التحالف يجبر الانتقالي على الخضوع لقرار العليمي بحل قواته
اليوم السابع - متابعة خاصة:
خضع المجلس الانتقالي الجنوبي بضغط من السعودية والإمارات لقرار رئيس مجلس القيادة رشاد العليمي بحل قواته، ودمجها ضمن قوات وزارتي الدفاع والداخلية في الحكومة.
ذلك ما كشفته مصادر عسكرية جنوبية، أفادت بأن نائب رئيس مجلس القيادة عبدالرحمن المحرمي استدعى قادة الوية المجلس الانتقالي، إلى اجتماع عقده معها في قصر معاشيق بالعاصمة المؤقتة عدن، وابلغهم بأن مجلس القيادة شكل لجنة عسكرية وأمنية ، سيتم الإعلان عنها في الأيام القادمة، وذلك لمعالجة أوضاع القوات العسكرية والأمنية وتوحيد العمل الأمني والعسكري.
وقالت المصادر، إن المحرمي أكد في الاجتماع دعم التحالف بقيادة السعودية والإمارات مهام اللجنة العسكرية والامنية، محذراً من مغبة عرقلة تنفيذ الملحقين العسكري والامني لاتفاق الرياض الموقع برعاية المملكة العربية السعودية في 5 نوفمبر 2019م وآلية تسريع تنفيذه في اغسطس 2021م.
المصادر ذاتها ذكرت أن نائب رئيس مجلس القيادة قائد الوية العمالقة الجنوبية، كان واضحا مع قادة الوية قوات المجلس الانتقالي، بأن المرحلة لا تحتمل الاخذ والرد والرفض والاعتراض، مشيرةً إلى أن المحرمي شدد على "ان دمج جميع التشكيلات في قوام قوات الجيش والامن، سيتم قريبا".
يأتي ذلك بعد توتر العلاقة بين مجلس القيادة والمجلس الانتقالي، حيث كشف مسؤول حكومي عن توجيه رئيس الانتقالي اللواء عيدروس الزبيدي تهديداً لرئيس مجلس القيادة رشاد العليمي، خلال ترؤس الأخير أول اجتماع لمجلس القيادة عقب تصعيد متبادل بين الطرفين وصل ذروته خلال الايام الماضية على خلفية منع الانتقالي الاحتفال بعيد الوحدة.
وقال المستشار الإعلامي السابق في السفارة اليمنية بالرياض، رئيس تحرير صحيفة ومركز دراسات "هنا عدن"، أنيس منصور، في تغريدة على موقع التدوين المصغر "تويتر": "كان اليوم اجتماع المجلس الرئاسي وحضر عيدروس نصف ساعة فقط".
مضيفاً: "عندما فتحوا قضية دمج القوات العسكرية غادر عيدروس من الاجتماع منزعجاً قال لهم يادودة ايامكم معدودة احترموا الضيافة اقل شيء وبقي ابو زرعة (في اشارة إلى نائب رئيس المجلس عبدالرحمن المحرمي) جالس في الاجتماع".
https://twitter.com/anesmansory/status/1529495549870743555
وجاء الاجتماع في وقت تشهد العلاقة بين المجلس الانتقالي ومجلس القيادة، توتراً كبيراً، بعد توجيه رئيس الانتقالي اللواء عيدروس الزبيدي، خلال لقائه بقائد قوات التحالف في العاصمة المؤقتة عدن، اللواء الركن يوسف خير الله الشهراني، رسالة تحذير شديدة اللهجة إلى رئيس مجلس القيادة رشاد العليمي، من مغبة المساس بقواته، متوعداً بقلب الطاولة على الجميع، بالانسحاب من المجلس الذي يشغل فيه منصب نائب الرئيس.
وقالت مصادر جنوبية إن "الشهراني طلب من الزبيدي ايضاح أسباب مقاطعته لاجتماعات مجلس القيادة في قصر معاشيق وعقد اجتماعات في مكتبه بمقر المجلس الانتقالي، والهدف من اصداره ، يوم الأحد، قراراً بدعوة الجمعية العمومية للانتقالي إلى عقد دورتها الخامسة منتصف يونيو المقبل، مشدداً على ضرورة ايقاف اي تصعيد".
مضيفة: أن "الزبيدي أكد أن محاولات العليمي احراجه بالإعلان ضمن خطابه عن قرار بدمج قوات الانتقالي ضمن وزارتي الدفاع والداخلية لن تمر مهما كلف الأمر، واعتبر المساس بقواته من سابع المستحيلات، محذرا من أن استمرار الاستفزازات سيدفعه إلى الانسحاب من مجلس القيادة وقلب الطاولة على الجميع ".
المصادر الجنوبية ذاتها، أفادت بأن "الزبيدي أشار في اللقاء إلى الضغوط التي يتعرض لها من أنصار الانتقالي بشأن مشاركته في مجلس القيادة وما ترتب على ذلك من عودة رئيس ونواب المجلس إلى عدن واستضافتهم رغم الرفض الشعبي لذلك، علاوة على استفزازات البعض ابتداءً من أداء اليمين الدستورية وانتهاء بالسعي للاحتفال بالوحدة".
يتزامن هذا مع اعلان رئيس مجلس القيادة، رشاد العليمي في خطابه بمناسبة العيد الوطني الـ 32 للجمهورية اليمنية ذكرى اعادة توحيد شطري اليمن ، ليلة السبت، عن مصير القوات التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي في العاصمة المؤقتة عدن والمحافظات الجنوبية، واين ستكون خلال الايام القليلة المقبلة.
وقال العليمي في الخطاب الذي بثته وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" الحكومية: "سنمضي قدماً في جهود توحيد المؤسسة العسكرية والأمنية، كما نص اتفاق الرياض، وإعلان نقل السلطة".
مضيفاً أن "توحيد القوات سيكون من خلال اللجنة العسكرية والأمنية التي سيتم إعلانها خلال الأيام القليلة القادمة".
يشار إلى أن المجلس الانتقالي استنفر قواته لمنع تنظيم أي فعالية احتفالية بالعيد الوطني في عدن والمحافظات التي يسيطر عليها منذ أغسطس 2019، وقمع اي محاولات تسعى لرفع علم الجمهورية اليمنية، في مقابل رعايته فعاليات لإحياء ذكرى إعلان نائب الرئيس الأسبق علي سالم البيض فك الارتباط عن الشمال في 21 مايو 1994.