزز في سلسلة تغريدات على "تويتر"، أكدت انباء عقد البركاني في مقر اقامته بالعاصمة المصرية القاهرة، اجتماعات مع قيادات المؤتمر المقيمة في مصر، لمناقشة تنصيب قيادة جديدة للحزب، واختيار رئيس جديد خلفا لعبد ربه منصور هادي.

القربي تحدث عن "حوار تم بين قيادات المؤتمر في الخارج كان هدفه تفعيل دور المؤتمر واسهامه في مفاوضات الحل السياسي وحمايته من مخطط التقسيم والهيمنة مع التمسك بمؤتمر الداخل بكوادره وقيادته والالتزام بميثاقه ونظامه الداخلي ليبقى المؤتمر محط ثقة الشعب وصمام الأمان لمستقبل اليمن وبناء السلام". منتقدا في الوقت نفسه عدم ابلاغ جميع قيادات المؤتمر بالاجتماع.
https://twitter.com/AAlqirbi/status/1585230231429750786?t=DHwNhyof4yGDiThpfk7nag&s=19

واعتبر الامين العام المساعد للمؤتمر الشعبي د. ابو بكر القربي، أن الاجتماع تم "دون مراعاة للنظام الداخلي وأثر ذلك على مكانة المؤتمر ووحدته ودوره الوطني"، منتقدا إتمام ذلك "بدلا من توجيه جهدهم لتعزيز موقع المؤتمر في الدولة وفي مفاوضات الحل السياسي الشامل". في اشارة إلى الدور الذي بات يعوله التحالف على المؤتمر الشعبي في التوصل لتسوية سياسية تنهي الحرب.
https://twitter.com/AAlqirbi/status/1582817176095858688?s=19

وألمحت تغريدة القربي، بحسب مراقبين، إلى "تدخل خارجي حال دون تحقيق هدف الحوار الذي تم بين قيادات المؤتمر في الخارج"، وسبق أن كشف القربي عن "تحضيرات تجريها قيادات حزب المؤتمر في القاهرة، لتعيين قيادة جديدة للحزب". مشددا على ضرورة الحفاظ على وحدة المؤتمر الشعبي وقياداته في الداخل والخارج، شرطا لتفعيل دوره الرئيسي في المرحلة المقبلة.

من جانبه، قال عوض عارف الزوكا، الذي قررت قيادة المؤتمر الشعبي في الداخل عقب مقتل علي عبدالله صالح، تصعيده وأحمد علي صالح إلى عضوية اللجنة العامة قبل ان تعين نجل صالح نائبا لرئيس الحزب، إن: "أي مساع تهدف لتوحيد المؤتمر يجب أن تلتزم بلوائح المؤتمر ونظامه الداخلي ومن ثم الالتزام بإشراك كل قيادات المؤتمر وكوادره في الداخل والخارج".

مضيفا في تغريدة على حسابه بموقع التدوين المصغر "تويتر": إن "أي اقصاء للآخرين او حصر هذه المساعي لأسماء معينه دون وضع اعتبار للمناضلين والشرفاء من المؤتمريين سيفشل هذه الدعوة وسيزيد من تشتت المؤتمر"، في إشارة للقاءات التي يرأسها البركاني مع قيادات المؤتمر في القاهرة والتي أشار إليها، القربي، الذي لعب دورا دبلوماسيا في تنحية هادي وتغيير "شكل الشرعية".
https://twitter.com/a_alzwka/status/1584599064309821440

واتّفق البرلماني المؤتمري علي مسعد اللهبي، مع موقف الزوكا، إذ أبدى تأييدا لتوجه التحالف نحو تنصيب أحمد علي رئيسا للحزب، ورفضا لما تحضّر له قيادات الحزب المتواجدة في القاهرة، قائلا في "تويتر": "نكرر المؤتمر الشعبي العام واحد موحد بالداخل والخارج والحفاظ عليه من مسئولية كل شرفاء المؤتمر وقواعده الشرفاء وقياداته الشرفاء من أبنا الشهداء وعلى رأسهم احمد علي عبدالله صالح نائب رئيس المؤتمر والشيخ عوض الزوكا ومعهم كل الشرفاء من اللجنة الدائمة واللجنة العامة وليس غيرهم".
https://twitter.com/Alimosaedalized/status/1585373135553302528

تأتي الضغوط الامريكية والسعودية لتنصيب قيادة جديدة لحزب المؤتمر الشعبي، امتدادا لما كان كشفه مقطع فيديو لاجتماع السفير السعودي لدى اليمن، محمد آل جابر، مع قيادات في المؤتمر عن أن السبيل للحد من نفوذ حزب الإصلاح في الجيش الوطني وفي الحكومة بـ"احتواء" حزب المؤتمر الذي اعتبره "العنصر الفاعل في اليمن سابقا"، مشيرا إلى أن هناك عمل لاعادته إلى المشهد وتمكينه من تسلم الزمام. 

يذكر أن توجهات التحالف بقيادة السعودية والامارات، وبدعم امريكي وبريطاني، تسير منذ بداية العام الماضي، حسب مراقبين، باتجاه "اسقاط هادي وسلطة حزب الاصلاح (إخوان اليمن) سياسيا وإداريا وعسكريا، وتقسيم اليمن إلى دولتين او -مبدئيا- اقليمين اتحاديين، شمالي يحكمه المؤتمر الشعبي برئاسة احمد علي صالح بالشراكة مع جماعة الحوثي، وجنوبي يحكمه الانتقالي الجنوبي بقيادة عيدروس الزبيدي.